تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أنور عبد اللطيف > ‎نبوءة محمد التابعى .. ونهاية إسرائيل!

‎نبوءة محمد التابعى .. ونهاية إسرائيل!


‎ أول ميزة فى "إسرائيل" أنها نموذج لنظام استعمارى واضح وقمىء تقدر تكرهه وانت سايب إيديك، لا تحتاج لكراهيته موافقة أى مخلوق ولا حتى شرط المرحوم شعبان عبدالرحيم بأن تحب عمرو موسى!

‎والميزة الثانية ان حكام اسرائيل يتوارثون التعصب الذى يسهل وصفهم بالعنصريه، فتجد نفسك تحترم اعدائها دون سابق معرفة فتعتبر بوليفيا وكوبا وطنك الثانى وتفرح برئيس كولومبيا لوصفه وزير دفاعها الـ"جلانت" بالنازية حين شبه اهل غزة بحيوانات بشرية!

 أما الميزة الثالثة لنظام نيتانياهو أنه وفر عليّ العشم في  البيان الختامى الذى صدر عن قمة الرياض  العربية الاسلامية بقدر  عشمي واهتمامى باللقاءات الثنائية التى تمت بين الاشقاء القادة والزعماء الذين انتبهوا الى ان رفضهم العدو الصهيونى الذى اجمعوا على ادانته اهم مليون مرة من "فتن" العم سام التى فرقتهم، فقد سعدت جدا بلقاء الرئيس السيسى مع الرئيس الإيرانى وحديثه الودى مع الرئيس التركى وأمير قطر وابتسامته الاخوية مع الرئيس السورى، وهى مشاهد ورسائل مهمة كنا قد نسيناها واقوى من البيان الختامي نفسه، فقد جعلني قرار القمة بإدخال المساعدات الانسانية فورا إلى غزة دون ان يحدد آلية لتنفيذه أفخر بما تفعله مصر بالفعل منذ أسابيع قبل القمة، وعندما تبحث عن قرارات تشكل ضغطا اقتصاديا او سياسيا على دولة العدوان، فلا تجد غير العودة الى الماضى بالدعوة الى المؤتمر الدولي للسلام تحت رحمة الراعى الأمريكى الرسمى والوحيد لنشر الفوضى في المنطقة لضمان أمن الطرف المحتل
!، وكأن من وضعوا قرار القمة العربية الإسلامية  بجمع الادلة على جرائم الابادة الجماعية لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية لا يعلمون ان كل الادانات والحلول المطروحة للخروج من كابوس «طوفان الاقصى» فى الارض الفلسطينية المحتلة، تتكسر امام الفيتو الأمريكى وخوفه المستحكم من «نهاية إسرائيل» او تدمير إسرائيل، ففشل مجلس الأمن فى اصدار قرار بوقف الحرب بسبب الخلاف بين معسكريه حول كيفية سببه الجوهري منع وقوع نهاية إسرائيل، وقبله أفشلت اسرائيل الفرصة التى وفرتها المبادرة العربية للسلام منذ ٢٠ سنة لان حكومتها العنصرية وجدت فى اقامة دولة فلسطينية نهاية لاسرائيل!.
‎ وهى عقدة نفسية تحكم نزعات وافكار وسلوكيات رعاة الصهيونية وحماة اسرائيل كتب عنها الاستاذ محمد التابعى أمير الصحافة منذ ٧٠ سنة، 

وتفاصيل حكاية التابعي" أن السلطات المصرية تلقت تقريرا فحواه أن حكومة إسرائيل أرسلت بعثات إلى أوروبا وأمريكا للاتفاق مع الشركات والخبراء على تنفيذ مشروع حفر قناة تشق صحراء النقب وتصل البحر الأبيض المتوسط بميناء ايلات على خليج العقبة، وشق هذه القناة سوف يغير الأوضاع فى الشرق الأوسط، ويزيد من اهتمام الدول الكبرى بضمان بقاء وأمن اسرائيل وتصبح فى نفس المركز الاستراتيجى الذى تحتله تركيا اليوم!.
‎كاتب الكلام السابق هو الأستاذ محمد التابعى فى "آخر ساعة" يوم ٤ فبراير ١٩٥٣، وعاد للكتابة مرة اخرى عن عقدة نهاية إسرائيل فى جريدة الاخبار عام ١٩٥٧ وقال: «أن الذى يدفع اسرائيل لتنفيذ مخططها لضم سيناء والضفة الغربية وجنوب لبنان واجزاء من سوريا ضمن مشروع من "النيل الى الفرات" هو غياب محيطها العربى الغارق فى الخطب والشعر»، وقد تحققت مخاوف ونبوءة أمير الصحافة بالفعل فى يونيو ١٩٦٧، واستمرت هذه العقدة صخرة جاهزة لمنع الاستفادة من مبادرة الرئيس السادات للسلام الشامل عام ١٩٧٦ الذي يبدأ بحل القضية الفلسطينية حين أصرت اسرائيل على تحويل السلام الشامل مع العرب إلى اتفاقات ثنائية ، وعلق بيجين على التفاوض على حق تقرير المصير للشعب الفلسطينى الذى طرحه السادات امام الكنيست قائلا: كل شىء قابل للتفاوض إلا تدمير إسرائيل
!.
‎ ولا يزال تدمير اسرائيل ونهاية اسرائيل وراء الالتزام الغربى والامريكى اليوم بتفوق اسرائيل على محيطها العربى وعلى جثة الشعب الفلسطينى، وتترجمه اسرائيل ـ باعتراف "ميكو بيليد" داعية السلام اليهودى وصاحب كتاب ابن الجنرال ـ بالتزام سياسة الفصل العنصرى من اليوم الأول لإنشائها وابتلاع الأراضى والاستيطان، وإجبار الفلسطينيين على النزوح والهجرة وحصار السلطة الفلسطينية، وبررت حكومات شارون ونيتانياهو سياساتها الوحشية بكل وسائل وأدوات الحرب بانه حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ووجودها
!
‎وهذا الاتجاه الممنهج لمحو القضية الفلسطينية هو  الميزة الرابعة  لاسرائيل ، فقد كان أحد أسباب «طوفان الاقصى»، الذى فضح ثبات موقف الدولة العبرية من السلطة والمقاومة الفلسطينية لأنها تعنى نهاية إسرائيل، وأكدها نيتانياهو فى مجلس الحرب يوم السبت الماضى حين قال أى كلام عن حياة وامن إسرائيل يبدأ بابادة حماس وأى كلام عن وقف الحرب وعن الحرية في الحاضر والمستقبل يبدأ من نهاية حماس!

..وكانت هذه المجازر البشرية وحرب الابادة الاسرائيلية على غزة هي ميزتها الخامسة التي تنقلها الفضائيات حية على الهواء فانتفضت القضية فى اذهان وبصائر الجيل الجديد في كل الدنيا، واندلعت المظاهرات فى عواصم العالم منها لندن وميونخ وفيينا، وحمل المتظاهرون فى واشنطن اغنية مترجمة بدموع طفلة فى مدرسة "الاونروا" بين الركام تقول: ياعالم ارضي محروقة ارض الحرية مسروقة"!

ومن داخل اسرائيل تاتي الميزة السادسة فقد انكشف القناع الذي يخفي استراتيجية حياة الدولة العبرية باسم الحرية امام العالم، التي لخصها المفكر 
‎الكبير عبدالوهاب المسيرى فى جملة واحدة: ان بقاء إسرائيل ياتى دائما من خارجها؛ الدعم المطلق من الولايات المتحدة وتصدير الحقيقة المشوهة الى الغرب والنفى المطلق لأصحاب الأرض .. التغييب المطلق للعرب!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية