تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > السيد البابلي > الشيخ "عزت".. والدكتور "هاني".. والسيدة "زبيدة"..!

الشيخ "عزت".. والدكتور "هاني".. والسيدة "زبيدة"..!

واستمراراً في الحديث عن القضايا والحوارات المجتمعية بعيداً عن السياسة والأزمات والاقتصاد وبيانات الشجب والإدانة في كل الأوقات تعليقاً علي الأزمات والمؤامرات التي تحاك بالعرب. واستمراراً لمحاولاتنا الغوص في أعماق مجتمعنا لإعادة اكتشاف مخزون الطاقة في الشخصية المصرية فإننا نتناول ثلاثة أمثلة كانت مثار التفاعلات المجتمعية علي السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية ووصل صداها إلي وسائل الإعلام العربية والدولية.

والبداية كانت في قرية بني صالح التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف. والحدث كان يتعلق بتشييع جثمان أحد رجال القرية "عزت الصياد" وهو من المعروفين. وذهب الناس إلي المسجد للصلاة عليه.. ولم يطل الوقت كثيراً عندما بدأ النعش في التحرك للخارج.. ولكنه لا يتقدم بل يتراجع إلي الوراء رافضاً كما يقولون الخروج.. وارتفعت الصيحات علي الفور "الشيخ عزت رجل مبروك".. وتم تشييع الجثمان بالزغاريد والتصفيق.. وأقيموا له ضريحاً.. ده ولي من الأولياء.. والناس لا تريد أن تصدق إلا ما تريد تصديقه.. الناس ترفع إلي السماء من تحبه.. والناس تصنع الأبطال التي تريد رؤيتها.. الناس لها قانونها الخاص من واقع ثقافتها واهتماماتها وعقلها الباطن أيضاً.

*

وبينما الناس في القرن الحادي والعشرين مازالوا أسري لأفكار وتخيلات القرون الوسطي فإن هناك علي بعد مئات الكيلو مترات عالماً آخر فيه العلم. وفيه الطبيب المصري يقدم نموذجاً آخر في التفوق والإبداع وحيث أتت من السودان الشقيق فعلاً رغم أنف الحاقدين الطفلة إيناس ذات الثلاثة عشر عاماً والتي كانت تعاني من حدب واعوجاج في العظام وعدم القدرة علي الوقوف والحركة.. وكان هناك اعتقاد بأنها لن تتمكن من الوقوف علي قدميها طوال حياتها.. وفي قاهرة المعز.. في مصر أم العرب تاريخاً وواقعاً ومصيراً.. فإن الطبيب المصري هاني عبدالجواد المتخصص في الجراحات النادرة بالعمود الفقري أجري لها جراحة علي مدار ست ساعات خرجت بعدها لتقف علي ساقيها دون انحناء بينما كانت الدعوات للطبيب تنهال عليه وحيث أصر والد الطفلة وأقاربها علي تأدية صلاة الشكر في غرفة الطفلة وأن يكون الطبيب الذي أجري الجراحة إماماً للصلاة..!
والدكتور هاني عبدالجواد الذي تناقلت وسائل الإعلام قصة الجراحة النادرة التي أجراها هو نتاج لمدرسة الطب المصرية التي لا تتوقف عن إنجاب العظماء.. هو ابن من أبناء مصر العظيمة التي تمتلك كل مقومات القوة والنجاح.. لدينا كل شيء.. لدينا الإنسان أفضل ثروة نفخر بها.

*

وهناك.. هناك في قرية دكما بمركز شبين الكوم بالمنوفية كانت السيدة زبيدة عبدالعال التي تقترب من التسعين عاماً تؤدي امتحاناً للحصول علي شهادة محو الأمية.
والسيدة زبيدة وهي أم لثمانية أبناء وجدة لثلاثة عشر حفيداً تجاوزت الامتحان بنجاح ضمن مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي "لا أمية مع تكافل".
والسيدة زبيدة التي اهتمت الممثلة العالمية جولينا أندروز بقصتها ونشرت صورتها هي مثال للإرادة.. ونتاج لمحافظة في الوجه البحري تفخر وتفاخر بأعداد المتعلمين الذين خرجوا منها.. محافظة أنجبت لمصر جيشاً من البارزين في كل المجالات.. والمنوفية ليست أرضاً زراعية خصبة فقط.. المنوفية مدينة للكبار.. ولإنجاب العظماء.

*

ورحلت عنا أم البطل.. شريفة فاضل عن عمر يناهز التسعين عاماً.. رحلت المطربة التي تجاوزت أحزانها لتغني أنا أم البطل بعد استشهاد ابنها في العمليات العسكرية التي صاحبت حرب أكتوبر المجيدة.. رحلت المطربة التي غنت أشهر الأغاني عن الشهر الفضيل "والله لسه بدري.. بدري يا شهر الصيام".. رحلت واحدة من زمن كان فيه الفن هو أقوي وأهم مصادر القوة في الانطلاقة المصرية.. الله يرحمها.

*

ويتساءلون في وسائل الإعلام العالمية عن "حقنة هتلر" المصرية التي تعالج البرد في لحظات.. والتي يقول عنها الدكتور إسلام عنان الأستاذ بصيدلة عين شمس إنها تركيبة من المضادات الحيوية والكورتيزون والفيتامينات.. وإنها سميت بهذا الاسم لأن هناك اعتقاداً بأن بها قوة لا مثيل لها وشاع استخدامها بين العامة لعلاج نزلات البرد.. ووزارة الصحة تحذر من هذه الحقنة لأنها تسبب أضراراً صحية بالغة علي القلب ووظائف الكلي وقرحة المعدة وتسبب هبوطاً حاداً في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب.
ورغم كل التحذيرات فإن "حقنة هتلر" تقاوم الهزيمة ومازالت موجودة نظراً لسهولة الحصول عليها حيث تباع في الكثير من الصيدليات ولأن البعض علي قناعة بأنها أفضل من الذهاب إلي الأطباء وشراء الدواء وتكاليف العلاج المرتفعة.. وحقنة واحدة تكفي.. فيها الشفاء.. أو فيها الراحة الأبدية.. وكل واحد ونصيبه.. وكل واحد مسئول عن حياته وهتلر "مابيهزرش"..!

*

وأنت.. أنت بخير.. ما دامت مشاهد الظلم تؤذيك.. وانتشار المنكر يزعجك. والرغبة في العدالة تؤرقك. ونصرة الحق شعور لا يفارقك.
أنت بخير ما أبكاك ذنبك ورجوت عفو ربك. أنت بخير ما دام للضمير وخز في داخلك يدفعك للتراجع والندم والتوبة في كل حين.

*

وأخيراً:
** إن آلام الإنسان فظيعة. فلا تتعجب إذا رأيته
من حين لآخر يتحدث مع نفسه..!

*

** والقيل والقال مستنقع فوضوي. مجرد
الخروج منه مكسب عظيم.

*

** وعندما تسامح من أساء إليك. فأنت
لا تغير الماضي. بل تغير المستقبل.

*

** وإذا أردت أن تشعر بأنك غني. فقم بتعداد
النعم التي تتمتع بها ولا يمكن شراؤها بالمال.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية