تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حين يصنع الإبداع الفارق

مع بداية الموسم الدرامى الرمضاني، تتزاحم الأعمال على الشاشات فى سباق محموم للفوز باهتمام المشاهدين، لكننى لا استسلم لهذا الضجيج الإعلامى ولا العناوين البراقة، بقدر ما يشغلنى توقيع الأسماء خلف الكاميرا وأمامها، فهؤلاء هم من يصنعون الفارق، ويحددون أولوياتى فى المشاهدة، المخرج الذى يملك رؤية، والكاتب الذى يحترف الحكى، والنجم الذى يراهن على الاختلاف، هؤلاء هم الرهان الحقيقى لأى عمل يستحق المتابعة.

لا يهمنى كثيرًا موضوع العمل بقدر ما يشدنى من يقف وراءه، المخرج الذى يصنع عالماً خاصاً، الكاتب الذى يلتقط جوهر الحكاية، والممثل الذى لا يخشى التجربة، هؤلاء هم من يشكلون بوصلتى فى المشاهدة، وهم من يجعلون عملاً ما يستحق أن أراهن عليه فى هذا الماراثون الرمضاني، الذى يصبح فيه الانتقاء ضرورة لا رفاهية، فالدراما ليست مجرد قصص تُروى، ولا أحداث تُسرد لمجرد التسلية، بل هى رؤية يُصيغها صناع يمتلكون الموهبة، ومواقف تُناقش، وتجارب تترك أثرًا أبعد من مجرد متابعة الحكاية، وإبداع يُترجم عبر أسماء لها ثقلها، وتوقيعها على أى عمل هو بمثابة شهادة ضمان على مستواه الفنى والفكري.

ولأن الرهان على الجودة هو الأساس، يأتى مسلسل «إخواتي» فى مقدمة اختياراتي، فحين يكون محمد شاكر خضير هو من يقود الدفة الإخراجية، فهذا يعنى أننا أمام عمل تتشكل تفاصيله بعناية، الصورة ليست مجرد كادرات، بل لغة بصرية نعيش داخلها، حيث يواصل قدرته على سحب المشاهد إلى أعماق الحكاية بتفاصيلها الدقيقة، ومع نيللى كريم التى اعتادت أن تنقب فى أعماق قضايا المرأة بجرأة وصدق وعمق، يصبح الرهان أكثر أمانًا، ونكون أمام تجربة مختلفة تجمعه بالنجمة نيللى كريم، لكنها هذه المرة لا تبحر وحدها، بل ترافقها «روبي»، «كندة علوش» و»جيهان الشماشرجي» فى تجربة تجمع بين الأخوات الأربعة، تضع العلاقة بينهن تحت المجهر، ليس الأمر مجرد دراما اجتماعية، بل بناء نفسى يبدو واعداً وصراعاً إنسانياً يخلقه هذا الرابط العائلى المعقد، خاصة حين يكون بيد ممثلين يفهمون أبعاد شخصياتهم، ويمنحونها عمقًا يتجاوز السطحية السائدة فى كثير من الأعمال الدرامية هذا العام.

إن ما يجعلنى متحمسة لهذا العمل ليس فقط موضوعه المختلف، بل لأننى منذ حلقاته الأولي، وحتى كتابة تلك السطور أستطيع القول إن «إخواتي» دراما تحمل بصمة مختلفة، وكلى ثقة أن محمد شاكر خضير سيواصل تفرده فى السرد البصرى والدرامي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية