تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > السيد البابلي > المستشفيات الخاصة.. وفريد الديب.. وحفل "الإعلام"..!

المستشفيات الخاصة.. وفريد الديب.. وحفل "الإعلام"..!

قبل عدة أعوام تعرض أحد أشقائي لأزمة صحية مفاجئة تمثلت في نزيف في المخ.. وحاولنا ونحن في سيارة الإسعاف أن نجد أحد المستشفيات الذي يمكنه التدخل جراحيًا لإيقاف النزيف في بداياته.. وأجري رجال الإسعاف اتصالاتهم بالعديد من المستشفيات الخاصة بحثًا عن مكان في العناية المركزة.. وظللنا نطوف بالسيارة علي العديد من المستشفيات دون فائدة.. فالكل يعتذر عن الحالة بحجة عدم وجود أسرة في العناية المركزة.. وظللنا علي هذا الحال حتي ازداد النزيف.. ووافق أحد المستشفيات علي أن يقدم له الرعاية بعد أن كان قد مات بالفعل إكلينيكيًا..َ

وتذكرت ما حدث لأخي وأنا أستمع لما رواه أحد الأصدقاء عن ما حدث مع أسرة أحد رجال الأعمال قبل عدة أيام. حيث تعرض عميد العائلة لتدهور في حالته الصحية استدعي نقله للعلاج بالمستشفي ولكنهم لم يوفقوا في العثور علي مكان في أي مستشفي خاص رغم أنهم كانوا بالطبع علي استعداد لدفع أية تكاليف مادية مطلوبة.. ولكن المستشفيات تتردد في قبول الحالات الصعبة أو التي تعتقد أنه ميئوس منها وتتهرب من أن يتم الوفاة فيها..!

والحقيقة أنها فعلاً مشكلة.. فمن يملك الذهب يشكو من عدم استطاعته الحصول علي الدعاية اللازمة في الوقت المطلوب وقبل فوات الأوان.. ومن لا يملك الكثير من الذهب يشكو من الأسعار والتكاليف الهائلة للعلاج في المستشفيات الخاصة وحين أصبح العلاج بفواتير وأرقام لا يمكن تخيلها!!

وأجور المستشفيات الخاصة في حاجة إلي رقابة.. وإلي متابعة.. وإلي محاسبة. فقد تحول بعض هذه المستشفيات إلي مشروعات استثمارية ربحية بدون شفقة أو رحمة أو تفاهم.. والمعاملة الطيبة داخلها بفلوس.. والاحترام بفلوس.. والعلاج بقناطير الفلوس.. والهواء أيضًا بفلوس..!

ويحسب للدولة أنها في السنوات الأخيرة قامت بجهود كبيرة في تطوير العلاج بمنظومة مستشفيات التأمين الصحي وأن العديد من المستشفيات العامة تقدم خدمة صحية جيدة نسبيًا وأن الكثير من العمليات الجراحية المعقدة تتم حاليا بالمستشفيات العامة والجامعية.. ولكنها أيضًا منظومة صحية تحتاج إلي إدارة متطورة لاستعادة الثقة والانضباط داخل هذه المستشفيات لكي تكون القاعدة الصحية الأساسية التي يمكن اللجوء إليها ولإنقاذ الناس من العلاج الحر الذي قد يكون موتًا وخرابًا للديار..!

* * *
وأكتب عن المحامي ذائع الصيت فريد الديب وهو يصارع مرض السرطان الفتاك منذ سنوات والذي أنهكه المرض الآن.. وفريد الديب أحد الذين أعادوا لمهنة المحاماة بريقها وجذب إليها الأنظار بعد أن لمع اسمه ونجمه في محاكمات الكبار بعد أحداث يناير 2011 ودوره في الدفاع عن الرئيس الراحل حسني مبارك.. وسواء تختلف أو تتفق مع القضية التي يدافع عنها الديب فهو يؤدي عملا قانونيا مطلوبا في رسالة المحاماة. مهنة الدفاع عن المتهمين لتبرئة ساحتهم وهو أحد الأركان المهمة في منظومة العدالة.
وفريد الديب هو أحد عظماء المحاماة في مصر.. وأحد الأسماء التي أفرزتها قاعات المحاكم العريقة في بلادنا.. وأحد نجوم المهنة العظيمة لقامات هذه المهنة ورجالاتها الذين أصبح وجودهم في المحاكم مثارا للاهتمام والمتابعة.
وعندما نتحدث عن مهنة المحاماة فإننا أيضا نشير بكل الفخر إلي أن معظم مكاتب المحاماة في العالم العربي تعتمد علي وجود محامين مصريين يعملون بها وهم الذين يتولون كتابة المذكرات القانونية وتجهيز القضايا للدفاع وهم العمود الفقري لهذه المكاتب حتي وإن لم يكن في مقدورهم الترافع مباشرة في محاكم هذه الدول إلا أن بصماتهم في كل الأوراق وفي كل المذكرات..!

* * *
وبعيدًا عن المحاماة نعود إلي العصر الغريب للإعلام. وعدد من الإعلاميين الذين اعتقدوا أنهم يمنحون شهادات الوطنية والانتماء والذين تجاوزوا ذلك الآن بمنح شهادات الغفران التي تحدد من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار..! وربنا يوفقهم.. أصبحوا يعتقدون أنهم الأوصياء علينا وعلي دنيانا وآخرتنا أيضًا..!!
وعندما نتحدث عن البعض من الإعلاميين فإن هذا لا يقلل من قيمة ودور ومكانة رجال الإعلام في مصر.. وإعلام مصر العظيم الذي تصدي لكل دعاة الفتنة والذي وقف صفًا واحدًا أمام الإرهاب وأمام قوي الظلام.. والذي كان وسيظل لمصر إحدي دعائم قوتها وتميزها وأحد أسلحة الدفاع عنها أمام المغامرين والأفاقين من مروجي الشائعات المتواجدين خارج مصر والذين لا يتمنون لها خيرًا أو تقدمًا.. إعلام مصر سيظل دائمًا له مكانته الخاصة لأنه إعلام القوة والحق.

* * *
أما أغرب ما حدث هذا الأسبوع فهو ما تم في حفل للتخرج لطلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة.. فالطلاب أقاموا حفلا للتخرج بعيدا عن الكلية والجامعة. وذهبوا للاحتفال في مكان بعيد.. وبدأوا بالموسيقي والرقص وانتهوا بالخلافات والمشاجرات وأقسام الشرطة بعد تعرضهم للنصب من الشركة المنظمة للحفل.. وإدارة الكلية اكتفت بإصدار بيان تقول فيه إنه لا علاقة لها بالحفل.. ولا تعلم عنه شيئا وأنها ستعوض الطلاب بحفل آخر..! وهو بيان لا يعفي إدارة الكلية من المسئولية.. فهل كان الطلاب سيقومون بتوزيع الدروع والشهادات علي بعضهم البعض.. وهل يمكن أن يقيموا حفلا من هذا النوع دون علم إدارة الكلية.. والحكاية كلها "لخبطة". وتعكس وجود فجوة بين الإدارة والطلاب أو غيابا للإدارة عن المشهد. وكلها أمور ليست في صالح الكلية التي كانت ذات يوم أقوي وأهم كليات الجامعة.

* * *
وبكي الرجل بحرارة.. ونظرت إلي وجهه.. فالرجل الذي كان قبل أيام شابا يافعا شاخ فجأة.. وفعلا.. الرجل يظل طفلا إلي أن تموت أمه فإنه يكبر فجأة.. وهذا الرجل فقد أمه وقد كانت محور حياته.. وأصبح بعدها كهلا بلا روح..!

* * *
وعندما تتجرأ شيرين عبدالوهاب وتغني روائع سيدة الغناء أم كلثوم فإن المسافة هائلة بين الثري والثريا.. وتتحول كلمات أغنيات أم كلثوم الخالدة إلي ما يشبه كلمات أغاني المهرجانات!! أم كلثوم هي الأهرامات التي لا يمكن استنساخها..!

* * *
ويتساءلون أين اختفت الفنانة القديرة عبلة كامل!! وعبلة اختارت بنفسها الابتعاد عن الساحة الفنية قبل أربع سنوات ومازالت علي قناعاتها بالابتعاد في الوقت المناسب.. وعبلة كامل هي فنانة السهل الممتنع.. هي الموهبة التي دخلت كل القلوب.. وهي الفنانة التي تستحق دائما أن نتذكرها وأن نتمني لها التوفيق والصحة.. والفنان المحترم يظل في الأذهان دائمًا.
* * *
ووداعًا أخي هشام عبدالعزيز النسمة والبسمة في الصحافة المصرية.. والذي توفي فجر أمس بعد معاناة مع مشاكل في القلب.. وداعا للشاب الجميل الذي كنت سببا في اقتحامه عالم الصحافة بجريدة "البروجريه" قبل أن ينتقل إلي الأهرام التي أمضي فيها سنوات شبابه.. وداعًا للطيبين الذين يغادرون دنيانا فجأة ويتركون لنا الأحزان والآلام.. اللهم اغفر له وارحمه وأحسن خاتمتنا أجمعين.
* * *
وأخيرًا:
ليس كل هادئ خالي البال. وليس كل صامت لا يبالي.
ففي الهدوء والصمت ألف حكاية وحكاية.
* * *
ولا تحاسب الآخرين علي أقدارهم ولا ظروفهم. ولا خيباتهم.
لأن أحدًا لا يختار ألمه.
* * *
وحتي لو اعتذرت الرياح. الغصن سيبقي مكسورا..
* * *
ودع الأيام تفعل ما تشاء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية