تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أنور عبد اللطيف > الركراكى يكتب ملامح النظام العالمى الكروى الجديد!

الركراكى يكتب ملامح النظام العالمى الكروى الجديد!

غدا يضع منتخب المغرب الرتوش الأخيرة على ملامح النظام العالمى الكروى الجديد، ويتسلم مونديال قطر الشهادة الرسمية التى تثبت أنه «مونديال عربى» بطعم الفتوحات الأندلسية، سواء واصلت جيوش الوليد بن الركراكى زحفها لاسقاط عرش الديوك فى «باريس» وصولا للنهائى أو اكتفت بالمركز الثالث رحمة بعقولنا التى طيرها الفرح بما قدمه لنا أسود الأطلسى من أداء وفتوحات وانتصارات!

اهتز عرش الطواحين الهولندية والماكينات الألمانية والسامبا البرازيلية، التيكى تاك الإسبانية والدوامة البرتغالية والإعصار الانجليزى، ودشن منتخب المغرب مدرسة جديدة فى فنون اللعبة - بشرط ثبات المستوى - تعتمد على الإرادة الجماعية والصلابة الدفاعية والإدارة الوطنية «بالخلطة» السرية، مع شل دفاعات الخصوم عند اللزوم بالمسيرات الهوائية، والسبب أن معظم لاعبى المنتخبات المحترفين فى عقود العولمة الكروية صاروا «أخوة» و«محفوظين» فى الدوريات الأوروبية ، وأساليب المدربين باتت مكشوفة على الهواء ومكررة، لم تعد هناك خطط سرية مغلقة ولا لاعبون ملهمون من خلف البحار يفاجئون الخصوم بفنون مارادونية، الجديد فى الحالة المغربية مدرب «عالم ثالث مجهول فاهم» لا يجيد التنظير والتقعير ميزته الوحيدة أنه متواضع محبوب، أجاد البناء النفسى وتوظيف أبنائه المحترفين، فى إدارة كروية شفافة وأندية القمة - الوداد نهضة بركان - تخلت عن «الكيد» وتتعاون لاحتلال قمة إفريقيا.

بدأ الركراكى ضربة البداية.. بمباراة هادئة وتقليدية.. «حيطة مغربية» وتعادل سلبى مع كرواتيا وصيف العالم فى نسخة 2018،  وفى المباراة الثانية عبرت المغرب عن خوفها بالفوز بهدفين على بلجيكا القادم من هزيمة مصرية فى مباراة الكويت الودية، فقلنا العيب فى بلجيكا .. منتخب شاخت أعمدته فى مواقعها، ثم كانت الجولة الأخيرة للمغرب مع الحلقة الأضعف كندا فاز أولاد الركراكى بهدفين لهدف وتصدروا المجموعة!

وبعد ازاحة كرواتيا من قمة المجموعة والفوز على بلجيكا - انتفض أسود الأطلسى لتتصاعد دراما مسلسل «طارق بن زياد» هزموا اسبانيا ثم البرتغال لتكتمل ازاحة دول الاستعمار القديم والجديد معا!

والحقيقة أن نتائج المغرب - باسم العرب وإفريقيا - دقت من مونديال قطر جرس إنذار لأوضاع عالمية معوجة والقت شكوكا حول عدالة النظام الكروي العالمي المنافق وآن أوان تصحيحها، كيف تصير استراليا ضيفا متكررا على كأس العالم وتتمكن بعد تصفيات هزيلة من تحويل فن كرة تلعب بالقدم الى كرة تلعب بالاكتاف، وكيف تمثل أمريكا الشمالية بثلاثة منتخبات لكل دولها الثلاث أمريكا وكندا والمكسيك؟ وكيف تمثل دولة واحدة وهى المملكة المتحدة بمنتخبين وهما ويلز وبريطانيا فى مجموعة واحدة، بينما تمثل إفريقيا قارة المغرب السمراء التى تضم ٥٤ دولة بخمسة منتخبات فقط، وهى أكبر قارة فى العالم يسكنها مليار وربع المليار نسمة متوسط أعمارهم 19.5 سنة - والمتوسط العالمى لأعمار السكان 30 سنة - رغم ان ثروتها الشبابية منهوبة - مثل الثروات الطبيعية - يباعون للأندية الاوروبية برخص التراب، بل صار الأفارقة أعمدة المنتخبات فى القارة العجوز؟،
 فما قدمته إفريقيا لكرة القدم العالمية رغم قرون النهب يجعلها فى حاجة للاعتراف بأحقيتها فى التمثيل العادل فى كأس العالم!

ورغم إعجابى بكلمة انفانتينو رئيس الاتحاد الدولى واعتباره كرة القدم هى لغة البهجة التى توحد الشعوب وتعكس نبض تحضرها، ورغم إعجابى بدفاعه عن تنظيم قطر للنسخة العربية الأروع للمونديال وتصديه  للهجمات والحملات الأوروبية عليها.. فى مجالات حقوق العمال «بدبلوماسية» ومطالب المثليين بليونة وحظر تعاطى الكحول فى محيط الملاعب بحسم، لكننى وضعت خطا تحت قوله: «لقد تعلمنا العديد من الدروس من الأوروبيين والعالم الغربى. أنا أوروبى. وبسبب ما كنا نفعله منذ 3000 عام حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة قبل إعطاء دروس أخلاقية ، وإذا كانت أوروبا مهتمة حقًا بمصير هؤلاء الأشخاص، فيمكنها إنشاء قنوات قانونية - كما فعلت قطر - حيث يمكن لعدد من هؤلاء العمال القدوم إلى أوروبا للعمل.. امنحوهم بعض المستقبل وبعض الأمل».

أتمنى ان يكون من بين هؤلاء الناس الذين طالب رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم أن نستثمر فى مساعدتهم، فى التعليم والحياة ومنحهم مستقبلا أفضل والمزيد من الأمل هم المشجعون الفلسطينيون الذين حمل علمهم جماهير كل منتخبات البطولة وشاهدهم فى كل مباراة على اختلاف المنتخبات ومواقع بلادهم على الخريطة، أثناء المباريات وفى ساحات المتفرجين خلف استادات الدوحة وفى ساحات المشجعين فى لندن وباريس واسطنبول وبغداد والقاهرة والدار البيضاء ودكار وأكرا وطوكيو ونيروبى، أتمنى من السيد انفانتينو الذى وصف نفسه «قطرى وعربى» أن يتعاطف مع الفلسطينيين ليس كشعب يستحق قرارا من الفيفا بحرمان إسرائيل من المشاركة فى تصفيات كأس العالم لعدم تنفيذها قرارات الأمم المتحدة بحق الفلسطينيين فى دولة أسوة بالقرار الذى اتخذه الفيفا بحرمان روسيا من المشاركة فى كأس العالم «لعدوانها» على دولة اوكرانيا، ولكن أطالبه بقرار معنوى بدعم الفلسطينيين كشباب يطلبون حقهم الإنسانى الأولى فى الهواء والملعب والمدرسة والمشفى والمسكن الآمن بلا خوف من سجون وجنازير ومدافع المحتل وسياسات التهجير والإخلاء القسرى وهدم البيوت!
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية