تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عيد القيامة وليس الفصح أو الإيستر
يحتفل الأقباط غدا بعيد القيامة، وهو يعتبر عيد الحياة الجديدة وعيد الخلود، إذ هزم السيد االمسيح الموت. ويأتى هذا العيد فى موسم الربيع، حيث يتغير وجه الحقول فتخرج الزهور معطية إحساسا بالحياة الجديدة وهو ما جعل المسيحيين المصريين يحتفلون فى ثانى أيام عيد القيامة بعيد شم النسيم المصرى. وهو من الكلمة القبطية شوم إن نسيم التى تعنى بساتين الحقول.
وهو عيد يحتفل به المصريون منذ أكثر من خمسة آلاف عام ويعتبرونه عيد إعادة الخلق أو بعث الحياة من جديد. ومن عادات المصريين مزج الفكر بالتقاليد الحياتية فتكون صورة العيد مرتبطة بالخروج إلى الحدائق وأكل البيض الذى يرمز إلى بداية الخلق، وكل ما هو أخضر علامة الحياة، أو السمك المملح الذى يعنى الاحتفاظ بالحياة. ويقول هيرودوت: إن المصريين سبقوا العالم فى الاحتفال بالأعياد ومنهم أخذ اليونانيون فكرة الأعياد الشعبية.
إن كان عيد شم النسيم لا يحمل طابعاً مسيحياً ولكنه عيد مصرى قديم يحتفل به كل المصريين مسلمين وأقباطا، ولكنه أيضاً يحمل فكرة الخلود. وإن كان من يأكل السمك المملح والبيض والبصل والخس والملانة لا يفكر فى موضوع الخلود، ولكن تسود مصر حالة من الفرح بالأعياد.
وعيد القيامة هو الاسم الحقيقى للعيد وليس المسميات الأخرى التى صارت منتشرة فى الفترة الأخيرة ويقولون فيها عيد الفصح أو الإيستر. فالفصح هو عيد يهودى من الكلمة العبرية بسخة وتعنى العبور. ويقول سفر الخروج: قال موسى للشعب هذا اليوم الذى خرجتم من مصر من بيت العبودية... تخبر ابنك فى ذلك اليوم قائلاً من أجل ما صنع الرب تحفظ هذه الفريضة من سنة إلى سنة.
وكان لهذا العيد طقوسا هامة فى ليلة العيد تسمى ليل هسيدر أى الليلة المقررة، فكل عائلة تشترى الخروف ويذبح فى الرابع عشر من نيسان ويكون هذا فى فصل الربيع ويؤكل كله فى تلك الليلة بطقوس معينة. وحتى اليوم يحاول اليهود أن يذبحوا الخرفان داخل الحرم فى المسجد الأقصى وتحدث صدامات عند باب المغاربة المؤدى إلى حائط البراق. بل فى الأيام الماضية رصدت جماعة متطرفة تسمى أمناء جبل الهيكل مكافأة قدرها ثلاثة آلاف دولار لمن ينجح فى ذبح الخروف داخل المسجد الأقصى، و250 دولارا لمن يدخل الأضحية دون ذبح.
وسبب اختلاط اسم العيد اليهودى مع عيد القيامة المسيحى هو أن السيد المسيح صُلب فى ليلة الفصح، وكما أن خروف الفصح كان رمزاً لفداء الشعب اليهودى كان الصليب أيضاً فى المسيحية. ولكن بعدما انتشرت الصهيونية المسيحية فى القرن التاسع عشر فى إنجلترا وأمريكا حاولوا نشر بعض المفاهيم التى تخدم المخطط اليهودى فى العالم لتهيئة العقول لقبول فكرة المسيح الذى سيأتى ليحكم العالم من إسرائيل. ومن ضمنها فكرة عيد الفصح على أنه عيد يهودى مسيحي.
ولأن الإعلام الأمريكى يتحكم فيه الجماعات الماسونية فقد كان المخطط للديانة الموحدة هو تهيئة العقول لقبول دمج الديانات تحت قيادة واحدة وهى الماسونية فبدأت تروج لاسم جديد لعيد القيامة وهو الإيستر (Easter)، ونجد التهنئة فى عيد القيامة قد انتشرت منذ سنوات وهى (Happy Easter). و(Easter) هو الإلهة عشتار التى كانت تعبدها القبائل الوثنية التى كانت تسكن فى أوروبا وأمريكا قديماً مثل الشعوب الأنجلوساكسون والهون والقوط وكان يُعيد لها أيضاً فى الربيع أى فى نفس وقت عيد القيامة.
وعشتار هى إلهة الحب والخصب أيضاً عند البابليين وعند الفينيقيين وتسمى (عشتارون)، وهى نفسها (إفرودوت) عند اليونان، و(فينوس) عند الرومان.
وقصتها الأسطورية مرتبطة بأسطورة جلجاميش السومرية التى انتشرت فى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهى تحكى عن شخص اسمه جلجاميش ثلثاه إله وثلثه بشر قُتل صديقه أنكيدوا فدفعه الحزن على صديقه للقيام برحلة طويلة يطلب فيها الخلود من الآلهة. واستطاع أن يعود من الموت. فأعجبت به الإلهة عشتار وطلبت منه أن تتزوجه ولكنه كان يعرف أنها إلهة الخصب وتنتقل من عشيق لآخر فقال لها: من من عشاقك أبقيتى على حبه؟. ورفض طلبها فى الزواج منه. ولكن إله المراعى تموز أعجب بها وهى ترقص وتزوجته ولكنه قُتل، فأرادت أن تنقذه فنزلت إلى الجحيم وقدمت قرابين للشياطين كى تخرجه وتعيده للحياة. ولكن حين عادت وتقابلت معه لم يلتفت لها، فذهبت إلى الجحيم مرة أخرى وطلبت من الشياطين أن تأخذ نفس تموز. وعادت إلى الأرض فى عيد الربيع لذلك كانت القبائل الوثنية تحتفل بها فى عيد الربيع أيضاً.
وحين دخلت المسيحية إلى هذه القبائل أبقوا على بعض أفكارهم وتقاليدهم بعد مزجها بالمسيحية فصار عيد القيامة مرتبطا بعيد إيستر أو عشتار. ومع الوقت انتهى هذا الارتباط. ولكن الماسونية أعادته مرة أخرى ونشروا فى عيد القيامة التهنئة (Happy Easter). بل أعادوا تقليد تلوين البيض باللون الأحمر وهو اللون الخاص بنجمة الصباح عشتار عند البابليين. وهذا مختلف عن عادات المصريين القدماء بتلوين البيض فى شم النسيم أو عيد الربيع، لأنهم كانوا يكتبون على البيض أمانيهم ويلونونها بألوان مختلفة حتى يعرفوا كل أمنية من لونها ويضعوها فى سلال خضراء من سعف النخيل ويتركوها فى شرفات المنازل وعلى الأشجار ثم يحتفلون بالأغانى وهم يحملون السلال ويهزونها بشدة والبيض الذى لا ينكسر تكون هذه الأمنية هى التى ستتحقق.
وعلى كل حال كل عام ومصر والعالم كله بخير، نصلى أن يسود العالم الفرح والسلام والخير عوض الحروب والدمار والجوع، ليقبل اللـه صلوات الجميع آمين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية