تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عندما وقفنا نحمل العصي و"الشوم" لحماية بيوتنا وأعراضنا..!!
من منا لا يتذكر هذه الأيام المخيفة في تاريخ مصر التي أعقبت أحداث يناير من عام 2011 والتي تبعها انهيار لمؤسسات الدولة واختفاء شبه كامل للتواجد الأمني في كل محافظات مصر بعد موجة الهجوم والاعتداءات علي أقسام الشرطة وحرقها وملاحقة رجال الأمن ومحاولة تصفيتهم أيضًا..!
في هذه الأيام كنا جميعًا نقف في الشارع ليلاً ونهارًا خوفًا ورعبًا من القادم المجهول الذي قد يعني انفلاتًا أمنيًا هائلاً تتعرض فيه بيوتنا وممتلكاتنا وحياتنا وأعراضنا للخطر!
وأتذكر أننا في بيوتنا في إحدي المناطق ذات الكثافة السكنية المنخفضة قد اتخذنا مواقعنا للدفاع عن أنفسنا ووقفنا جميعًا شيوخًا وشبابًا وأطفالاً نحمل العصي و"الشوم" خوفًا من اقتحام بيوتنا أو من فوضي عارمة تجلب معها عصابات الشر التي قد تقتحم بيوتنا وتنتهك أعراضنا.
وكانت مشاهد الصمود والتحدي تحمل رياحًا جديدة تقاوم الرياح المدمرة التي هبت علينا بعد أحداث يناير.. وكانت رياح المقاومة تعبر عن الشخصية المصرية في وقت الأزمات.. فقد تناسي الجميع خلافاتهم.. والجار أصبح أخًا وصديقًا للجار.. والنساء كن أيقونة المقاومين والتحدي بالوقوف خلف الرجال لتقديم الدعم والمساندة والتشجيع.. والناس أحست بالخطر فأطلقت وأخرجت أحسن ما فيها من ترابط وانسجام في مواجهة المجهول الذي لا تعرف عواقبه.
وعندما كانت ساعات الليل تقترب من نهاياتها.. وعندما كانت المقاومة تشهد انخفاضًا في أعداد المقاومة بانسحاب الشيوخ بسبب المرض والعمر والحاجة للدواء والراحة فإن الصغار من الشباب.. من الأبناء.. من كل الأعمار كانوا في المقدمة عيونًا ساهرة متحفزة تؤدي الواجب وتتحمل المسئولية.
* * *
وهؤلاء الذين وقفوا في الشوارع.. في كل أرجاء مصر هم أنفسهم الذين خرجوا في ثورة يونيو ينشدون الأمن والأمان.. هؤلاء هم من انطلقت من حناجرهم هتافات الدعوة لعودة الدولة.. وهؤلاء هم من طالبوا برحيل الإخوان لكي تعود مصر لكل المصريين.. هؤلاء هم من رفض الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد.. هم من خرجوا يطالبون واحدًا من المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية لكي يقود المرحلة.. وهم من ذهبوا لمنح ثقتهم وتفويضهم للرئيس عبدالفتاح السيسي وهم من وقفوا في الشوارع يغنون لمصر وتسلم الأيادي وبشرة خير وطوبة فوق طوبة نبني.. وعاش الجيش المصري.
ولماذا أستعيد هذه الذكريات.. ولماذا أتحدث عن المخاوف التي انتابتنا بعد أحداث يناير.. ولماذا التذكير بالأيام العصيبة.. ولماذا كل هذه التحذيرات!
والإجابة واضحة. فالدرس كان قاسيا والدولة المصرية التي انهارت بفعل ثورة قفز عليها الإخوان وكادت تعود بمصر إلي الوراء عشرات السنوات.. هذا الدرس لا نريد تكراره.. ولا نريد أن نجد أنفسنا ذات يوم في فراغ آخر نضيع فيه ومعه.. لقد تخطينا كل ذلك ورسمنا ملامح وخارطة للطريق.. وصحيح أن معالم الطريق قد اختلطت علينا في بعض الأوقات.. وصحيح أن كل الخطوات لم تكن بنفس المسافات.. ولكن الأخطاء هي عنوان النجاح. فلا نجاح بدون أخطاء ولا أخطاء بدون دروس وتصحيح للمسار.. ولكن الهدف لا يتغير والمسيرة لا تتوقف لأن الوقوف والتردد يعنيان العودة للوراء.. والاختلاف والتمزق يعنيان ضياع كل معالم الطريق والانشغال في البحث عن طريق آخر قد يكون وعرًا وغير ممهدًا لاستكمال المشوار.
* * *
ولأننا بدأنا مسيرة طريق تم فيه تحديد المسارات والاتجاهات فإننا نتطلع ونطالب قائد المسيرة بالاستمرار في موقعه.. ندعو الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الترشح لفترة رئاسية جديدة لنواصل معه الطريق الآمن الذي بدأناه معًا بإرادتنا وبقرارنا وربما بالإجماع أيضًا.
وفي الجمهورية الجديدة هناك رؤية مختلفة وهناك أهدافا عدة متغيرة.. وهناك استفادة من كل الدروس. وهناك تطلع إلي مراجعات ومراجعات للكثير من سياسات المراحل السابقة التي أملتها علينا ظروف ومقتضيات هذه المراحل.. فالهدف كان إعادة البناء والتطوير.. الهدف كان يتمثل في سرعة الإنجاز للعبور الآمن.. والهدف كان في إيجاد حلول للقضايا المزمنة الملحة. والهدف كان يستلزم أن تكون الدولة حاضرة وبقوة في كل المشروعات..
فلم تكن المرحلة مرحلة للتجارب.. ولم نكن نملك رفاهية الاختلاف علي فقه الأولويات.. ولم يكن هناك إلا الهدف الأهم في تأمين احتياجات الشعب ومتطلباته من خدمات وغذاء وأمن وأمان.
وفي الدولة أو الجمهورية الجديدة هناك استقرار.. وهناك رئيس منحناه من قبل تفويضا وثقة.. وهناك تغييرات شاملة متوقعة تتناسب مع المرحلة الجديدة بعد أن استقرت الدولة وعادت لهيبتها ومكانتها.. هناك استمرار لكل من أعطي وكل من بذل جهذا في سبيل المصلحة العامة.. وهناك تقدم لوجوه جديدة تبحث عن الفرصة في المشاركة والعطاء.
وهناك دولة تتسع وتحتوي وتحتضن كل المصريين.. دولة تسامح وتعفو وتساعد في العودة إلي الصواب وإلي مسيرة الطريق.. دولة تمنح الفرص للجميع لإثبات حُسن النوايا.. دولة تعتمد علي العطاء من أجل المستقبل ولا تبحث عن العقاب وتصفية الحسابات.. دولة لا تخدم مصلحة الأشخاص وفئات بعينها.. وإنما دولة واثقة قادرة مستقرة تبحث عن مصلحة كل المصريين.. جمهورية جديدة توجه كل إمكانياتها لبناء الإنسان ورعايته بأفضل تعليم وصحة وخدمات اجتماعية..
دولة ستصنع المعجزة بالثبات والاستقرار وبالأمن والأمان.. والسيسي مرشحًا ورئيسًا.. هذه مرحلة الاصطفاف الوطني ولا بديل آخر ولا تجارب ومغامرات تعيدنا للوراء.
* * *
وإذا كان الناس قد بدأوا في تعليق الصور واللوحات التي تؤيد ترشح السيسي لرئاسة جديدة.. فإنهم قد قالوا كلمتهم مقدمًا.. الناس هي ترمومتر الأمان.. وهي القائد والمعلم أيضًآ.
* * *
وأخيرًا:
السعادة في بيتك
فلا تبحث عنها في بيوت الغرباء
* * *
وكلما ارتفع الشريف تواضع
وكلما ارتفع الوضيع تكبر
* * *
وكل شيء سيصبح جميلاً.. عندما
نريد أن نراه جميلاً.. نحن سادة أفكارنا
* * *
وتعلم فن النسيان وسامح
وتعلم كيف تنسي لتعيش
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية