تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اختلاف مفكرين .. عنوانه الحرية لفلسطين!
سالت طالب الاعلام كيف تدرس صحافة ولا تقرأ الصحف؟ .. قال: لا يوجد فيها حرب واثارة!.. قلت له حرب الأقلام على صفحات الأهرام تثقيف وإصلاح، ولولا اختلاف الرؤى لبارت الصحف،، واليك نموذج:
الصحف تجدد دماءها بعشرات المعارك التى تدور كل يوم على صفحاتها خلف السطور وفوقها، ولعل إلقاء الضوء عليها يقدم دروسا فى أدب حوار لا يعرف التجريح الموجود في طلاق فنان من فنانة، واختلاف المفكرين أروع ما يميز الصحافة، من بين القضايا التى طرحت فى الفترة الأخيرة قضية «التطبيع والمقاومة».. فما جرى حولها من تجاذب واختلاف على صفحات الأهرام وحدها يكفى مجلدات، لكنى أحاول رصد ملامح هذه المعركة خلال الشهور الماضية فى مقال واحد لعله يفيد الباحثين عن الحقيقة!
قضية التطبيع مع إسرائيل .. طرحت بإلحاح بعد الحرب الوحشية على غزة، لكن جذور الطرح الحالى بدأت عقب انتخابات نقابة الصحفيين مارس ٢٠٢٣، وإصدار جمعيتها العمومية بيانا تشدد رفضها لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، واعترض الدكتور أسامة الغزالى حرب يوم الأربعاء ٢٢ مارس الماضى على القرار تحت عنوان «الصحفيون والتطبيع» وقال إن «هذا فى تقديرى قرار خاطئ، مهنيا ووطنيا وقانونيا».. ولأنه ليس من حق أى نقابة أو مؤسسة أن تمنع أى مواطن من حق شرعى يذهب أولا يذهب لإسرائيل!، وانضم الدكتور عبدالمنعم سعيد مؤيدا رأى الدكتور حرب فى مقاله «تعريب أم تهويد فلسطين» الخميس٣٠ مارس، وقال: «إن المنادين بالمقاطعة ينزعون عن فلسطين عروبتها.. ويرمون الفلسطينيين عنوة إلى الأحضان الإسرائيلية».
واختلافا مع رؤية الكاتبين، كتب الأستاذ أحمد الجمال فى ١١ أبريل: «جددت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين قرارها برفض التطبيع مع الصهاينة، وكالعادة انبرى أنصار التطبيع لانتقاد القرار، وسارع «الأقلية» لسوق مبررات موقفهم الرافض لقرارات الجمعية العمومية».. وكاد الجمال يصل بالاختلاف إلى حد عقد اقتران بين الخيانة والتطبيع، لولا أن من أحيوا الدعوة للتطبيع هم ممن يعتز بمعرفتهم، فالموقف من الصهاينة متصل بالموقف من الإنسانية وهو من أبشع صور الاستعمار الاستيطانية والعنصرية!
وجاء «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر فجرف العديد من الثوابت والمواقف فكتب الغزالى حرب يوم ٧ نوفمبر بعنوان «الهولوكوست الصهيونى»، واعتبر «تصريحات وزير التراث الإسرائيلى بأن أحد خيارات إسرائيل فى الحرب على غزة هو إلقاء قنبلة نووية عليها، أشد هولا من الهولوكوست الذى تعرض فيه اليهود لخطر الإبادة النازية».. ثم تصاعد "طوفان الغزالى" حين أعلن فى ذكرى مبادرة السلام مع إسرائيل ١٩ نوفمبر «اعتذارا» وصفه لى بأنه «مصالحة مع ضميرى ونفسى، وكتب: أقر أنا أسامة الغزالى حرب بعد نصف قرن من معايشة الحروب العربية الإسرائيلية والدراسات والمقالات والزيارات والمبادرات، .. وتابعت بغضب وسخط وألم ـ ما حدث ومازال يحدث من جرائم وفظائع فى غزة يندى لها جبين الإنسانية،.. إنى أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين، وعن موقفى بالدعوة للتطبيع، مع الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية، وأعتذر لشهداء غزة، ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطينى!.
ووسط اشتداد الضربات الجوية وحرب الدمار والتجويع ومنع الماء والكهرباء وضرب المستشفيات بقطاع غزة، ومطالب المظاهرات والدعوات فى العالم بـ«الحرية لفلسطين» ومحاكمة إسرائيل قانونيا وسياسيا وشعبيا على جرائم الإبادة الجماعية، أشار الدكتور عبدالمنعم سعيد إلى حماس، تحت عنوان «فواعل غير الدول» فى 28 ديسمبر «عرف العالم حروبا بين الدول، فكانت الحرب العراقية الإيرانية، والحروب العربية الإسرائيلية، وغيرها..، لكن تحولا حدث فى المنطقة ظهر فى الدور الذى تلعبه تنظيمات حماس والجهاد الإسلامى فى فلسطين، و..، وواصل الدكتور سعيد فى ٤ يناير بعنوان الرشد والغباء: «فى الحالة الإسرائيلية تمثل قيادة يعميها التعصب الدينى، وغرور القوة العسكرية والنووية فأفسدت فرصة السلام والتطبيع والاندماج، وأعطت دفعة كبرى لقوى راديكالية متعصبة فى المنطقة لا تقل عن تعصب أعضاء التحالف الحاكم لديها!.. وعاد فى 8 يناير يلمح المستقبل بعيون «توماس فريدمان»!! فى مقارنة شيقة بين دبى وغزة فالأولى مدينة عيونها للأمام بالعلوم والتكنولوجيا أما حماس فى غزة سارت عكس الطريقين!.. وممن انتفض لمعارضة هذا الطرح الباحث فى علم الاجتماع نبيل عبدالفتاح فى ١٨ يناير تحت عنوان «الدين بين ثقافة المقاومة والاحتلال الاستعمارى»، واعتبر ما يجرى فى غزة حلقة من حلقات الاستعمار والاستغلال الاقتصادى، بممارسات القهر، والنفى لكل جهود مقاومة المستعمر الوحشى، ومحاولته إفناء السكان الأصليين، وان الحرب الإسرائيلية والاعتقالات والقتل والتدمير فى غزة والضفة، تطرح مسألة الدفاع الشرعى لإسرائيل من المنظور الإسرائيلى والأمريكى والغربى وتتناسى - أن الحكم الذاتى «الميت» لم يضع نهاية للاحتلال الإسرائيلى والاستيطان والحصار والعقاب الجماعى، وان «بعضهم» صهيونيا، وغربيا وعربيا يعتبرون أن الايديولوجيا الإسلامية للمقاومة ضد الاحتلال إرهابَ، ويتناسى أن الصهيونية والدولة الإسرائيلية، تعتمد توظيف النصوص التوراتية مكونا رئيسيا من خطاب قادتها الذين يقودون حرب الإبادة حتى اليوم!
وفى يقينى.. إن اختلاف المفكرين وحرب الأقلام على صفحات الأهرام إيضاح وتهذيب وإصلاح، ولولا اختلاف الرؤى لبارت الصحف يا عزيزي !.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية