تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى عيد الميلاد لابد أن نفرح
فى ليلة عيد الميلاد كان هناك رعاة للغنم يسهرون الليل،ولم يكونوا ملوكا أو أغنياء يسكنون القصور، ولكنهم كانوا مجرد رعاة غنم فقراء.وفى تلك الليلة أبرقت السماء بنور هائل وظهرت جوقة من الملائكة وهى تنشد ترنيمة ميلاد السيد المسيح: المجد للـه فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة.
واقترب منهم أحد الملائكة وأخبرهم بميلاد الطفل يسوع فى بيت لحم، وهى نفس المدينة التى ولد فيها داود النبى التى كانت العذراء مريم أم السيد المسيح من نسله. فقد كان هذا الميلاد المعجزى هو حديث النبوات فى العهد القديم، حيث أخبر الوحى إشعياء النبى قبل الميلاد بثمانية قرون وقال: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا (إش7: 14)، فالسيد المسيح جاء بمعجزة إلهية فريدة فى كل تاريخ البشر إنه من أم فقط وليس له أب فقد ولدته عذراء.
وفى بيت لحم أيضا دُفنت راحيل زوجة يعقوب المحبوبة، وتقول نبوة لإرميا النبي: راحيل تبكى على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين. وقد اقتبسها القديس متى فى إنجيله حين ذكر المذبحة التى حدثت على يد هيرودس ملك اليهود لأطفال بيت لحم، حين كان يريد أن يقتل الطفل يسوع لأن المجوس قد أتوا وأخبروه بأنه ولد فى بيت لحم ملك وأنهم قد جاءوا ليقدموا له هدايا. وبيت لحم الذى اختلطت فيه تسابيح الملائكة مع صوت بكاء راحيل وبكاء أمهات الأطفال الذين ذبحوا.واختلطت اليوم أيضا دماء الأطفال هناك على الجدران. ومع تسابيح الملائكة بالميلاد نسمع أصوات دماء الأطفال أيضاً لا تزال تصرخ من وحشية الذبح وهمجية الشر. وقد جاء المجوس ليقدموا هدايا للسيد المسيح وقد تنبأ عنهم إشعياء النبى، وقد عاش وسطهم أيضاًدانيال النبى حين اجتاح نبوخذ نصر أورشليم واقتاد الشعب إلى السبى فى بابل.
وقد كان هؤلاء المجوس لهم مكانة الملوك حتى إن هيرودس الملك استقبلهم، وحين سألهم عن سبب المجيء إلى أرضه أخبروه بقصة النجم الذى كان ينتظره أجدادهم من ستمائة عام وهاهو قد ظهر لهم وجاءوا حيث رأوا النجم فى بيت لحم. وهناك أسطورة دانماركية تقول إنهم كانوا أربعة.. كل منهم يحمل هدايا، الأول يحمل ذهبا لأنه ملك، والثانى مرا لأنه سيتألم، والثالث اللبان والبخور لأنه سيكون له رسالة دينية. ولكن الرابع كان يحمل أحجارا كريمة وقد تأخر فى الطريق، وحين وصل متأخرا إلى بيت لحم فاعتذر للطفل يسوع لأنه لم تعد معه أحجار كريمة وقال له: فى الطريق وجدت رجلا عجوزا لا يملك شيئا ولم يهتم به أحدا فقدمت له أحد الأحجار الكريمة. ثم أكملت الطريق فوجدت امرأة تصرخ زوجها قد مات ولم يهتم أحد بدفنه وليست لديها أشياء لتدفنه فأعطيتها الحجر الآخر. ثم أسرعت للمجيء، ولكن عند أبواب أورشليم وجدت جنوداً يمسكون أطفالاً وهم يصرخون، فاقتربت منهم وسألت الجنود، فقالوا لى إنهم أسرى من القرى وسيأخذونهم عبيداً فدفعت لهم ما يفديهم وكان هذا آخر حجر معى وفديتهم به. والآن آتى إليك لا أملك شيئا أعطيه لك. فابتسم له الطفل يسوع وسمع صوتا من السماء يقول: أريد رحمة لا ذبيحة.
وهذه هى أعماق عيد الميلاد التى تجعله يوما مفرحا رغم أى ألم، وتجعلنا نفرح رغم أى جرح بالقلوب إنه يوم ميلاد السيد المسيح الذى جاء لينشر الحب والسلام فى كل الأرض. فقد ولد السيد المسيح فى وطن استباح دماء الأطفال، فقد ذُبح أطفال بيت لحم بعد أيام من ميلاده وتناثرت أجسادهم أشلاء فى نفس المكان الذى أنشدت فيه الملائكة لميلاد ملك السلام والذى بذل حياته لأجل الحب. ولد السيد المسيح فى وطن استباح دماء الأنبياء فى كل تاريخهم.وقد قال لهم السيد المسيح: يُطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء منذ إنشاء العالم (لو11: 50).
ولكن مع كل هذا لابد أن نفرح ونعبر فوق الأحزان، فرغم وحشية النفوس، لكن المسيح ولد لينشر الحب والسلام. فالحكماء هم من يبحثون على السعادة وسط الأحداث المؤلمة.
يحكى شارلى شابلن أشهر كوميدى فى تاريخ السينما عن قصة وهو طفل أن والده اصطحبه إلى السيرك ووقفا فى صف طويل وكانت أمامهما عائلة من ستة أطفال ووالدهم وواضح عليهم الفقر، وكان الأطفال فرحين جداً لأنهم سيدخلون السيرك.
وتقدم الأب وعلى شباك التذاكر طلب منه موظف الشباك مبلغاً فوق طاقته. وكان والده يتابع ما يحدث لأنه كان التالى فألقى عشرين دولارا كانت هى كل ما لديه على الأرض، ثم انحنى وأخذها ووضع يده على كتف الرجل وهو يهم بالانصراف وقال له: لقد سقط منك هذه، ونظر إليه الرجل واغرورقت عيناه وأخذها وهو ينظر إلى أولاده الذين كانوا متعلقين بيديه.وأما والده فقد أخذ ابنه شارلى وانسحب. ويقول رغم إنه لم يدخل السيرك، ولكنه شعر بسعادة شديدة من فرح الأطفال الذين كان حلمهم أن يفرحوا فى هذا اليوم.
وفى عيد الميلاد.. فلنرسم البسمة على الوجوه، فالكلمة الطيبة والابتسامة قد تغير وجه الكآبة والضيق عند الكثيرين. يقول جون لوك الفيلسوف: الوجه البشوش هو شمس ثانية.
يقول جبران عن ميلاد السيد المسيح: كان الزمن ليلا فصار فجرا، وسيصير نهارا لأن أنفاس الطفل يسوع قد تخللت دقائق الفضاء والأثير. وكانت حياتى حزنا فصرت فرحا لأن ذراعى الطفل يسوع قد ضمتا قلبى وعانقتا نفسى. كل عام والعالم كله يحل فيه سلام ومحبة السيد المسيح.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية