تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

القرود الثلاثة!

صمود وشجاعة وبسالة مدهشة، تبديها المقاومة الفلسطينية، فى معركة عسكرية غير متكافئة، يواجه فيها مجموعة شباب مناضلين لا يملكون سوى الإيمان بحقهم فى استرداد أرضهم وتحرير وطنهم، وبعض العبوات البدائية والأسلحة والمتفجرات محلية الصنع، فى مقابل جيش من آلاف الجنود، مدجج بأحدث المعدات والآليات العسكرية والأسلحة الجوية، مدعوم - عسكرياً وسياسياً - من أقوى دولة فى العالم وأجهزتها الاستخباراتية!
لقد أعطى الصمت الدولى، والتخاذل العربى والإسلامى، رخصة مجانية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، ليصول ويجول ويتجاوز كل الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء، ويرتكب مجازر غير مسبوقة بلا حسيب أو رقيب، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والإنسانية، سواء فى قطاع غزة أو مدن ومخيمات الضفة الغربية، وفرض شروطه ورغباته الشخصية على مائدة التفاوض الخادعة، بعد أن تحولت إلى مجرد حملة علاقات عامة، لا يكف خلالها «نتنياهو» عن ممارسة أكاذيبه وادعاءاته، ومطالباته بالضغط على المقاومة الفلسطينية، واتهامها - زوراً وبهتاناً - بإعاقة التوصل إلى اتفاق، ولا يتوقف عن وضع عراقيل جديدة لإطالة زمن الحرب، واستكمال استراتيجيات التطهير العرقى والإبادة الممنهجة، ومخططات التهجير والضم والتهويد الصهيونية، هذا ما جعل الصحفى الإسرائيلى «رازى بركاى» يقول: إن محور «نيتساريم» ومحور «فيلادلفيا» بالنسبة لرئيس الحكومة، هما محور «سموتريتش» ومحور «بن غفير»!!.

الغريب أن الحكومة الصهيونية الفاشية لم تقنع بما تقوم به من قتل وقمع وتعذيب، فى الضفة الغربية، ولم تشبعها الاعتداءات والاعتقالات والانتهاكات اليومية، وعمليات الاستيطان التى يمارسها المتطرفون الإسرائيليون، والمجازر الدموية الوحشية التى يرتكبها الجيش الفاشى على مدار الساعة فى قطاع غزة، وإنما وسعت نطاق عملياتها العسكرية الإرهابية على المدن الفلسطينية، وفى أكبر هجوم مسلح منذ إعادة احتلال الضفة الغربية قبل عقدين، وتحت ما يسمى بمعركة «المخيمات الصيفية»، قام الاحتلال بتدمير كل مقومات الحياة من شبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحى، وتجريف الشوارع، ومحاصرة المستشفيات، وتقطيع أوصال المدن وتطويقها، واقتحام المنازل وترويع السكان وتدمير وسلب ممتلكاتهم، وإجبارهم على إجلاء منازلهم.

تحدث تلك الانتهاكات النازية أمام أعين عالم كاذب منافق، فاقد للإنسانية والضمير والأخلاق، صار يتقلد مبدأ «القرود الثلاثة»: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم!!، وحين يتكلم يكذب ويدعى أن مصير اتفاق وقف إطلاق النار بيد زعيم حماس!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية