تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أنور عبد اللطيف > حسين فهمى .. وكبرياء الدبلوماسى!

حسين فهمى .. وكبرياء الدبلوماسى!

صورتان.. يفصل بينهما أسبوع واحد .. الصورة الاولى للفنانة نيللى كريم على السجادة الحمراء بحفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائى فى دورته السابعة بفستانها الريش ذى اللون الوردى المحلى بكريستالات الزهور، تحاصر النجمة المتألقة أضواء الفلاشات وهى تلبى نداءات "هنا نيللي" من مئات الكاميرات والبلوجرز والانفلونسرز، والمصورين فى تعطف برنسيسات القرون الوسطى .. ونيللى تعطى هؤلاء التفاتة وهؤلاء ابتسامة وذاك إيماءة وهذه نظرة ، ثم تمشى فى غندرة غزلانية تمسد تسريحتها .. لا تلوى على شىء!.

والصورة الثانية لزحام جماهيرى شديد على شباك التذاكر بدار الأوبرا المصرية خلال فعاليات اليوم الأول لمهرجان القاهرة السينمائى، حيث وقف المئات فى كل طابور من الجمهور العام، بالبدل والجلاليب والكاجوال والجينز والكابات والكوفيات وفتيات بتسريحات مهندمة أو حاسرات ومحجبات ومختمرات ومعاطف وبلوزات، وبينهم أيضا طلاب ثانوى وجامعة وأساتذة وموظفون وصناع صحافة ومحررون ونقاد، ووسط الزحام خرجت اصوات تنادى بائع التذاكر بأسماء الأفلام: «أحلام كيلومترمربع» و«حالة عشق» و«المسافة صفر»، وأيضا خناقات وغضب ومشادات بسبب عدم توافر الحجز الالكترونى ومنهم أيضا خرجت أصوات الانتصار فى معركة التذكرة وهتافات الله أكبر وغزة العزة، وفلسطين عربية!.

الفرق بين الصورتين كالفرق بين أحد المعلقين الرياضيين فى إعلان الملابس القطنية وبين حسين فهمى فى إعلانه عن نفس المنتج، الأول ـ مع احترامى لشخصه ومكانته كمعلق رياضى كبير  يتصنع بمظهر شبابى وهو  يتراقص ويغنى «هاللا هاللا ع الفانلة».، والثانى الواد الثقيل  حسين فهمى يتحرك كنجم سوبر لايليق به أن يهز وسطه بل ينطق كلمات الإعلان كأنه يذيع بيانا سياسيا ويفخر بكبرياء الدبلوماسى ان القطن يتكلم مصري!.

بسبب الصورة الاولى لفستان نيللى الأكثر احتشاما بين المئات من أخواته تحدثت الميديا عن نوعه ومصممه وسعره الذي يزيد عن مليون جنيه، وتناست الجوائز خاصة  فيلم «مشقلب» الذى فاز بجائزة سينما من أجل الإنسانية، وأن المهرجان شهد عرض 83 فيلمًا، وقدم جوائز قيمتها 360 ألف دولار، وتنافس عليها من 13 دولة عربية و9 دول غربية!

وعبرت الصورة الثانية عن ارتفاع المصريين وعشاق الفن السابع والمشاهدين فوق همومهم اليومية، ولم يتوقف الناس ولا أنا عند من فاز بالجوائز، ومن أحسن ممثلة ولا أغلى فستان لأن المهرجان حقق أهدافه من الاسبوع الأول حين اعلن انه مهرجان فلسطين وخصص لإفلامها قاعة "من المسافة صفر" وجعل دار الأوبرا المصرية تنافس استاد القاهرة وتتفوق بطوابير السينما على مباريات الدوري العام، وصار من حق حسين فهمى صاحب الموقف ورئيس المهرجان بثقافته وأناقته واحترامه لقضية العرب وضميره الإنساني ومعه فريق عمل محترف أولهم المدير الفنى للمهرجان الناقد عصام زكريا، من حقه أن يقف «هادى وراسى» ويتلقى التهانى بنجاح المهرجان فى درورته الـ 45 بعد إعلان موقفه السياسى وموقف الفكر والإبداع المصرى الواضح تجاه فلسطين نجمة تلك الدورة بلا منازع، ومن حق حسين فهمى وهو يضع على صدره علم فلسطين أن يضع حزنه الشخصي والعزاء فى وفاة شقيقه النجم مصطفى فهمى بنفس المكانة مع تذكير العالم بآلاف الضحايا والشهداء فى غزة وفى الضفة، حتى حملت فعاليات مهرجان القاهرة صرخة فنية وانسانية في وجهة سياسة التطهير العرقى وجرائم الإبادة، وتعانق حفل ختامه مع صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على مجرم الحرب الصهيونى ووزير دفاعه!
ولاعزاء للحملة التى انفجرت أمس وتتواصل اليوم وغدا على السوشيال ميديا لمعاقبة المهرجان ورئيسه على موقفه الفارس الشجاع!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية