تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أنور عبد اللطيف > منهج الدكتورة عواطف عبدالرحمن

منهج الدكتورة عواطف عبدالرحمن

وقفت الدكتورة عواطف عبدالرحمن على سلم نقابة الصحفيين، بعد أن هنأت نقيب الصحفيين الجديد خالد البلشى، اتكأت على عصاها وملأت نظرها من واجهة المبنى بعد تجديدها وابتسمت للكاميرا فى صورة ترد الروح وتدعو للفرح!

 

فرح أستاذة الإعلام وأم الصحفيين يتجاوز الشكل إلى المضمون، لعدة اسباب أولها نتائج الانتخابات الصحفية التى طوت صفحة المنافسة فور إعلان النتيجة وسارع المنافس الرئيس خالد ميرى بتهنئة خالد البلشى فى عناق قطع الطريق على أى فتنة، وثانيها أن التغيير وضع مستقبل الصحافة فى يد جيل جديد عابر للقبليات المؤسسية باتساع المهنة لتشمل بوابات النشر الإلكترونى وثالثها تهنئة الدولة ممثلة فى وزير المالية محمد معيط للنقيب الجديد والتزام حكومته بالزيادة فى البدل دعما للصحفيين لمواجهة أعباء التحديث والتكنولوجيا المرهقة بصرف النظرعمن يجلس فى مقعد النقيب، وبقيت مسئولية النقيب الجديد قبل حجم الزيادة هو تحويل البدل من «هدية» بحكم قضائى إلى «قانون» يحفظ الحق!.

منذ أيام شاركت فى احتفالية أقامتها جمعية محبى الفنون الجميلة، التى افتتحها الزعيم سعد زغلول وجلست الدكتورة والمعلمة عواطف عبدالرحمن المحتفى بعيد ميلادها فى مقعد الأمير يوسف كمال مؤسس الجمعية المصرية للفنون الجميلة عام ١٩٢٢، وشارك فى حراسته حلقات متصلة من رواد التنوير والفن التشكيلى منهم محمود مختار ومحمود سعيد ومحمد ناجى وراغب عياد ويوسف كامل، وصولا إلى الفنان القدير أحمد نوار رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأدار الاحتفالية الكاتب الصحفى محمد نوار مدير متحف رامتان طه حسين السابق، ووجهت الدكتورة عواطف الشكر لأساتذتها فى مرحلتيها المهنية بالأهرام والأكاديمية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وشكرت زملاءها وأبناءها ومحبيها المتحدثين منهم الدكتورة إيناس أبو يوسف عميدة كلية الإعلام جامعة الاهرام الكندية ونور الهدى ذكى الكاتبة الصحفية والدكتور رامى صديق رئيس قسم الصحافة باكاديمية الشروق وعبدالعظيم صدقى خبير العلاقات العامة بمصر للطيران فرسمت كلماتهم ملامح سيرة أم الإعلاميين الانسانية، كما عرض الدكتور حماد إبراهيم بحثا علميا ممنهجا حتى لا تبدو شهادته فقط انفعالًا عاطفيًا نحو أستاذته، فجاءت شهادته موثقة بحقائق عن مكونات الشخصية العلمية لمنهج عواطف عبدالرحمن التى رأى أنها لا تنتمى إلى المدرسة النضالية لتحرير المرأة المصرية وتمكينها فى حربها مع الرجل رغم كثرة دراساتها وكتاباتها عن المرأة لكنها ترى أن «تمكين» واستقلال المرأة المصرية والعربية مرهون بتلاحمها مع الرجل فى تحرير الأوطان من التبعية والاستعمار الفكري. وحماد إبراهيم فى هذه الرؤية يُقدِّر الدور والإسهام التاريخى للمحتفى بها، ويحرص على أن يُمسك بــ «النموذجِ المضىء» الذى تمثله فى حياتنا الجامعية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، وهى امتداد أصيل لجيل الرواد الذين جعلوا المجتمع ـ بكل ما فيه ـ موضوعا لمعاركهم العلمية والثقافية، فصنعوا مجد الجامعة فى مصر والوطن العربى، وهى تعتز بأصالتها الحضارية وتَحُضُّ على أن تحيا مصر وتنطلق للمستقبل بعيدا عن ويلات التطرف والانغلاق والانكفاء الحضارى على الذات.

وشخصيتها نسجت من الخامة الإنسانية نفسها التى رأيناها فى طه حسين وأحمد لطفى السيد ولويس عوض ومحمد أنيس وعبدالقادر حمزة وعائشة عبدالرحمن بنت الشاطئ وفؤاد زكريا ورضوى عاشور وعبدالملك عودة وإسماعيل صبرى عبدالله وجلال أمين وأحمد كمال أبو المجد ومختار التهامى.

على طريقته فى البحث حدد حماد ابراهيم ملامح شخصية الدكتورة عواطف العلمية فى: اتساع الهمة لهموم الأمة فى بعدها المصرى والعربى والإفريقى وماتثيره من تحديات، كما تلتزم فى أبحاثها وكتاباتها بطابع نقدى ولها اسهام عالمى بارز فى النظرية النقدية فى بحوث الاتصال، وتلتزم بخط فكرى يقوم على الدعوة للتغيير والتحديث وهو التزام قوى لا يضعف ولا ييأس منذ عرفناها فى النصف الثانى لسبعينيات القرن العشرين حتى اللحظة . ووصل الدكتور حماد إلى الملمح الاخير فى الرقائق الشخصية للدكتورة عواطف وهو أنها تلزم نفسها بمنهج خاص من الجدية والاستقامة والحسم فى التمسك بثوابت قيمية لا تقبل التفريط أو التنازل مهما كانت النتائج، ومن مواقفها أنها منحت بكل بساطة وهدوء ضمير درجة «صفر» فى البحث المتخصص فى البكالوريوس لابنة أحد رؤساء مصر فى نهاية السبعينيات. وتمسكت بهذا التقويم عند مراجعتها من جهات عليا، متسلحة بمساندة عميد الكلية الدكتور عبدالملك عودة – يرحمه الله ـ الذى وجدته سندا ومعينا فى حماية قيم العدالة والإنصاف والمساواة بين الطلبة، ومن مواقفها التى لا تنسى أنها كانت تراجع رسالة ماجستير أعدها أحد طلابها قبل مناقشتها، وحين خرج ترك سلسلة ذهبية غالية الثمن فلم تغضب وترفض هديته فقط وتوبخه وتلقنه درسا فى أخلاقيات الباحثين بل اتخذت قرارا بإلغاء إشرافها على البحث فى مرحلته النهائية وقالت: إن قبول الهدية بحسن نية اليوم سيجعلها العامل الحاسم فى إجازة البحوث العلمية فى المستقبل!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية