تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هل التعليم مهم؟
كيف ينظر المصريون إلى التعليم؟
هل يعتبرونه مهمًا فعلًا؟ وما هو مفهومهم عن التعليم؟ هل هو الالتحاق بالمدرسة والخضوع للامتحانات؟
هل هو إحراز أعلى الدرجات والالتحاق بأعلى الكليات؟ هل هو السعى للالتحاق بمدرسة أفضل من المتاح؟ بمعنى فى حال كان الصغير فى مدرسة حكومية فحبذا لو التحق بمدرسة خاصة، ولو كان فى خاصة فياسلام لو تمكن من الذهاب لدولية؟
دعونا نعود خطوة إلى الوراء قبل النقاش فى شكل التعليم، أو بالأحرى شكل المدرسة وانتماءاتها الطبقية. كيف ينظر المصريون إلى التعليم أصلًا؟ هل نعتبر التعليم مهمًا؟ أغلب الظن أنك لو سألت أى مواطن سيجيبك: طبعًا مهم. ولكن كيف نترجم إيماننا بأهميته؟ نظريًا، سيسرد كل منا معلقات عن حلاوة التعليم وكونه كالماء والهواء وكيف أنه عماد الأمم وقواعد المجد ومكوك المستقبل وقاطرة التنمية ومنطاد الفكر ونبراس المخ إلخ. فعليًا، ستجد أن هؤلاء الساردين يتراوحون بين شخص قرر أن يضخ «عيّل» كل عام أو عامين على أقصى تقدير حتى يستثمره فى سوق العمل الهامشى. يعمل على توك توك، يعمل فى توصيل الطلبات أو تنظيف المحلات، يسرح بمناديل. أو لو أنثى تتسول إلى جوار الوالدة على رصيف إلى أن تلد الطفل القادم أو تتزوج زواج أطفال وتقوم بمهمتها فى الضخ. وربما يكون السارد «مامى» من ضمن الماميز على جروباتهن. فتجدها غارقة حتى الثمالة فى المطالبة بإلغاء الفصول الثانى والثالث والرابع من المنهج حتى يتسنى لولى العهد صم وحفظ باقى الفصول. وربما تستثمر وقتها وجهدها فى إقناع «ميس شيماء» بأن ابنتها تستحق الدرجة النهائية وليس تسعة ونصف من عشرة. وقد تكون مستغرقة فى شن حرب شعواء على وزارة التربية والتعليم حتى يعود التعليم كما كان «حفظ وصم»، وليس محاولات الفهم والمعرفة التى لا تسمن أو تغنى من جوع. وهناك من الساردين من هم غارقون فى مدى «دولية» المدرسة وهل نطق ولى أو ولية العهد للإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية يحتاج مزيدًا من الجهد والمال ليصبح مطابقًا للناطقين الأصليين بها أم لا. وبالطبع هناك من يكتفى بالربط بين التعليم وحجم الفرصة التى ستتاح للابن أو الابنة للحصول على عمل «بفلوس كثيرة» وهذا حق أصيل وحلم لا غبار عليه. لكن ماذا عن أهمية التعليم؟ قبل أيام خضت نقاشًا حاميًا مع صديقة اختلفت معها كثيرًا فيما تراه من أن المصريين مهما بلغت بهم المصاعب الاقتصادية أو الضغوط الاجتماعية، فإنهم – لا سيما بسطاء الحال- ما زالوا يضعون تعليم أبنائهم وبناتهم على رأس أولوياتهم. اختلفت معها كثيرًا، لأن ما أراه هو العكس تمامًا. لم يعد التعليم – كمعرفة ومهارة وتنشئة وقيم وقواعد – يمثل أولوية لا لبسطاء القوم ولا لأكثرهم ثراء، وإلا لما استمر البعض فى ضخ عيال لا تطأ اقدامهم أرض مدرسة، ولما غرق البعض الآخر إما فى خناقات تخفيف المناهج أو العودة لأسئلة تقيس درجة تقارب الإنسان بالببغاء أو بالإغراق فى قياس مدى دولية المدرسة وعولمة معلميها ومناهجها. والحقيقة أن الوضع صعب لأننا لم نعد نحارب من أجل تطوير التعليم والارتقاء بمستواه، بل عدنا إلى المربع صفر، حيث هل التعليم كتراكم معارف وقدرات ومهارات مهم أم لا؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية