تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

السودان فى القلب

ربما كانت وحدة وادى النيل والمياه المشتركة التى تروينا وتروى أراضينا معا هى السبب وراء العشق المتبادل بيننا وبين سوداننا الشقيق الذى يجعل كلينا فى عناق مستمر يمتد لسنوات بعيدة وليس أدل على ذلك من الدموع التى ذرفتها عيون الأشقاء السودانيين فى أثناء مغادرتهم مصر فى قوافل العودة إلى بلدهم.. ولكن ترى ماذا وجدوا بعد العودة؟؟ أطلالا وركاما يحيطان بهم من كل جانب فى نفس أماكن إقامتهم التى هجروها بسبب الحرب والدمار بل إن منظمة الصحة العالمية أعلنت تفشى أمراض متعددة كالملاريا وحمى الضنك والحصبة والكوليرا التى حصدت أرواح المئات وخاصة فى منطقة طويلة التى سجلت أعلى معدلات الإصابة ناهيك عن سوء التغذية التى تمثل كارثة تهدد حياة المواطنين بكل طوائفهم العمرية. ولعل النكبة الكبرى التى تكاد تعصف بالسودان تتمثل فيما أعلنه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع من تشكيل حكومة موازية فى دارفور غرب البلاد بخلاف الحكومة الشرعية التى تمارس عملها من الخرطوم وذلك فى تحد صارخ للحكومة المعترف بها وهى الخطوة التى رفضها الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى وحذرت الأمم المتحدة من مخاطرها على وحدة البلاد..وهكذا يتمزق السودان بسبب حرب تدور رحاها بين الطرفين اللذين يحمل كلاهما جنسية واحدة فى بطاقة الهوية وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ومجاعة فى أجزاء من البلاد.. هذا هو حالك يا سوداننا نتعاطف معه ولم نغفل عنه حتى مع انشغالنا بالقضية الفلسطينية لكننا أمام مجتمع دولى يتخذ من الصمت شعارا له مكتفيا بالتحذيرات وبيانات الشجب والإدانة لتكون هى سيدة الموقف كبديل عن تحرك إيجابى ينقذ أرواح الملايين من البشر.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية