لمن لا يصدق حتى الآن أن مافعلته المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر 2023 غير العالم إيجابيا تجاه قضيتها، إليك الآتي: فى أوروبا لأول مرة تفقد تل أبيب أبرز داعميها فى البرلمان الهولندى بعد تراجع حزب «الحرية» اليمينى المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز، ليحل ثانيًا خلف حزب «الديمقراطى 66» الليبرالى الداعم علنيا للمقاومة فى فلسطين، ليخرج كل من حزب «الحرية» و«الحركة الفلاحية المدنية» من الائتلاف الحكومى المحتمل، فى مؤشر واضح على تراجع اليمين المتطرف الموالى لإسرائيل!، يحدث ذلك أيضا على مستوى الشارع السياسى الأوروبى فى إسبانيا وانجلترا وألمانيا، وإيطاليا وغيرها. وعلى الجانب الآخر من المحيط أصبح زهران ممدانى أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، المركز المالى للولايات المتحدة الأمريكية!. ربما يعكس هذا النصر حقيقة أن الجماهير فى العالم الغربى باتت تحمل رؤى مختلفة بشدة عن النخبة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي. فالواقع أن مواقف ممدانى المؤيدة لفلسطين والمعادية لدولة الاحتلال كانت من أهم أسباب نجاحه فى مدينة تُعد أكبر معقل لليهود فى العالم (خارج إسرائيل). وبحسب تعبير الصحيفة العبرية «تايمز أوف إسرائيل»، لطالما عُدَّ دعم إسرائيل شرطا للفوز فى أمريكا، «لكن ممدانى حطَّم هذه السُّنة، إذ شكّل تحالفا لم يضمّ التيار اليهودى السائد، واستغلّ غضب الديمقراطيين تجاه إسرائيل بسبب حرب غزة ونجح فى ذلك»...ما حدث زلزال يضرب أساس السياسة الغربية، بما فيها التحول من الديمقراطية الغربية التقليدية إلى الديمقراطية التشاركية، لكن لذلك قصة أخرى!.