تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الذكاء الاصطناعي بين المصطلح والمفهوم
في عصرنا الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) من أهم التكنولوجيات التي تؤثر على مختلف مجالات الحياة، من الصناعة والطب إلى التعليم والاقتصاد وغيرها.
ومع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي، فقد دعت الضرورة أن تواكب الجامعات هذه التكنولوجيا وتأهل أعضاء هيئة التدريس والطلاب لاستخدامها بشكل فعال.
إن الجامعات تعد من أهم المؤسسات التي يجب أن تواكب الذكاء الاصطناعي، فهي تلعب دورًا هامًا في تطوير البحث العلمي والابتكار.
ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للجامعات،تحسين جودة التعليم، من خلال توفير محتوى تعليمي تفاعلي يناسب احتياجات الطلاب. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم البحث العلمي، من خلال تطبيقاته المختلفة، مثل تحليل البيانات الكبيرة وتحديد الاتجاهات الجديدة وغيرهما، فضلا عن إن استخدام الذكاء الاصطناعي يتيح تطوير تطبيقات جديدة في مختلف المجالات.
والسؤال يطرح نفسه، فكيف يكون تأهيل الأساتذة وكيف يكون تأهيل الطلاب؟ وأيهما اولاً؟
فعلى الرغم من إننا جميعا نستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي منذ أمد بعيد، مُتَضمنة داخل برامج يستخدمها المتخصصون في تخصصات عديدة، إلا إن ذلك لا يسمح أن يطلق البعض على نفسه إنه عالم في الذكاء الاصطناعي.
فوراء بعض التطبيقات التي اعتدنا أن نستخدمها يوميا في مجالات أعمالنا، التي تعد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، هناك جهد جهيد تَحَمَّله المطورون، سواء العاملون في مجال علوم البيانات Data Science أو في مجالات تعلم الآلة Machine Learning لما في ذلك من صعوبات تطوير الخوارزميات المختلفة للتعامل مع أنماط البيانات المنتظمة Structure أو في مجالات التعليم العميق Deep Learning وما يتعلق بها من مشكلات للتعامل مع أنواع البيانات غير المنتظمة unstructur وما يلاقيه المطورون من عناء في تطوير ما يعرف بالشبكات العصبية الزائفة ANN وغيرها.
ولكي يتمكن الأساتذة والطلاب من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، والبحث في دروب الذكاء الاصطناعي، يجب تأهيلهم بشكل جيد. الأمر الأهم هو تشجيع الأساتذة والطلاب على الابتكار وتطوير التطبيقات الجديدة.
لابد أن نعي جميعاً، إن هناك فرق بين من يستخدم أحد نماذج الAI ومن قام بالفعل بتطوير هذه النماذج!
وهل من حق من قام باستخدم أحد النماذج الجاهزة، كنموذج "SLEUTH" على سبيل المثال، الذي تم تطويره بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن يعتبر نفسه مفجر ثورة الذكاء الاصطناعي! أو أن يكون بمثابة ال SLEUTH Man! إن هناك تحديات أخلاقية باتت تهدد الجامعات، سواءً في استخدام بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، دون الاهتمام بدقة البيانات أو اختبار صحتها، بما يمثل اصول للبحث العلمي أو بالتعدي على خصوصية وملكية البياتات.
ومن جانب آخر، فقد يكون إصرار البعض على تسجيل رسائل علمية، تحمل عناوينها "الذكاء الاصطناعي"، دون خبرة كافية، او وجود أحد المتخصصين ضمن لجان الاشراف من مقوضات البحث العلمي.
من المقبول تواكب الجامعات الثورة التقنية، لكن من المستهجن أن يتم القفز على علم له أسسه ومقوماته، دون إحراز الخبرات الكافية.
حفظ الله مصر وحفظ الجامعات.
كاتب المقال: أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية