تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أهلًا بالمطر!
ما أجمل المطر عندما يهبط فى البداية على استحياء.. خفيفًا.. ضعيفًا.. رقيقًا.. مترددًا.. قطرة قطرة.. وكأنه يتحسس خطاه.. ثم ما يلبث أن يتحرر من كل القيود ليتحول إلى خيوط وستائر وسيول مكثفة تتسابق فيما بينها من أجل السقوط!.
منذ أيام ودون استئذان أو مقدمات سقطت الأمطار من سماء مدينتى العتيقة الجميلة القاهرة معلنة عن تغير درجات الحرارة وبداية موسم البرد اللذيذ..
ليبدأ الشتاء هذا الفصل الرومانسى الموحى الملهم الذى يفيض عشقًا وحبًا ونغمًا!.. أخيرًا تخلينا عن ملابسنا القطنية العبثية الخفيفة.. ليحل محلها الأناقة والذوق والاختيار المتأنى بعناية لرداء مصنوع من الصوف أو معطف ثقيل نتدثر به قبل العبور من باب البيت.. مع شمسية صغيرة!..
تتغير الألوان من الأبيض والبمبة والسماوى إلى الكحلى والرمادى والأسود والبنى..
ويحل مكان هذا الخف المفتوح حذاء برقبة عالية محشو بالفراء الناعم لزوم التدفئة والحماية من قسوة الطقس.. أعترف بضعفى وعشقى للمطر.. وأنتظر سقوطه بفارغ الصبر.. وعندما يبدأ الرذاذ المصحوب بنسيم الهواء فى الهبوط أجلس أمام النافذة.. أتابع ميلاده باهتمام.. أحملق فى السماء وأمد يدى لاستجلابه بين أصابعى.. فيغمرنى شعور بالفرح والسعادة..
أدقق النظر فى هذه اللوحة الفنية التى تتدفق ألوانها الباردة بلطف.. ثم تهطل الأمطار حيث يصبح نزولها لحنًا رومانسيًا يعزف على أوتار الذاكرة والقلب.. أتابع قطرات الماء وهى تنزلق كدموع عاشقة على زجاج النافذة لترسم خطوطًا منحنية ومتعرجة مثل رسائل الحب السرية!..
أمطار الشتاء ليست موسمًا للبرد فقط.. بل هى دعوة للرومانسية.. دعوة للحب والوحى وإطلاق العنان للحلم والخيال! فى قصيدة حية.. أو قصة قصيرة.. أو حتى الهمس بكلمات مبعثرة وخواطر وكلمات غير منمقة ولكنها نابضة تتسلل إلى الوجدان لتغسل غبار الأيام.. وتوقظ روائح التراب الندى الممزوج بعبق الورد والياسمين..
الرومانسية هنا ليست فى الشمس الحارقة أو الزهور اليانعة.. بل فى ذلك اللقاء العجيب السريع بين السماء والأرض!.. حيث تلامس القطرة التراب فتنبت فى القلب بذور الحنين..!.. المطر يعلمنا أن الرومانسية الحقيقية لا تحتاج إلى ضجيج.. بل إلى صمت يملؤه همس قطراته حتى يصبح الزجاج المغطى بالبخار والندى مرآة للأسرار.
عزيزى القارئ.. دع المطر يغسلك.. يعيدك إلى نقاء العواطف.. واجعل البرد رفيقًا يذكرك بدفء الحب.. فى كل قطرة هناك قصيدة.. وفى كل غيمة وعد باللقاء.. عش الشتاء كعاشق.. واسمع فى همسه دعوة للحياة الأكثر دفئًا وسحرًا!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية