تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى ميونيخ شاهدت نظرية "كلوب" الغضب المصنوع !
تتبعت سربا صغيرا من المتظاهرين جمعهم علم فلسطين، قادنى إلى مظاهرة ضخمة بميدان مارينبلاتس أمام مبنى حكومة بافاريا بمدينة ميونيخ الألمانية الأحد الماضي، وضعت السلطات على واجهة المبنى علمي اوكرانيا واسرائيل، بينما رفع المتظاهرون فى ارض الميدان الحرية لفلسطين، وأعلام منظمات مدنية وحزبية ترفض الحرب، وهاجم عشرات السياسيين وناشطو السلام وأحزاب الأقليات بضراوة سياسات الائتلاف الحاكم برئاسة المستشار أولاف شولتز وحزبه «الاشتراكى الديمقراطي» لدعمه العسكرى والاقتصادى قادة الحرب فى أوكرانيا واسرائيل!.
وتجولت بكاميرتى شغوفا بشعارات المتظاهرين؛ ساندرا الألمانية تصرخ: الحرية لفلسطين، ولافتة ثانية تنصح: السلاح لا يصلح هدية لمن يرغبون الحرب، ولافتة ثالثة تناشد السويدية مؤسسة «أنصار البيئة»: جريتا.. انضمى لأنصار السلام ضد الحرب، ولافتة رابعة تحكى مسلسل تورط الحكومة فى الحرب: فى البداية طلبوا خوذات ودروعا، وبعدها طلبوا دبابات وطائرات، وفى المستقبل سيطلبون اولادنا وقودا للحرب، ولافتة خامسة تناشد: اصرفوا ميزانية التقاعد بدل إهدار الاموال فى دعم الحروب، وإقرار على ظهر شاب: فى حالة أن الدولة التى أنتمى إليها تعلن الحرب على دولة ثانية، او تدعم اى عدوان بالسلاح اقر اننى أساند الدولة الثانية بدون شروط!.
وعلى مقهى فى شمس حارقة بميدان مارينبلاتس جلست أقدح زناد الفكر، وتخيلت بسذاجتى أن هذه المظاهرة وغيرها فى باقى المدن التى تشتعل فى نفس اليوم سترغم المستشار شولتز بوقف دعم الحرب فورا او ينفرط الائتلاف الحاكم امام ضغط الاحتجاجات، انتشلنى من وهمى المهندس الشاب محمد نصار المؤيد لأفكار «حزب الخضر» وقال: انها مجرد لعبة انتخابية هدفها تحويل الساخطين إلى أصوات انتخابية، واستغلال الموقف من قضايا المناخ والإجهاض، والهجرة وإغلاق الحدود ومعاناة دعم حربى أوكرانيا وإسرائيل لجذب الناخبين، وفى النهاية يتسلى المواطن الألمانى بمشاهدة دراما مثيرة بعطلة نهاية الأسبوع!.
وفعلا.. فى اليوم التالى للعطلة جلست امام المقهى وشاهدت علم إسرائيل يخرج لسانه لى بالذات من واجهة مبنى الحكومة، بينما خلا الميدان من صراخ المتظاهرين!.
والصراخ المصنوع هو نفس نظرية يورجن كلوب مدرب ليفربول الحاصل على أحسن مدرب كرة فى العالم، قبل اعتزاله قال: لم يعرف التاريخ ان الحياة توقفت بسبب صراخ وعشق وغضب ملايين المشجعين لان جميع أطراف اللعبة يدركون أن كرة القدم مجرد قطعة جلد حين تُنفخ بالهواء تصبح ساحرة مستديرة يجرى وراءها 22 عاشقا يتناقلونها بخطة تمتع الناس، ونحن نتقاضى أجورنا لندفع الناس للصراخ والهتاف حتى يعبروا عن خوفهم المضطرب وينسون تعاستهم تسعين دقيقة، لكنها لن تحل مشاكل الفقراء واللاجئين والديمقراطية، ولن توقف حروباً، وعلى الناس العودة لحياتهم الطبيعية بمجرد سماع صافرة نهاية المباراة!.
ووفق نظرية الألمانى كلوب لم أسمع أيضا ان الحياة تغيرت فى اليوم التالى لاعتصامات وإضرابات الطلاب والباحثين فى جامعات أمريكا واليابان وفرنسا وبريطانيا، والسياسيون وطلاب الجامعات فى ألمانيا يتبعون قواعد محددة للتظاهر ضد الحكومة، منها الحصول على موافقة بالمكان والزمان، بالضبط مثل فرق الكرة فى الملاعب.
كل شيء بالريموت وتحت السيطرة حتى على المستوى الدولي، ففى مسار قضية العدوان على غزة، استبشرت خيرا فى أبريل الماضى بصدور قرارات محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الوجود الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأن ممارسات جيشها ترقى لإبادة جماعية، وشفى غليلى قرار الجنائية الدولية باستعجال القبض على نيتانياهو ووزير دفاعه لجرائمهما ضد الإنسانية، وبعد هذه الادانة القانونية تفاءلت باندلاع مظاهرات فى 60 جامعة أمريكية للمطالبة بوقف تمويل صفقات السلاح والتعاون العسكرى بين الجامعات وبين الجيش الاسرائيلى وشركات الاستيطان لعملياتهم الوحشية فى غزة والضفة وهتف المعتصمون بوقف إطلاق النار وتبادل الاسري، والحرية لشعب فلسطين،
ولكن للأسف ذهبت احتجاجات الطلاب وخطب وهتافات جماعات السلام وأعداء الحروب لتكمل دورة حياتها على محرك بحث جوجل واليوتيوب، بينما واصل القادة وأصحاب القرار الغربى الكبار عدم الاكتراث بالمظاهرات، حتى مرشحا الرئاسة الأمريكية اختلفا وكذبا فى كل شيء إلا الدعم العسكرى الكامل لإسرائيل!.
واذا سألتني: كيف ان هؤلاء القادة تركوا شعوبهم ينفعلون ويتظاهرون بمشاهد الدمار وصور المشردين واللاجئين والقتلى من شعوب الدول الضعيفة المنهوبة، فإن إجابتي: قطعا لتكون تحذيرا لمواطنيهم من المصير الذى ينتظرهم لو لم يكونوا سادة وأقوياء وأغنياء،
فلدى معظم قادة الغرب قناعة تامة أن الحروب والقضايا ستحسم للأقوي، والمطلوب فقط جر أصحاب الحقوق والأرض إلى خانة اليأس ومطاردتهم بتهمة الارهاب، أو شغلهم بقرارات ومبادرات مبهمة تقود لمفاوضات ووساطات بلا نهاية،
وهدف قادة الغرب الخبيث الذى توصلت اليه قبل ان أهرب من مقهى مارينبلاتس مطاردا بمظاهرة مفاجئة من الأمطار؛ ان تتساوى ثقة المقاومين فى أنفسهم وسلاحهم وعدالة قضيتهم مع يأس اللاعبين فى إحراز الأهداف بقطعة جلد مفرغة من الهواء!.
وتجولت بكاميرتى شغوفا بشعارات المتظاهرين؛ ساندرا الألمانية تصرخ: الحرية لفلسطين، ولافتة ثانية تنصح: السلاح لا يصلح هدية لمن يرغبون الحرب، ولافتة ثالثة تناشد السويدية مؤسسة «أنصار البيئة»: جريتا.. انضمى لأنصار السلام ضد الحرب، ولافتة رابعة تحكى مسلسل تورط الحكومة فى الحرب: فى البداية طلبوا خوذات ودروعا، وبعدها طلبوا دبابات وطائرات، وفى المستقبل سيطلبون اولادنا وقودا للحرب، ولافتة خامسة تناشد: اصرفوا ميزانية التقاعد بدل إهدار الاموال فى دعم الحروب، وإقرار على ظهر شاب: فى حالة أن الدولة التى أنتمى إليها تعلن الحرب على دولة ثانية، او تدعم اى عدوان بالسلاح اقر اننى أساند الدولة الثانية بدون شروط!.
وعلى مقهى فى شمس حارقة بميدان مارينبلاتس جلست أقدح زناد الفكر، وتخيلت بسذاجتى أن هذه المظاهرة وغيرها فى باقى المدن التى تشتعل فى نفس اليوم سترغم المستشار شولتز بوقف دعم الحرب فورا او ينفرط الائتلاف الحاكم امام ضغط الاحتجاجات، انتشلنى من وهمى المهندس الشاب محمد نصار المؤيد لأفكار «حزب الخضر» وقال: انها مجرد لعبة انتخابية هدفها تحويل الساخطين إلى أصوات انتخابية، واستغلال الموقف من قضايا المناخ والإجهاض، والهجرة وإغلاق الحدود ومعاناة دعم حربى أوكرانيا وإسرائيل لجذب الناخبين، وفى النهاية يتسلى المواطن الألمانى بمشاهدة دراما مثيرة بعطلة نهاية الأسبوع!.
وفعلا.. فى اليوم التالى للعطلة جلست امام المقهى وشاهدت علم إسرائيل يخرج لسانه لى بالذات من واجهة مبنى الحكومة، بينما خلا الميدان من صراخ المتظاهرين!.
والصراخ المصنوع هو نفس نظرية يورجن كلوب مدرب ليفربول الحاصل على أحسن مدرب كرة فى العالم، قبل اعتزاله قال: لم يعرف التاريخ ان الحياة توقفت بسبب صراخ وعشق وغضب ملايين المشجعين لان جميع أطراف اللعبة يدركون أن كرة القدم مجرد قطعة جلد حين تُنفخ بالهواء تصبح ساحرة مستديرة يجرى وراءها 22 عاشقا يتناقلونها بخطة تمتع الناس، ونحن نتقاضى أجورنا لندفع الناس للصراخ والهتاف حتى يعبروا عن خوفهم المضطرب وينسون تعاستهم تسعين دقيقة، لكنها لن تحل مشاكل الفقراء واللاجئين والديمقراطية، ولن توقف حروباً، وعلى الناس العودة لحياتهم الطبيعية بمجرد سماع صافرة نهاية المباراة!.
ووفق نظرية الألمانى كلوب لم أسمع أيضا ان الحياة تغيرت فى اليوم التالى لاعتصامات وإضرابات الطلاب والباحثين فى جامعات أمريكا واليابان وفرنسا وبريطانيا، والسياسيون وطلاب الجامعات فى ألمانيا يتبعون قواعد محددة للتظاهر ضد الحكومة، منها الحصول على موافقة بالمكان والزمان، بالضبط مثل فرق الكرة فى الملاعب.
كل شيء بالريموت وتحت السيطرة حتى على المستوى الدولي، ففى مسار قضية العدوان على غزة، استبشرت خيرا فى أبريل الماضى بصدور قرارات محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الوجود الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأن ممارسات جيشها ترقى لإبادة جماعية، وشفى غليلى قرار الجنائية الدولية باستعجال القبض على نيتانياهو ووزير دفاعه لجرائمهما ضد الإنسانية، وبعد هذه الادانة القانونية تفاءلت باندلاع مظاهرات فى 60 جامعة أمريكية للمطالبة بوقف تمويل صفقات السلاح والتعاون العسكرى بين الجامعات وبين الجيش الاسرائيلى وشركات الاستيطان لعملياتهم الوحشية فى غزة والضفة وهتف المعتصمون بوقف إطلاق النار وتبادل الاسري، والحرية لشعب فلسطين،
ولكن للأسف ذهبت احتجاجات الطلاب وخطب وهتافات جماعات السلام وأعداء الحروب لتكمل دورة حياتها على محرك بحث جوجل واليوتيوب، بينما واصل القادة وأصحاب القرار الغربى الكبار عدم الاكتراث بالمظاهرات، حتى مرشحا الرئاسة الأمريكية اختلفا وكذبا فى كل شيء إلا الدعم العسكرى الكامل لإسرائيل!.
واذا سألتني: كيف ان هؤلاء القادة تركوا شعوبهم ينفعلون ويتظاهرون بمشاهد الدمار وصور المشردين واللاجئين والقتلى من شعوب الدول الضعيفة المنهوبة، فإن إجابتي: قطعا لتكون تحذيرا لمواطنيهم من المصير الذى ينتظرهم لو لم يكونوا سادة وأقوياء وأغنياء،
فلدى معظم قادة الغرب قناعة تامة أن الحروب والقضايا ستحسم للأقوي، والمطلوب فقط جر أصحاب الحقوق والأرض إلى خانة اليأس ومطاردتهم بتهمة الارهاب، أو شغلهم بقرارات ومبادرات مبهمة تقود لمفاوضات ووساطات بلا نهاية،
وهدف قادة الغرب الخبيث الذى توصلت اليه قبل ان أهرب من مقهى مارينبلاتس مطاردا بمظاهرة مفاجئة من الأمطار؛ ان تتساوى ثقة المقاومين فى أنفسهم وسلاحهم وعدالة قضيتهم مع يأس اللاعبين فى إحراز الأهداف بقطعة جلد مفرغة من الهواء!.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية