تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > السيد البابلي > أهالينا في أسوان.. والعودة "للكمامة".. وكبير أفريقيا

أهالينا في أسوان.. والعودة "للكمامة".. وكبير أفريقيا

ولا يوجد أحلي ولا أجمل من مشاعر الإخوة والإنسانية الصادقة التي تظهر وتتبلور وتتجلي في أوقات الأزمات والمحن لتكتب وتسجل أجمل المشاهد التي تظل عالقة في الأذهان ترجمة لعطاء شعب وأصالة شعب وعراقة شعب.

وأهالينا في أسوان ضربوا المثل.. أهالينا في أسوان الكرم والطيبة والنخوة فتحوا بيوتهم وقلوبهم للإخوة القادمين من السودان الشقيق والذين اضطروا لمغادرة بلادهم بحثاً عن الأمان.. أهالينا في السودان لم يتاجروا بالأزمة ولم يحاولوا ترجمة المعاناة إلي مكاسب مالية وإنما قرروا أن يكونوا السند والدعم لأشقاء أتونا يقتسمون معنا لقمة الخبز ويلتمسون في وجودهم معنا الأمن والأمان والاستقرار.. وأهالينا في أسوان وفروا شققاً سكنية بالمجان أو بأسعار رمزية للقادمين من السودان. ورحبوا بهم في بيوتهم واستقبلوهم بكل الترحاب والمودة.
وأهالينا في أسوان قالوا كلمة مصر كلها.. نحن والسودان شعب واحد.. تاريخ واحد.. وسنظل دائماً علي قلب رجل واحد.
*
ونترك أزمات الحروب لنتحدث عن أزمات لا يبدو أن هناك نهاية قريبة لها وهي أخطار الفيروسات التي بدأنا نسمع عنها منذ هجوم "كورونا" المفاجئ علي العالم.
وهم الآن يتحدثون عن متحور جديد عن كورونا اسمه "أركتوروس"" ويقولون انه فيروس شديد العدوي وسريع الانتشار ويدعون إلي العودة "للكمامة" من جديد في الأماكن العامة.

ومن السخرية حقاً ان دعوات العودة للكمامة يتردد صداها في كل العالم بينما الناس قد تخلوا عن كل مظاهر التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية وعادوا من جديد إلي القبلات والأحضان.. والرجال الذين استبدلوا المصافحة بالعناق الحاد والقبلات علي الخدود وكأن الفيروسات لا تنتقل بالتلامس ولا بالاختلاط..!!

والحقيقة انها عادات بالغة السوء.. ويجب العودة إلي المصافحة عن بعد. وارتداء الكمامة أيضاً في الأماكن العامة والمزدحمة وفي وسائل النقل العام. ففي ذلك حماية ووقاية للجميع حتي وان لم يكن "أركتوروس" موجوداً أو منتشراً.. والوقاية دائماً خير من العلاج.. والوقاية لن تكلفنا الكثير. أما العلاج فهو في نهايته في هذه الأيام نوع من "خراب الديار"..!
*
ونتحدث عن جانب آخر أكثر إشراقاً.. نتحدث عن الأمل.. الأمل في عبور الأوقات الصعبة.. الأمل في أن نواصل تحقيق معدلات للنمو مقبولة ومعقولة.. الأمل في ان يصبح إنتاجنا أكثر من وارداتنا.. الأمل في ان نكون قاعدة للاستثمارات والصناعات الحديثة.

وأتحدث في ذلك عن تصريح لرئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي يؤكد فيه أنه خلال عام من الآن سيكون لدينا أكبر مصنع في العالم لصناعة السيارات داخل مدينة العاشر من رمضان.

والخبر يجعلنا نشعر بالتفاؤل.. فنحن في حاجة لعودة صناعة السيارات إلي مصر بعد ان وصلت أسعار السيارات المستوردة إلي أرقام خيالية يصعب معها شراء سيارة جديدة من أي مستوي!!
وانشاء مصنع كبير بهذا الحجم يعني أيضاً التوظيف الجيد للخبرات والكفاءات المصرية في مجال صناعة السيارات وعودة الحياة إلي هذا المجال.. وعودة الحياة إلي صناعات أخري كثيرة مرتبطة بها.. وربما عودة الحياة من جديد لمصانع كثيرة توقفت عن العمل وكانت تشكل القاعدة الحقيقية للمنتجات المصرية.. ودعونا نتفاءل.. والتفاؤل لا يأتي إلا بالعمل والتخطيط الجيد.
*
وأكتب في الرياضة.. أكتب عن كبير أفريقيا عن النادي الأهلي المنظومة الرياضية الناجحة في الإدارة والعطاء والانتماء والسمعة والهيبة والاسم والتاريخ.. وأشيد في هذا بالأداء الرجولي المشرف لرجال فريق كرة القدم في مباراته المصيرية مع نادي الرجاء المغربي الأخيرة في الدار البيضاء. فقد كان الأداء نموذجاً للعزيمة والإصرار واسعاد الجماهير وتشريف الكرة المصرية... والأهلي العريق.. الأهلي البطل هو القادر علي رسم الابتسامة وادخال الفرحة في القلوب.. والثالثة شمال وحدها لا تمثل الأهلي وتحميه.. الأهلي تحميه انتصاراته ونجاحاته.. والأهلي لا يمثل نادياً إنما يمثل مصر كلها في مشاركاته وبطولاته.. ومعه نفرح... ومعه نتمني ونأمل في المزيد من الانتصارات.. وان يظل كبيراً لافريقيا رياضياً وأخلاقياً وعلامة من علامات مصر العظيمة كبير أفريقيا.
*
ومن أجمل ما قرأت في جبر القلوب والخواطر ما يلي: ذهب صبي إلي البنك ليدفع فاتورة الكهرباء. فقال له الموظف لقد انتهي الدوام الآن وأغلقنا الأجهزة. اذهب وتعال يوم غد.. فقال له الصبي هل تعلم من هو والدي. هل تعتقد لو أتيت بوالدي ستقول ذات الكلام؟ بعد دقائق عاد الصبي ومعه رجل يبدو من هيئته أنه فقير ومعدم... عرف موظف البنك ان الرجل والد الصبي. فقام ليسلم علي الرجل وقال للصبي. سأنجز معاملتك الآن.. فقال له الصبي: أرأيت... قلت لك لا يمكن ان تقول لأبي لا.. فرمق الوالد موظف البنك وشكره بعمق وقال له شكراً لك لأنك رفعت شأني أمام ابني..!
والعبرة من هذه القصة.. أنه مهما كان وضعك ومشكلتك مع شخص. قم بما يرفع من قيمته أمام أبنائه.. هذه هي الانسانية.. وهذا هو جبر الخواطر والقلوب.
*
وأخيراً..
ستجد أن الحياة
لا تزال جديرة بالاهتمام
إذا كنت تبتسم
*
وكلنا نبحث عن جمال الروح. فبقرب
الأرواح الجميلة تطيب الجروح
*
وستبقي دائماً الزاوية الهادئة
التي أهرب إليها من صخب الحياة ومتاعبها
*
والحمد لله الذي يجازي علي النوايا. ويري ما في الضمير. الحمد لله الذي يعلم ما في القلب وان زل اللسان.. ولا يقطع الرزق علي ذنب وان تكرر ولا ينسي أن غفلنا. سبحان الله العظيم وأتوب إليه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية