تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > السيد البابلي > "الحاجة أفندية".. ودرس للأجيال.. ولبنان في خطر.. وبطولة "للأغنياء"..!

"الحاجة أفندية".. ودرس للأجيال.. ولبنان في خطر.. وبطولة "للأغنياء"..!

لن نبدأ بحديث في السياسة.. ولا في الاقتصاد.. ولا عن المشاكل والأزمات.. سوف نبدأ بحديث الحياة.. حديث من القلب.. حديث بطلته أم مصرية من أمهاتنا الطيبات.. أم مصرية تركت أولادها وتوجهت إلي الأراضي الحجازية تكمل فرائض الدين بالحج إلي بيت الله الحرام.. وقبل أن تصعد إلي جبل عرفات كانت لها وصية أخيرة.. وصية الأمومة.. وصية الرحمة.. وصية الأم المصرية دوماً وأبداً لأبنائها.. "يا أولادي لا أعلم إذا كنت سوف أعود أم لا.. ولكن أوصيكم أن تكونوا يداً واحدة في حياتكم.. خدوا بالكم من بعض وماتزعلوش بعض..".

والحاجة أفندية من المنوفية صاحبة هذه الرسالة صعدت في أعقابها إلي جبل عرفات ولم تعد فقد كانت هناك الخاتمة وما أجملها وأروعها من خاتمة.. كانت النهاية كما تمنتها.. كان التضرع إلي الله فوق جبل عرفات وكان اللقاء مع الله فوق جبل عرفات.. وكان حسن الختام.

ووصية الحاجة أفندية هي حديث مواقع التواصل الاجتماعي.. هي الوصية الخالدة للتاريخ.. ولكل الأجيال القادمة.. وصية حملت في أعماقها تلخيصاً ودرساً لمعني وقيمة الأسرة.. يا أولادي كونوا سنداً لبعضكم البعض.. ففي الأخوة قوة.. وفي الأخوة كل حياتي.. والأخ لم يسم بأخ إلا لأنه عند وقوع الأزمات فإن أول كلمة ننطق بها هي "أخ".. أين أنت يا أخي.. لا يوجد في الحياة ما هو أهم وأبقي من الأخ.. ومن الأخت.. وما أجمل وصية الحاجة أفندية.. الوصية لم تكن لأبنائها فقط.. الوصية لنا جميعاً.

*

ومن الحاجة أفندية ودعوتها لأبنائها بأن يكونوا جميعاً علي قلب رجل واحد إلي وصية أخري واجبة علي العرب في الوقت الذي يتعرض فيه لبنان الشقيق لتهديدات بعمليات عسكرية إسرائيلية في الجنوب اللبناني.

إن لبنان الكرامة.. لبنان العزة والشموخ.. لبنان الحضارة والتاريخ يواجه الآن خطر امتداد الحرب إلي أراضيه. ويواجه وهذا هو الأسوأ موقفاً أمريكياً متخاذلاً لا يستطيع منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الهجوم علي لبنان لتدمير قواعد حزب الله في الجنوب..!

وكما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في إيقاف الحرب الدائرة في غزة فإنها لن تتمكن من منع نتنياهو عن استكمال مغامرته في لبنان.. أمريكا فقدت قدراتها وسيطرتها السياسية علي العالم.. وفشلها في الشرق الأوسط هو عنوان المرحلة الجديدة التي ستشهد بداية النهاية للامبراطورية الأمريكية.. وإن كان كل ما يعنينا الآن هو إنقاذ لبنان وليس واشنطن..!

*

ونعود لحواراتنا الداخلية ونبدأ بقضية كل عام المتعلقة بالزيادات الكبيرة في رسوم المدارس الخاصة والدولية والأجنبية.. وهي رسوم لا أحد يستطيع أن يجادل ويناقش فيها.. فالرد معروف مسبقاً.. إذا لم تكن قادراً علي سداد الرسوم فلماذا الإصرار علي إلحاق أبنائك بهذه المدارس..! وطبعاً لا توجد إجابة.. وادفع بالتي هي أحسن.. والغالي علي أية حال ثمنه فيه..!

*

وماذا عن تفسير الأحلام؟ ذهبت أسأل من يدعون القدرة علي تفسير الأحلام.. رأيت حلماً.. فما هو تفسيره؟ ووجدت لدي كل واحد منهم ولمست كلاماً مقنعاً ولكن تفسيراً مختلفاً.. لم يكن هناك إجماع أو رأي مشترك.. وقررت أن أقوم وحدي بتفسير الحلم.. وأفضل تفسير هو تجاهل الحلم ونسيانه.. واللي يكون يكون.. واللي يحصل يحصل.. كله بأمر الله.

*

وفي أحد شوارع مدينة نصر.. أتي أحدهم ووضع سيارته وراء العديد من السيارات وانصرف.. خمس دقائق ولم يأت.. نصف ساعة ولم يظهر.. وبعد أكثر من ساعة حضر ونظر إلي المحتجين والغاضبين من أصحاب السيارات الذين عجزوا عن التحرك وانتظروه طويلاً.. ولم يبد أسفاً أو اعتذاراً.. وأشاح لهم بيديه أيضاً وهو ينصرف.. وكأنه لم يفعل شيئاً..! قلة ذوق.. وقلة تربية.. وقانون غائب عن انضباط الشارع واحترامه..!

*

ولا حديث في الشارع الرياضي إلا عن مباراة القمة القادمة بين الأهلي والزمالك يوم الثلاثاء القادم خاصة مع إعلان نادي الزمالك عزمه عن خوض لقاء القمة رافعاً شعار "الكرامة أهم من الخسائر"..! وتهديد نادي الزمالك بالانسحاب لن يستمر طويلاً.. كلها حرب أعصاب ومناورات والنتيجة معروفة مقدماً في كل الحالات..!

*

والبطولة الأوروبية في كرة القدم.. بطولة خاصة لأغنياء العالم.. بطولة للدول "المستريحة" اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ورياضياً.. كل حاجة في البطولة حلوة.. الناس حلوة.. والملاعب حلوة.. وكرة قدم حلوة.. والفرحة علي كل الوجوه.. ناس من عالم آخر في عالم آخر.. ناس عايشة الحياة كما ينبغي أن تكون.. وكرة القدم لديهم لها أيضاً طعم آخر.. دول أشبه بالناس الرايقة بتوع الساحل عندما يلعبون كرة القدم "بالمايوهات"..! حاجة استعراض واستمتاع..!

*

واللهم لست قوياً بغيرك. ولا قادراً إلا بك. ولا منصوراً إلا بقدرتك وحدك. فكن بجانبي واجعلني في عنايتك دائماً. لا عزة لي إلا بك. ولا حياة في إلا بنور رحمتك. سبحانك ربي العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

*

وأخيراً:

** لم يكن سهلاً ما عشناه.. لكننا قاومنا.

*

** والإنسان الذي تربيه المصاعب
لن يكون تلميذاً لأحد.

*

** والإنسان لا يكبر بالسنين
وإنما يكبر بالهموم والإهمال والتفكير.

*

** وحاور من يضيف لحياتك
متعة وانشراحاً.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية