تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"سلماوى».. شخصية العام
أسعدنى كثيرا نبأ اختيار الأديب الكبير محمد سلماوى شخصية العام الثقافية فى أحدث دورات معرض الشارقة للكتاب التى تنطلق بعد أيام،
وقد سُررت لأسباب عديدة، يتصدرها أنه أحد أبرز رموز قوتنا الناعمة، وهو طليعة الوجوه الساطعة فى المشهد الثقافى المصرى، وصاحب بصمات غائرة فى الضمير الأدبى العربى، سواء فى ميدان الكتابة المسرحية، أو فى أفق الإبداع الروائى، وكذلك على مستوى المقال الذى يعد «سلماوى» أحد فرسانه
انتابتنى مشاعر الفرح، وهو يزف إلىَّ ذلك النبأ السار، فى مستهل يوم سعيد، وحين تأملت الحدث تبينت أسباب اعتزازى بهذا المبدع المتفرد، والمثقف الحقيقى المنتمى إلى وطنه بكل كيانه، ومن يتأمل حصاده الإبداعى، وتراثه الفكرى، سيرى بنفسه أن الوطن حاضر دائما فى كل ما يخطه قلمه، سواء كان نصا مسرحيا، أو عملا روائيا، أو مقالا صحفيا، وكمثال تقف مسرحيته الجَسُور «الجنزير» شاهدا على انشغال المنتمى بهموم بلاده وأوجاع حاضرها، وتحديات مستقبلها،
فقد سبق «سلماوى» الكثيرين فى رصد وكشف ظاهرة التطرف الدينى، وخطورة الإرهاب، وكارثة انتشار الجماعات المتأسلمة، ودق «سلماوى» ناقوس الخطر ليتنبه مجتمعنا إلى ما يتهدد حاضره، ومستقبله،
وجاء صدور ذلك النص الفارق فى مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضى، ولم يجسد على خشبة المسرح إلا بعد الصدور كنص مسرحى بنحو خمس سنوات،
ولم يكتف «سلماوى» بصرخاته فى «الزهرة والجنزير»، بل شهر سلاح القلم فى وجه خوارج العصر، وواجه مخططاتهم فى التسلل إلى الكيانات الثقافية المصرية، وفى مقدمتها اتحاد كتاب مصر، الذى شرُف برئاسته على مدار سنوات،
حيث تصدى هذا المبدع الكبير لجحافل غزو الإخوان المتأسلمين المنحطين، وسائر الخوارج المتطرفين، ولم ترهبه تهديداتهم، ولا أساليبهم السافلة المنحطة فى ترويع خصومهم، لأنه - ببساطة - مثقف منتم، ومبدع عاشق لوطنه، ومثل هؤلاء الأوفياء يثيرون فى نفوس المنتمين الإعجاب والتقدير،
وحين يتوجون بجائزة رفيعة، أو ينالون تقديرا مرموقا، يفرح المخلصون الحقيقيون، ويبتهج المنتمون الصادقون، حيث يتجدد لديهم الإحساس بأن الدنيا لا تزال بخير، وأن المجتمعات الأصيلة لا تجحد عطاء المتميزين الأوفياء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية