تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"الناس عايشة".. وبراعة طيار.. و"مئوية كيسنجر"..!!
نحن شعب له مذاق خاص.. شعب يعرف كيف يتكيف ويتأقلم مع كل الظروف بحب وعشق واستمتاع بالحياة.
والفنان اللبناني وليد توفيق زار القاهرة بعد عدة سنوات من الانقطاع بسبب جائحة كورونا وتحدث في برنامج تليفزيوني حديثًا مطولاً عما شاهده في مصر من تغيير هائل قائلاً: "انبهرت باللي شفته.. رغم الظروف الناس عايشة الحمد لله. والمدن منورة بطريقة جميلة.. والله العظيم مش بجامل والله أحلي من أمريكا.. أنا بتكلم جد".
وبعيدًا عن اشادة توفيق بما يراه علي أرض مصر من تغيير فإن هناك عبارة واحدة تستحق التوقف والتأمل والتمعن وهي قوله "الناس عايشة" رغم الظروف.. وهي عبارة تلخص كل شيء.. تلخص ما يعتقده البعض خارج مصر من أننا في حالة من المعاناة فقط وتلخص أن الناس رغم كل الظروف تنعم بالحياة وتمتلك إرادة الحياة.
ونعم.. نحن شعب يدرك قيمة ما يملك.. نحن شعب يؤمن بالصبر لأنه مفتاح الفرج.. ونحن شعب يحافظ علي النعمة حتي تدوم له. فقليل باق خير من كثير زائل.. نحن شعب يؤمن بأن العمر لحظة ولذلك يضحك ويبتسم حتي في أحلك الاوقات.. ونحن شعب نقدر معني وقيمة الأمن والاستقرار في كل مكان فلا حياة بدون الأمن والأمان ولا قيمة لكل الاشياء إذا ما تعرضت بيوتنا وممتلكاتنا الخاصة والعامة للخطر.. نحن شعب يجيد حوار الحياة لانه شعب ولد حيًا بدماء حارة تتدفق لتغني وترقص وتستمتع بكل معطيات الحياة.. نحب أم كلثوم.. ونعشق كرة القدم.. ونرقص مع مطربي المهرجانات ونذهب إلي المساجد ونذوب عشقًا مع ابتهالات النقشبندي.. وننصت بكل الخشوع لتفسيرات الشعراوي.. وعندما نستمع إلي صوت قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت فإننا نعيش حالة خاصة من السمو فوق كل دنايا الدنيا لترفرف وتطير أرواحنا إلي السماء.. وما أجمل وأروع تلاقي الأرض والسماء في إيمان ويقين يحفظ لهذا البلد روحه الخاصة التي هي سر قوته وصموده.
* * *
ومن هذه الأرض العظيمة يخرج الرجال.. رجال أثروا العالم بالعطاء.. مواهب وابداعات خرجت من رحم المعاناة لتكتب قصصًا في التألق والتميز.. ومن هذه الأرض خرج العلماء.. وجيوش من الأطباء والمعلمين وجيوش أخري من كافة المجالات يكتبون ويسجلون روح الإصرار واثبات الذات.
وتحمل إلينا الأخبار كفاءة طيار مصري يقود طائرة تابعة لشركة مصر للطيران في رحلة من القاهرة إلي مطار جدة بالمملكة العربية السعودية حيث انفجر أحد إطارات الطائرة أثناء عملية الهبوط ونجح الطيار في الهبوط بسلام وتم انزال جميع الركاب بأمان.
ومهارة الطيارين المصريين أصبحت معروفة في كل العالم.. ونذكر ونتذكر في ذلك الفيديو الشهير الذي تداولته السوشيال ميديا في العام الماضي لعملية هبوط طيار مصري ببراعة في مطار هيثرو بلندن أثناء عاصفة جوية عاتية كانت تتلاعب بالطائرات التي تحلق في الجو.
اننا نسعد بكل الأخبار التي تتعلق بالنجاحات المصرية في أي مكان وفي أي موقف.. كل نجاح لمصري في الداخل أو في الخارج هو نجاح وإضافة لنا جميعًا ومن واجبنا أن نشيد وأن نتذكر وأن نقوم بالتركيز علي كل قصص النجاح.. وكفانا حديثًا وتضخيمًا للسلبيات والنواقص وتصيد الاخطاء وجلد الذات.. نحن أكبر وأعظم من كل ذلك.
* * *
وعندما ندعو إلي التركيز علي الايجابيات.. عندما ندعو إلي إبراز صورة مصر الحلوة.. مصر العطاء مصر الحياة فإننا نبعث برسالة اطمئنان وتفاؤل لكل مصري في الغرب يتابع أخبار بلاده ويتأثر بكل ما ينشر ويقال عنها ونقول ونؤكد له أن بلاده بخير وأن القاضية ممكن.. وممكن جدًا.. والقاضية تعني التغلب علي الأزمة الاقتصادية والعبور الآمن.. القاضية ممكن لتحقيق البطولات باقتدار.. وسنحقق أهم البطولات وهي استمرار المسيرة وبناء الجمهورية الجديدة رغم الصعاب والتحديات.
* * *
وأدعو إلي التصدي بقوة لظاهرة بيع السيارات والعقارات بالدولار وهي ظاهرة أصبحت تشكل عبئًا وتحديًا جديدًا للجنيه المصري.. وتدفع في اتجاه استمرار ونشاط السوق السوداء للدولار.. ومن يتعامل بالدولار علي حساب الجنيه المصري فهو يشارك في اضعاف الاقتصاد ولابد أن يكون عقابه موازيًا ومتوازنًا مع جريمته واستهتاره بالقوانين وبعملة الدولة التي يعيش ويستمتع بخيراتها.
* * *
وأحد الإعلاميين الكرويين تحدث في برنامجه "الملاكي" عن رئيس أحد الأندية الجماهيرية وقال عنه: "دا رجل مخلص لناديه وينفق عدة ملايين من الجنيهات من جيبه الخاص شهريًا حبًا لهذا النادي ولا يجوز تعليق الأخطاء والاخفاقات عليه"..!
وحقيقة لا أفهم ولا أستوعب معني أن ينفق رئيس النادي من ماله الخاص علي أنشطة النادي والمدرب الأجنبي..!! النادي الذي لا يدار بمنظومة مؤسساتية مالية وإدارية سليمة لا يمكنه المنافسة وأداء رسالته والنادي الذي يدار برؤية فردية يتحول إلي "عزبة" وليس ناد..!
* * *
وإلي خارج الحدود واكتب عن شخصية اذهلت العالم.. اكتب عن مهندس عمليات السلام بين مصر وإسرائيل.. عن الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية التاريخي الذي يحتفل بعيد ميلاده المائة ويشاركه العالم هذه المناسبة.
والدكتور كيسنجر المهاجر الألماني الذي أصبح وزيرًا لخارجية أمريكا هو مهندس عملية التقارب الصيني ــ الأمريكي في السبعينيات وواضع أسس السياسة الخارجية الأمريكية علي مدار عدة إدارات ورؤساء منذ ظهر في الساحة السياسية نجمًا وعلمًا في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.
وكيسنجر حتي وصوله إلي المائة عام من عمره ظل طوال هذه الأعوام نشطًا متقد الذهن حاضرًا بالآراء والمشاركات والمحاضرات والتأليف.. ظل أسطورة تؤكد أن العطاء لا يتوقف أبدًا وهذا هو الدرس فالقيمة ليست في المناصب.. القيمة في العطاء.
* * *
وأخيرًا:
لن تجد الأمل ملقي علي الأرض لذا ارفع رأسك مهما كانت الظروف.
* * *
وكلما ارتفع الوعي قل الانتماء العاطفي لأي شيء
* * *
وأي شخص يجعلك تشعر بالثقة في نفسك فأنت مدين له بالكثير.
* * *
وأصلح صلاتك تصلح كل أمور حياتك.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية