تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لماذا نتعلم؟!

وضعت الحكومة قضية بناء الإنسان، وتنمية فكره ووعيه وثقافته على قائمة أولوياتها، تلك المهمة الصعبة التى ينبغى أن تنطلق من مفهوم «التعليم المستمر» مدى الحياة، باعتباره الركيزة الأساسية لتقدم المجتمعات المعاصرة، وأداة التغيير التى تقود إلى تطوير المهارات والمعارف، وتحسين جودة الحياة الإنسانية، وهى مهمة تقع على عاتق عدد من الوزارات، وتحتاج إلى تضافر العديد من أجهزة وقطاعات الدولة وهيئاتها، وتنضوى تحتها جميع مصادر التعلم بداية من رياض الأطفال والمدارس والجامعات، وصولاً إلى المكتبات العامة ووسائل الاتصال الجماهيرية، والأنشطة المتصلة بالعمل، وتنخرط فيها جميع المؤسسات التربوية والاجتماعية، والبرامج التعليمية والثقافية والمهنية. 
وهذا يقودنا إلى السؤال الأهم.. لماذا نتعلم؟ هل بهدف جمع المعلومات، وتحصيل الدرجات لنحقق طموحاتنا العملية؟ وما علاقة التعليم بالقدرة على حل المشكلات، واتخاذ القرارات الصائبة فى حياتنا الشخصية والمهنية؟ استمعت بالصدفة إلى حديث للدكتور «مهاب مجاهد» استشارى علم النفس، وأعجبنى شرحه المبسط حول الهدف من التعليم، ومدى تأثيره فى حياتنا، فمن الخطأ اعتبار الهدف من التعليم مجرد تحصيل درجات والحصول على شهادات دراسية، أو حفظ كميات ضخمة من المعلومات، فلا يمكن أن نحدد قيمة الإنسان فى عصر الذكاء الاصطناعى، بمقدار ما يحفظ من كتب أو معلومات، فى الوقت الذى يمكن الحصول على هذه المعلومات من خلال باقة إنترنت فى جزء من الثانية، لكن الهدف الحقيقى من التعليم هو بناء عقل الإنسان وتنمية مهاراته، فكلما تعلمنا معلومة جديدة، أو تصدينا لعملية حسابية صعبة، ازدادت لدينا «الوصلات العصبية» الموجودة فى القشرة الأمامية بالمخ، وبالتالى ترتفع اللياقة الذهنية، وتزداد معها فرص نجاحنا بالحياة فى مختلف التخصصات، فكل إنسان يحصل على التعليم بشكل جيد، تكون لديه القدرة على التفكير بطريقة صحيحة فى مختلف المواقف، وتصبح لديه إمكانات ذهنية، وقدرات عقلية متفوقة، ويصبح مثل الصخرة الصلبة فى معترك الحياة.
لذا فالنجاح لا تحدده الشهادات الدراسية، ولا حجم المعلومات، وإنما مستوى التعليم الجيد، مع أربع صفات مهمة هى الصبر، والإصرار، والشغف بالنجاح، والاهتمام بعملك، فالناس لا تهتم بقدر معرفتك، حتى تعرف قدر اهتمامك، وإذا تعلمت جيداً وحققت هذه الصفات الأربع، فكن على يقين أن المسافة بينك وبين من يسبقك مجرد مسألة وقت.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية