تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدبلوماسية الشعبية فى مواجهة الصلف الإثيوبى
ومنذ إقامة المنتدى الإقليمى فى 2001 والمنتدى الوطني المصري الذي يرأسه الدكتور عماد الدين عدلى من أكثر المنتديات نشاطاً وحرصًا على توحيد رؤى شعوب نهر النيل، حتى أنه تم انتخابه لرئاسة المنتدى الإقليمى فترات متتالية.. وتميز أيضاً المنتدى الوطني المصري أنه أقام فرعًا له فى كل محافظة تطل على نهر النيل بما فى ذلك شمال سيناء بعد مد ترعة السلام إليها.. حاول المنتدى الوطني منذ بدء السد الإثيوبى توحيد مواقف منتديات دول نهر النيل لمعارضة اعتداء إثيوبيا على حق مصر فى أمنها المائى ،لكنها لم تفعل بالشكل المطلوب.
التجاوزات فاقت الحدود بعد تصريحات آبى أحمد خلال افتتاح السد مع تداعيات القرارات الأحادية وما يحدث من فيضانات مدمرة حاليا فى السودان.. فى رأيى أنه تم إهدار سنوات دون وضع خطة متكاملة تتشارك الدبلوماسية الشعبية مع الرسمية وأيضاً الإجراءات الأمنية بهدف التصدى لممارسات الحكومة الإثيوبية، وهو ما يعيه المنتدى الوطني لحوض نهر النيل الذي أصدر بيانًا وجه للمنتدى الإقليمى وجميع المنتديات الوطنية الأخرى أكد فيه أن قضية نهر النيل لم تعد ملفًا تفاوضيًا بين الحكومات فحسب ،بل باتت معركة وعى تتشارك فيها الشعوب قبل الأنظمة دفاعاً عن الحق فى الحياة والمياه والتنمية المستدامة.. وأن سياسة فرض الأمر الواقع يقوض أسس التعاون الإقليمى التي أرستها مبادرة حوض النيل منذ أكثر من عقدين.
المنتدى الوطني اختار مناسبة احتفال العالم باليوم العالمى للأنهار ليطلق صرخة تحذير من خلال نقابة الصحفيين بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر وممثلى منظمات المجتمع المدنى ومشاركة العلماء والخبراء والصحفيين، حيث أكد الدكتور عماد عدلى على بيان المنتدى الموجه للعالم بأن مصر تواجه الآن معركة بقاء.. وأنه لابد من التحرك بشكل عملى وسريع من خلال الدبلوماسية الشعبية لكسب تأييد الشعوب الأفريقية فى دول النيل والعالم أجمع.. كما تمت مناقشة التداعيات المترتبة على قرار الحكومة الإثيوبية الأحادى بتشغيل السد على النيل الأزرق، وتحذير الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان الأسبق والدكتورة هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع والدكتور يسرى خفاجى المتحدث الرسمي السابق لوزارة الرى؛ ومفاده أن حجز السد الإثيوبى كميات هائلة من المياه ثم الاضطرار إلى فتح جميع البوابات لتصريف المياه الزائدة والتي تختلف عن التصريف الطبيعى وتم بشكل متعمد قد أضر فعلياً بمعظم القرى السودانية المطلة على النهر ومن الممكن أن يؤثر أيضاً على مصر لولا أن الأجهزة الرسمية مستعدة لكل السيناريوهات، وأن الأمن المائى ليس مجرد مسألة موارد، بل قضية استقرار اجتماعي واقتصادى ،حيث إن 96 % من سكان مصر يعيشون على ضفاف النيل.
وأكد رئيس المنتدى الوطني والحضور على أهمية القوة الناعمة فى تلك الفترة من أهمها تشكيل لجنة إعلامية متخصصة تكون بمثابة الذراع الإعلامية للموقف الرسمي للدولة، وتعزيز التعاون بين المنتدى والوزارات المعنية بقضية النهر بحيث يدعم المجتمع المدنى التحرك الدبلوماسى، وفتح قنوات للتواصل مع نظرائه فى دول حوض النيل.
فى النهاية أرى أن الدبلوماسية الشعبية فى تلك القضية المصيرية تحتاج تكاتف ومساندة الدولة من خلال الدعمين الفنى والمادى لعودة العلاقات بين شعوب حوض النيل كما كانت فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر.. وستظل مصر محمية بأمر الله وشعبها وجندها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية