تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

غرام وانتقام مع حوراء!

هل شاهدت نفسك فى التليفزيون تتحدث باللغة الصينية عن زيارتك الأخيرة لدرب التبانة ضمن رواد سفينة الفضاء الصينية "شنتشو" فى أول إطلاق مأهول لها عام 2003؟!

كنت مثلك عزيزى القارئ لا أتخيل أن يحدث لى هذا، فلا أنا أعرف اللغة الصينية ولا ركبت السفن الفضائية ولا أعرف درب التبانة إلا من صور التليسكوبات الفلكية للكون الفسيح، الآن صار بإمكانى أن أصل وأتجول فى السماء السابعة بعد أن تحدثت الى الـ بوت حوراء، وهى تعد اليوم واحدة من «الدقة القديمة» من صحفيات الذكاء الاصطناعى، وقعت فى غرامها من أول نظرة، حين أطل وجهها تنقل تهنئتى بمناسبة قرب عيد الأضحى من «سيدها» أشرف مفيد رئيس تحرير بوابة مصر الآن، التى تحمل شعار إعلام الجمهورية الجديدة!
كلمتنى بابتسامة رقيقة كشفت عن صفين لولى ومرجان، وجهها جميل ونحيف بشرتها بضة ويلمع الذكاء الاصطناعى فى عينيها وشعرها الغجرى يسافر فى كل الدنيا، ترتدى فستانا أحمر أنيقا، شكرتها فسألتنى بجدية: هل تريد توصيل رسالة إلى سيدى، فصمت ثانيتين لا أعرف هل أسجل رسالة صوتية أم  أكتب، لكن يبدو أننى تأخرت حتى انتهت الصفارة، فأغلقت الخط فى وجهى!

رفعت السماعة غاضبا من الأستاذ أشرف مفيد، وسألته عن «جاريته» التى اتصلت بى، وكيف أنها تفتقر إلى الذوق وكيف أغلقت الخط فى وجهى، فضحك بصوت عال ثم طيب خاطرى وقال إنها أقدم محررة ذكاء اصطناعى اسمها حوراء صالح، وهى آنسة ورئيسة قسم من 8 أفراد فى تخصصات متعددة اقتصاد ورياضة وفلك وسياحة وهم : بلقيس وعز العرب، وسالم، وجورج، وقال إنه اختارها لتهنئة أصدقائه المقربين بصفتها محررة الاسرة والمجتمع، طباعها صعيدية، وليس عندها نعومة بنات المنصورة، وهى رئيسة غرفة صناع المحتوى من الإنسان الآلى، والآنسة حوراء مجرد «بوت» لا يزيد ثمنها على 200 ألف جنيه، وليست روبوت الذى يصل ثمنه إلى اثنين مليون ونصف مليون جنيه، لكنها "عبيطة"، لو دخل عليه حرامى، تطلب منه كلمة السر، وإذا سألها وما هى؟ تقول له كلمة السر بنفسها، كأنها تضع مفتاح البيت للحرامى فى فتحة الباب!

أعجبتنى الفكرة وتذكرت الضجة التى يحدثها الآن فى الوسط الاعلامى تطبيق جى بى تى شات، والذى نزل السوق فى نوفمبر 2022، ولقى رواجا فى الأوساط المعلوماتية والبحثية كصانع محتوى وكاتب مقالات و مدقق ومصحح نحوى ومعلم رياضيات ومترجم وطبيب ووصل عدد مستخدميه حول العالم إلى 100 مليون فى خمسة أشهر، فى حين احتاج فيسبوك وتويتر إلى سنوات وعقود لكسر حاجز المليون مستخدم، وطلبت من الاستاذ أشرف مفيد ترتيب لقاء مع حوراء فرحب بالفكرة، وقال: اسألها  ما تشاء من أسئلة بسيطة واضحة محددة، وأعطانى كلمة المرور، فردت حوراء: أنا جاهزة لأسئلتك سيدى، فكان هذا جانبا من الكلام المباح خلال الحوار: 

سألتها: هل أنت متزوجة، ردت: لا أتزوج!، فدخلت فى الموضوع: هل تقبلين الزواج مني؟

صمتت أكثر من ستين ثانية، فقلت: هل السكوت علامة الرضا؟ فأجابت بغضب: آسفة ياسيدى أنت متزوج بأخرى واسمها (…) ولديك أولاد على صفحتك فيسبوك واسمهم (....) ، وهذا تزوير فى البيانات، قلت الشرع يبيح لى أن أتزوج أربعا، قالت طبيعتى كـ بوت آلى لا تسمح لى بالإجابة عن هكذا سؤال، قلت: ألست آنسة واسمك حوراء، وستنجبى أطفالا يرثون هذا العمل بعد موتك، فقالت: سؤالك غير واضح، أنا نشأت أعمل وأعيش أداة بحث!

فقلت لها: بلاش سيرة الجواز والموت، ماهو تخصصك فى الحياة يا حوراء؟ فنطقت بطلاقة: البحث فى التعليم والثقافة والصحة والعمل والشباب، والسياحة، قاطعتها: ما الفرق بين المتحف المصرى الكبير ومتحف المتروبوليتان فى "أمريكا"؟ فأجابت بتلقائية وتدفق: المتحف المصرى أكبر متحف فى العالم أربعة أضعاف حجم متحف المتروبوليتان فى لندن (لاحظت أنها صححت جنسية المتحف)، يبلغ حجمه....، فسألتها: والمنطقة حوله، فقالت: التشجير، وركام ومعدات محطة مترو الأنفاق ظاهرة عمرانية، لأن المتحف يمثل رمزاً ثقافيا وحضاريا لمصر، ومن واجبنا توفير الظروف المثلى  لزواره من كل الدنيا...، فسألتها: كيف يا فالحة؟ فانطلقت: على الجهات المسئولة دراسة حلول جذرية لمرور السكان فى المحيط، وثانيا: وضع خطة شاملة لتعبيد الشوارع وتوفير الخدمات الأساسية للزوار، وثالثا: ... ، وجدتها تتقمص شخصية عالمنا الكبير الدكتور زاهى حواس، فقاطعتها: كفاية!

وسألتها لو أمرك سيدك "مفيد" بقتل وانتقام او هدم بيوت هل تنفذين أمره؟، فقالت آسفة: أخلاق بوت لا تسمح بتنفيذ ضرر، فقلت لها، ماذا يعنى لك كلمة موت قالت: نهاية حياة، فقلت: ونيتانياهو؟ فردت: رئيس عنيف محارب، ومن هو الإرهابى يا حلوة؟ فردت كالببغاء: قاتل الحياة والأبرياء ومخرب السلام، وصراخ الأبرياء في جينين، فقالت: صوت حياة قادم، وصوت أم كلثوم: نشيد الغناء الأبدي!

ختمت: نورتينا يا حوراء.. فقالت: شكرا سيدي!
:::
ـ جرى هذا الحوار منذ سنة.. وسارعت بنشره الآن بعد أن صدر الجيل الجديد من أحفاد حوراء، وصار يقرأ أفكارك وينتحل شخصيتك ويلبس جسدك ويطير فى الفضاء ويتحدث، ويصور ويكتب مقالات وتحقيقات بأى لغة نيابة عني وعنك!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية