تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إمبراطورية.. خالد النبوي!

تابعت بإعجاب مسلسل «إمبراطورية م»  نسخة خالد النبوى، وتساءلت: هل هذه الحلقات جديرة بأن تكون الجزء الأول من أجزاء قادمة، كما كتب منتجو هذا المسلسل فى التتر؟، أم هو النسخة الثالثة بعد نسخة فاتن حمامة الذى كتبه نجيب محفوظ عن نفس القصة عام 1972، والنسخة الأصلية من مجموعة بنت السلطان التي كتبها إحسان عبدالقدوس عام 1965؟!

تدور القصة الأصلية التى كتبها إحسان فى العصر الناصرى حول حياة الموظف محمد مرسى الذى حصل على بكالوريوس التجارة والتحق بمؤسسة معتبرة ووصل الى مدير عام، ..ويحكيها بنفسه: عشت حياة هادئة، مستقرة مع زوجتى المطيعة المؤمنة بى المتفانية فى خدمة أولادنا الستة، ليست لى أى هوايات غير أداء عملى بمتعة كأنى أسمع أغنية لأم كلثوم، ورغم أنى حلمت بإنجاب بنت ولكن اعتزازى بأولادي الذين تبدأ أسماؤهم جميعاً بحرف الميم غلبنى، فتمنيت أن أكون جدا لعشرات الأحفاد حتى تصبح مصر كلها إمبراطورية «حرف الميم»!

ومع التربية الحديثة، تفاجأت بتمرد أولادى ضدى يقودهم ابنى الثانى مجدى الذى اعتبر وصايتى عليه ديكتاتورية لا تناسب مجتمع الحرية والاشتراكية الديمقراطية الذى يحكم البلد، وتحدانى أن نلجأ لشعب الامبراطورية لانتخاب الأجدر بإدارة البيت، ووافقت،.. وأجريت الانتخابات وترقبت نتيجة فرز الاًصوات بخوف، إلى أن تفاجأت بحصولى على كل الاصوات حتى صوت ابنى مجدى المتمرد، وبعدها حرصت زوجتى على تطريز حرف الميم على كل شيء المفارش والوسائد والملايات، وأصبحت "إمبراطورية م" جمهورية اشتراكية وتتحدث عنها العمارة كلها!

وفى العصر الساداتى صدرت نسخة فاتن حمامة من «إمبراطورية ميم» حين حولها نجيب محفوظ الى سيناريو فيلم عام 1972، لكن الإمبراطور كان "أما"، مات زوجها وترك لها ستة من الأولاد والبنات كل أسمائهم تبدأ بحرف الميم، وأخرجه حسين كمال، وكانت الأم موجهة بوزارة التعليم،  حدث لها ارتباك فى معنى الحرية من الانضباط الشديد فى المنزل والمدرسة، الى «الحرية هى المذاكرة» حتى بدأت تفكر فى شبابها وجمالها ووقعت فى حب رجل أعمال أحمد مظهر، إلى أن حدثت المواجهة مع الأولاد، الذين يرون أن كل تقدم يبدأ بالتحرر من عبودية رأس المال! 

وشعر الأولاد بأنه لن يهزم ديكتاتورية الأم إلا إنشاء جمعية تعاونية تمول من مصاريفهم الشخصية وكل شهر يشترون كتابا أو جيتارا  او لعبة او يدخلون سينما، وعندما طلبت الأم الاشتراك بمبلغ مضاعف رفضوا لأنها ستشكل «مراكز قوى» وهم يريدون التحرر من سيطرة رأس المال، وقرر الأولاد إجراء انتخابات للتحرر من سلطة الأم،  لكن حضور الحبيب يوم التصويت جعلهم ينتخبونها بأغلبية ساحقة لتستمر فى البيت بحكم مسئوليتها ولا تذهب للعيش فى بيت آخر، وفى النهاية أدركت الام أن فوزها الكاسح لا يعطيها تفويضا بالاستبداد، ولكن يحملها المسئولية تجاه ناخبيها، وغيرت شعار «إمبراطورية ميم» الذى يعنى الأنانية الذكورية إلى «دنيا الحب» التى تعنى أن الحياة مباراة "لن تحرز أهدافا إلا إذا كانت الفرقة كلها تساعدك"!!

وفى رمضان 2024 صدرت نسخة خالد النبوى من «إمبراطورية مـ» وكتب السيناريو محمد سليمان عبدالمالك، وتدور أحداثها فى المعادي وهو احد الأحياء التاريخية داخل بيت مختار ابو النجا الذى ماتت حبيبته ميسون وتركته مع ابنائهما الستة، فوضع له قواعد شديدة الصرامة، لدرجة انه إذا غاب عن بيته يجدها اولاده فرصة وينطلق كل منهم مع من وما يحب، وكأن وجود الأب حجر ثقيل على صدورهم، واعتبروا إصراره على رفض بيع أرض البيت بمبلغ 250 مليون جنيه قصورا فكريا، حرمهم حيازة ثروة هائلة تحقق كل أحلامهم من مستثمر يريد هدم الحى كله وتحويله إلى فيلات أوروبية حديثة، وحدثت المواجهة بين الاب وابنه الأكبر مروان «نور النبوي» باجراء انتخابات لاختيار الأجدر بإدارة البيت، اكتسحها الابن بسبعة أصوات مقابل صوت واحد للأب، وتفرغ مختار لشركته السياحية ومناجاة حبيبته ميسون التى تعيش فى أحلامه وقضاء أوقات سعيدة مع جارته مي "حلا شيحة" ،واكتفى بمراقبة الانفلات باسم الحرية داخل بالبيت، وتتوالى الاحداث إلى أن فوجئت الاسرة بالقبض على مختار ووضعه بالسجن واكتشف الأولاد ان المكيدة وراءها حوت الاستثمار يحيى شاكر الذى استدرج مروان لتزوير توقيع والده ببيع البيت للحصول على الثمن الضخم، وإنقاذ مختار من تهم ملفقة بتجارة المخدرات وغسيل الاموال والدعارة والاغتصاب، وأمام الخطر الغاشم تعاهد أعضاء «إمبراطورية مـ» ان يكونوا يدا واحدة والصمود فى وجه جرافات الدمار والهدم التى تحاصر منزلهم ومقاومتها بإمكاناتهم المحدودة وعدم ترك البيت لمستعمر أو مستثمر والمقاومة مع مختار حتى آخر نفس!

أعود إلى سؤال البداية: هل حلقات امبراطورية ميم جديرة بأن تكون الجزء الأول من أجزاء قادمة؟ 
إجابتى بدون تردد: نعم !! .."وانا ما بحب الشرح كتير كما تقول فيروز"، فالقضية مستمرة، إذا اعتبرنا الحصار الذى يهدد مختار والمخاتير وبيوتهم وتاريخهم والأحياء العتيقة كلها هو نفسه حصار المقاومة فى غزة والضفة من مستعمر عنصرى تدعمه رأسمالية غربية متوحشة هدفه الإبادة الجماعية وهدم تاريخ فلسطين والبناء عليه من نقطة الصفر، وليس أمام فصائل المقاومة - الذين لم يكن بربطهم إلا حرف الميم - إلا أن يكونوا يدا واحدة فى وجه جيش الدمار الصهيـ وني المتوحش!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية