تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التراث المعمارى
جاءنى صوتها مليئا بالحزن والغضب عبر سماعة الهاتف المحمول وهى تخبرنى بأن المبنى الذى سكنت به لأكثر من خمسة وعشرين عاما على ترام المدينة مهدد بالهدم بدعوى تصدعه والخوف من سقوطه على رأس المارة .
هدأت من روعها وأنا أتمتم بكلمات تقليدية باردة ولكنها كانت فى حالة من الغضب والاستنكار فلم تلق بالاً لما أقول فقد كانت تتحدث عن حالة فوضى هدم المبانى التراثية ذات الطرز المعمارية المتميزة التى كانت تميز المدينة الكوزموبوليتانية وقالت إن هذا الموضوع كان يلفت انتباهها كلما مرت فى شوارع معينة فكانت تلاحظ اختفاء مبنى فى غفلة من الزمن أو سقوط أجزاء من مبنى آخر أو خلع شبابيك وأبواب وسلالم مبنى ثالث لإيهام السكان أن المبنى فى حالة مزرية تستلزم إزالته حرصا على المواطنين!
حتى كانت الطامة الكبرى حينما وجدت نفسها فى نفس هذا الموقف حينما انتقلت ملكية المبنى الذى تسكنه لشركة مقاولات معروفة بهدمها للمبانى التراثية الجميلة والمسجلة فى مجلد التراث العمرانى ..فلم تستبشر خيرا هى وباقى السكان وبالفعل لم تمض سوى بضعة أشهر حتى نجحت الشركة فى إخراج المبنى الأنيق من مجلد التراث المعمارى بحيل وألاعيب يعرفها المقاولون باستخدام ثغرات فى القانون وأصبح المبنى تحت رحمتهم وبدأوا فى التفاوض مع السكان بالترغيب والترهيب ونجحوا فى الاتفاق مع بعضهم نظير جنيهات معدودة ورفض البعض التحرك ومنهم تلك السيدة فكانت النتيجة قيام الشركة بترهيبها بواسطة مجموعة من البلطجية وإحداث تلفيات بالمبنى مما جعل الحياة فيه مستحيلة بالإضافة لتعرض شقتها للسرقة مما اضطرها للفرار من البيت خوفا على نفسها،
وقد لجأت للحى أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادى .. فمتى يتدخل المسئولون لإنقاذ ما تبقى من التراث المعمارى للمدينة الحزينة وإنقاذ هذه السيدة وأمثالها من جبروت المقاولين معدومى الضمير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية