تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الموسيقى الفرعونية تعود إلى النهار
بناء المتحف المصرى الكبير بقدر ماهو إحياء للحضارة المصرية القديمة بجانبها المعمارى والهندسى والنحت وحتى الصناعة والفن، لكنه أيضا يحمل ردا حاسما على كل من سولت لهم أنفسهم سرقة تراثنا الفنى والمعمارى بزعم كاذب أن هؤلاء الفقراء المتخلفين لا يمكن ان يكونوا أحفاد بناة الأهرام والمعابد، بهذه الجملة بدأت حديثى مع عالمنا الجليل الدكتور خيرى الملط صاحب المشروع القومى لاحياء الموسيقى الفرعونيّة وسألته: هل ينجح الصهاينة فى سرقة الآلات الموسيقية كما نجحوا فى سرقة الملوخية ؟ أجابنى عالمنا الجليل مبتسما: تاريخ مصر وتراثها الإنسانى اثقل وأكبر من أن يسرقه قطاع الطرق ولصوص تزييف التاريخ ولم يخل تاريخهم من الكراهية وعشق السطو على الآخرين من التاريخ الفلسطينى حتى ادعاء بناء الأهرام وسرقة التراث وآلات الموسيقى، هذا سر تفاؤلى ببناء المتحف المصرى العظيم. والدكتور خيرى الملط حاصل على الدكتوراه عام 1977 فى موسيقى الفيولينة وطرق تدريسها فى مصر» من جامعة ليبزج بألمانيا، ومنها ولدت فكرة إحياء الموسيقى المصرية القديمة وبدأ اهتمامه بزيارة المتاحف العالمية وتفقد البرديات والجداريات وتأمل النقوش وفحص كل أثر للآلات الموسيقية فى مصر القديمة، وأصبحت الموسيقى عشق حياته، تولد عنها ميلاد المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة (بشقيه الثقافى تخصصه فحص ودراسة الآلات الموسيقية واستنساخها، أما الشق الأكاديمى فيعنى بالدارسين فى المعهد والدراسات العليا فى كلية التربية الموسيقية) ، وبدأ المشروع فى زمن رئاسة الدكتور عمرو عزت سلامة لجامعة حلوان سنة 2002 وكان الأول من نوعه فى العالم، واهتم به الباحثون فى علوم الموسيقى والمصريات.
ولأن مكانة الدكتور خيرى الملط العلمية والحضارية يجب أن تحضر ونحن نعيش فرحة افتتاح المتحف المصرى الكبير؛ سألته وكيف يستفيد مشروع الموسيقى الفرعونية من مهرجان افتتاح المتحف المصرى الكبير بعد ايام، قال: الاستفادة قد بدأت بالفعل بهذا الاهتمام العالمى، صار وزير السياحة والآثار المشرف على المشروع مديرا عاما لليونسكو الدكتور خالد العنانى، ومصر ستجنى ثمار هذا المشروع الاقتصادى الثقافى العملاق، الذى يُعتبر الأكبر فى العالم وهو ضعف مساحة متحف اللوفر، ومرتان ونصف مساحة المتحف البريطانى.
ولدى ثقة كبيرة بان وجه الموسيقى المصرية سيتغير تماما كما تغير وجه المنطقة بسبب إقامة المتحف المصرى، فقد فعلنا الصعب وهو الحجر ويبقى الأسهل وهو الذوق والثقافة والموسيقى، لأنها طبيعة الإنسان المصرى، من كان يتخيل أن يتم إزالة التعديات والعشوائيات التى كانت تحاصر منطقة الهرم والتى كادت تقتل مشروع المتحف المصرى الكبير، وان تدب الحياة حول أهرامات الجيزة بعد أن كانت منطقة مهجورة، وتحول ميدان ومنطقة الرماية من كارثة عشوائية ومرورية وأخلاقية يستغلها أصحاب كذبة بناة الأهرامات لا يمتون بصلة إلى هؤلاء المصريين، فصارت المنطقة والمتحف شهادة لمصر الحاضر والمستقبل، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو 2013 فدبت الحياة فى مشروع المتحف، وفى أجوائه ينطلق حتما المشروع القومى لإحياء الموسيقى الفرعونية الذى كان قد توقف عند فكرة الدكتور عمرو عزت سلامة رئيس جامعة حلوان بإنشاء دبلومة الموسيقى الفرعونية بكلية التربية الموسيقية ! ففى ديسمبر 2014 شرفنا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بحضور احتفالية المرحلة الاولى لتطوير متحف الحضارة، ثم أمر بوقف العزف وسألنى بإعجاب: انتم مين؟ فقلت نحن كورال فرقة الموسيقى بجامعة حلوان، فقال ارفع صوتك عشان الناس تسمعك، انت درست فين والثقافة دى جبتها منين والآلات دى صنعتها إزاى والنوتة الموسيقية من أين استوحيتها؟.
أسئلة فجرت الطاقة فى نفوس الشباب الدارسين، وهؤلاء الشباب الآن صاروا بالآلاف من عشاق الحضارة ومؤلفى النوتة وصناع الآلات الموسيقية الفرعونية، ولدينا مشروع سفينة أمون داخل المتحف الكبير وستنطلق منه إلى معالم مصر النيلية حتى الكرنك والأقصر، وسافرنا إلى كل أنحاء العالم حيث يوجد عشاق الحضارة المصرية، بتشجيع من البنك الدولى والاتحاد الأوروبى رغم أنف الحرب التى يشنها اللوبى الصهيونى، والذى نواجه أكاذيبهم فى اى مكان نسافر اليه، نجحنا فى اقامة علاقات مع المؤسسات الألمانية وكوريا وحضرنا مؤتمر فى الصين وأقمنا أنشطة ثقافية وإعلامية مشتركة بين المشروع القومى وكثير من الهيئات الثقافية والمتاحف الأثرية الدولية. ومنذ شهور جاءنى خطاب من رئيس متحف هونج كونج يطلب منى تشكيل فريق من عازفى الموسيقى الفرعونية بأزيائهم وآلاتهم ليعزفوا فى استقبال 6 مومياوات مصرية يستضيفها متحف هونج كونج فى زيارة مؤقتة من المتحف البريطانى، فاذا كان هذا الهوس بالموسيقى والفولكلور الفرعونى من اليابان وألمانيا وفرنسا وهونج جونج، فكم تكون فرحتى وفخرى حين تعود إلى النهار صورة فرقة الموسيقى المصرية القديمة بأزيائهم الفرعونية أمام المتحف، وفى خلفيتهم أهرامات مصر الخالدة يحملون آلاتهم الموسيقية المستنسخة من النقوش والمعابد لتكون موسيقانا الفرعونية فى استقبال ضيوف مصر فى هذا العرس العالمى الذى ينتظره العالم بثقة واحترام وإعجاب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية