«إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».. هذا الجزء من الآية رقم 23 فى سورة الإسراء هو دستور التعامل مع الوالدين عندما يعجزان عن رعاية نفسيهما فيكون مكانهما (عندك) وليس فى دار الوحدة ولا دار المسنين.

قبل أيام توفى الممثل الشهير جين هاكمان 95عاما هو وزوجته 65 عاما و ثالثهما كلبهما. الثلاثة ماتوا دون أن يعلم بأمرهم أحد فى وقته. الزوجة ماتت بفيروس أصاب الجهاز التنفسى والزوج المصاب بألزهايمر لم يدرك أنها ماتت، ومات بعدها بأيام بأزمة قلبية حسب التقارير الطبية، والكلب الذى توفى عنده فى غياب الابن والابنة حاول المساعدة قدر استطاعته إلى أن مات جوعا.

تبين أن الزوج والزوجة أوصى كل منهما بكل ماله للآخر ومن بعد ذاك يؤول إلى الهيئات الخيرية. تركة الممثل تبلغ 95مليون دولار ولم يرد فى وصيته ذكر لأبنائه وفى هذا مؤشر على موقفه منهم نفهمه من كونه مات وحيدا ونستنتج أنهما كانا بعيدين منذ زمن. وبعد ظهور الوصية بدأ الحديث عن الطعن فيها، فبعد الموت وعندما ظهر الميراث ظهر الرباط العائلي.

تلك القصة تنبه إلى أن الوالدين لهما حق الرعاية فى الكبر إلى أن يتوفاهما الله وبعدها يبحث الأبناء على الميراث حتى يأخذوه عن جدارة وإلا فالهيئات الخيرية أولى به. تلك القصة تجرى فصولها بصور متعددة عندنا ولا يغرنك حلو الحديث عن البر إلا ما رحم ربي.