تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

محاكمة محمد صلاح !

صرخ المدرب الكبير من المنطقة الفنية المجاورة للملعب في صانع العاب الفريق: مرر الكرة بسرعة للأمام، فلم يعره اللاعب اهتماما واشار لمدربه باصبعه على فمه مايعني اسكت!
فاعاد المدرب التوجيه بتنطيط وشد شعر صلعته وحماس أشد: بسرعة بسرعة بسرعة، فألتفت اللاعب اليه وقال له اخرس ..اخرس! 

وبعد اطمئنان المدرب للفوز الكبير اخرج صانع العابه اواخر الشوط الثاني، واثناء خروجه صافحه اللاعب بقرف رافضا حضنه، وظل يبرطم بغضب ويشوط فى المقاعد والزجاجات حتى جلس بين البدلاء، ولم تمضى ثوان حتى صعد المدرب واحتضن لاعبه وهمس فى أذنه ببعض الكلمات ثم نزل إلى مكانه مع صافرة النهاية يتلقى التهاني بالفوز العريض! 

وفاز هذا الفريق ببطولة اوروبا وبطولة العالم للأندية وفاز المدرب الاصلع بدرع احسن مدرب فى العالم، انه بيب جوارديولا ولاعبه البلجيكي كيفن ديبروين، وكان الفريق المنافس ريال مدريد فى يونيو من العام الماضي!

أهدي هذه الواقعة إلى مشعل الحملة الشرسة والمحاكمة الغيابية التى عقدها الكابتن أبو تركة لمحمد صلاح، بعد المشادة الحادة بينه وبين مدربه يورجان كلوب اثناء نزول صلاح فى الدقيقة 80 ليشارك فى انقاذ فريقه، بعد احراز فريق وست هام هدفه الاول في الشوط الاول بنفس الكرة العرضيةً التى يهزم بها غالبا دفاع ليفربول مع أخطاء حارس المرمي اليسون بيكر،و ومنذ إعلان كلوب عزمه ترك النادي في يناير الماضى تسرسبت بسببها النقاط الخمس التي كان يحتل بها صدارة الدوري، بالتعادلات والهزائم  دون أن يجد لها يورجان كلوب علاجا خاصة مع الفرق التي تصارع على النجاة من قاع ترتيب الدورى الانجليزي، وآخرها تعادله بطعم الهزيمة مع وستهام !
 الألماني يورجان الذى أعطى كرة القدم دروسا فى إدارة المباريات والنجوم عجز عن حل مشكلة احترام الخصوم وأصر على التعامل مع الفرق المتوسطة والصغيرة بالضغط العالى والدفاع المكشوف وفى نهاية المطاف خسر الصدارة،  ولن تنفعه جماهير الليفر التى تبيع وتشتري أي مدرب أو نجم بين شوطي المباراة، فالقداسة عند الانجليز في كل الأحوال للفريق فقط هو الذي "لن يمشي وحيدا"!

بحثت عن هجوم لمحمد أبو تريكة حامي العفة والشرف على واقعة دبروين مع مدربه جوارديولا فلم أجد، لأن أخطاء اللاعبين في أوروبا والدول المتحضرة يبلع لها المحلل الظلط ولا كلمة ولا خطبة عصماء كتلك التي أدان بها صلاح دون ان يعرف الاسباب!

والحقيقة أن أبوتريكة كان من بين قلة من نجوم ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ الذين لم يكشفوا عن حقدهم على صلاح، بل كان يزعم طول الوقت بحبه وفخره وصداقته لأخيه الصغير، وانه يحدثه ويستشيره، ويشهد بأنه صاحب عقلية توزن بلد، لذلك استغربت جدا من إصرار على "تغليط" صلاح على الهواء مباشرة، بخطبة عصماء قبل خروج اللاعبين من الملعب "وان الكبير كبير والصغير صغير واللاعب الكبير يجب ان يذهب لمدربه الكبير ويقول له أنا اسف" ـ فلماذا الأسف للكبير في الملاعب فقط!! 

فلو كان أبو تريكة يعتبر صلاح اسطورة وابن بلده وحبيبه المفضل، ما كان هذا الهجوم العنيف لدرجة جعلت مدير استوديو التحليل صالح الحمادي يتدخل بعقل وبحكمة قبل أن يتحول الاستوديو إلى محاكمة لنجم وفخر العرب الأول: كلكم لاعبين وجربتو عصبية الملاعب وانفعال عدم المشاركة، وتساءل ياسر القحطاني نجم الكرة السعودية: لماذا اختار كلوب هذه اللحظة لمعاتبة اللاعب الخلوق صلاح!

لو كان ابو تريكة صديق صلاح كما تاجر بها دائما كان استشف ان النار كانت تحت الرماد منذ واقعة منتخب مصر التي أحرجه فيها كلوب مع بعض جماهير الكرة المصرية، وكان التمس لصديقه العذر حتى تتضح الصورة ويلتقي صلاح وينصحه ثم يشرح وجهة نظره بشكل مناسب ولائق، بطريقة قد تحقق له انفرادا خبريا، حتى لو فوجئ بهذا التصرف من صلاح كان يجب ان تتحرك وطنيته تجاه قائد منتخب مصر ولا يبدأ فى ذبحه فورا "على مرتين" ولا يتسرع فى ارتداء ثوب خضرة الشريفة قبل ان يعرف اصل الحكاية!

واثق أن النار فى ليفربول ستعود تحت الرماد مرة أخرى، بعد تصريح صلاح المختصر جدا بثقة : "بأنى لو تكلمت الدنيا هتولع"، وتصريح كلوب الذي يعد آخر دروسه الاحترافية : بأننا تحدثنا فى غرفة الملابس وانتهى كل شيء!
 فالإدارات المحترفة في أوروبا تعرف كيف تذيب هذه الخلافات وتمتص انفعالات النجوم أو تستغلها لمصلحة الفريق، لكن النار التي أشعلها أبو تريكة لن تنطفيء وستجد من الزبانية من يلقى كرة اللهب فى حجر حسام حسن الجاهز للاشتعال!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية