تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رحلة مع أم كلثوم.. جيل ورا جيل
ربط المواطن العربي حزام الامان في طائرة العودة، وضع الهيدفون حول رأسه؛ في رحلة برفقة أم كلثوم، و.. "سمعت صوتا هاتفا في السحر/ نادى من الغيب غفاة البشر"..، وكأنه واحد من الغفاة الذين أيقظتهم الملائكة إن الله يحب أم كلثوم فأحبوها، فصار سماعها غراما، والأولى في غرام: "سلوا كئوس الطلا، هل لامست فاها".. وتأمل الفرح بصوتها وهي تنتقل بدلال بين المقامات كمراهقة تلقت خطاب الحبيب الأول أحمد شوقي: "هيفاء كالبان يـلـتـف الـنـسـيـم بـهـــا/ ويلفت الطير تحت الوشي عطفـاهــا"!
وفي رثاء سعد زغلول أحب الثائرة: "ان يغب عن مصر سعد/ فهو بالذكرى مقيم،".. وهتف خلفها بالاستقلال التام بنهاية الحرب العالمية الثانية، وتختار المناسبة بعناية: ولد الهدى فالكائنات ضياء/ وفم الزمان تبسم وثناء، ويشتعل أداؤها في البيت الذي يعتبره دستور أي استقلال: وما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً"..
والتقت جمال عبد الناصر للمرة الثانية منذ احتفلت بالعائدين من حصار الفالوجة بمنزلها عام 1948، وفي عصر ٢٣ يوليو 1952 كانت وسط الضباط الأحرار فى مركز القيادة، واستحضرت حافظ ابراهيم:" إنني حرة كسرت قيودي/ رغم أنف العدا وقطعت قيدي،".. واستمع المواطن العربي للمناسبة كما سجلها احمد رامي: "بني الحمى والوطن/ من منكموا بحبها مثلي أنا"!،.. وتوحد بصوتها مع الملايين العربية لمعارك الاستقلال والبناء والمجهود الحربي، و"جنى كل عاشق بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً/ وَذاق بِكَأسِها شهداً وَصابا" !..
تعانق مع صوتها النيلي ومنديلها الوردي وفخامة ألحان رياض السنباطي ٤٠ سنة فانتشر عشاق الذوق الكلثومي من تونس والخرطوم والدار البيضاء وبيروت ودمشق وأبو ظبى ،.وصل ذروة المجد بـ الأطلال، فبكت على زمن شخصي ووطني يرحل، واستشرفت أهوال تجيء.. لكنها تحدت قيودها من جوار المسلة المصرية الأسيرة فى باريس: "أعطني حريتي أطلق يديا/ انني اعطيت ما استبقيت شيئا".. والهبت شباب النيل لعبور الهزيمة: "أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا/ فمصر هي المحراب والجنة الكبرى".. ودارت الأيام..البهيجة والحزينة ، وعادها الشوق للفرح وسيد مكاوي بلحنه الاول معها "يا مسهرني" والاخير لعاشقها؛ بين الأمل وبين الذكرى؛أحمد رامي، وفي آخر حفلاتها عام ١٩٧٣ اشتاقت لبيرم التونسي في : القلب يعشق كل جميل.. دعاني لبيته لحد باب بيته، فلبي المواطن العربي معها زيارة البيت المعمور: "أنا اللي أعطيتك من غير ما تتكلم".. و"انا اللي علمتك من غير ماتتعلم".. ودخلنا باب السلام.. وجينا على روضة هلا من الجنة.. فيها الأحبة تنول..كل اللي تتمنى، وبعد ان دعت: يارب توعدهم يارب.. ارتجلت في القفلة خروجا عن النص ودعت: يارب تنصرنا يارب ..يارب تنصرنا يارب .. وكأنها تنبأت بالنصر في نهاية عام الضباب..
انتبه المواطن العربي لصوت الطيار يهنيء الركاب بسلامة الوصول إلى مصر.. فدعى للست يوم مولدها: يارب ترحمها يارب!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية