تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
العيد الوطني الصيني لجمهورية الصين الشعبية: ذكرى المجد وملحمة الحاضر والمستقبل
تحل اليوم الأول من أكتوبر 2025 الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، فهذه المناسبة تتجاوز كونها احتفالاً سنوياً لتتحول إلى شهادة حية على مسيرة أمة نابضة بالحياة قادرة على إعادة رسم ملامحها، حيث صاغت لنفسها مكانة رفيعة على خريطة العالم اليوم.
فمنذ أن أعلن الزعيم الصينى ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية في ميدان "تيان آن من" عام 1949، وذلك بعد انتصار الحزب الشيوعي في الحرب الأهلية ، دخلت الصين عصرًا جديداً من السيادة والوحدة الوطنية، وكان ذلك الإعلان بمثابة بزوغ فجر جديد ، وفتح الطريق أمام تنمية شاملة ومتواصلة، أدت إلى نهضة اجتماعية وزراعية وصناعية وتكنولوجية ممتدة ماثلة للعيان حتى يومنا هذا.
مما جعل الأول من أكتوبر من كل عام عيدًا وطنيًا يُحييه الشعب الصيني بفرح واعتزاز، حيث يُعطل دولاب العمل فى الدولة الصينية لمدة أسبوع كامل يُطلق عليه "الأسبوع الذهبي"، وتتزين المدن والقرى بالاحتفالات الرسمية والشعبية،و يكتسي ميدان "تيان آن من" أكبر ميادين العالم بالأعلام الحمراء وتقام مراسم رفع العلم الوطني عند بزوغ فجر الأول من أكتوبر، بينما يتجمع عشرات الآلاف من الشعب الصيني لتحية العلم في مشهد مهيب يُجسد مشاعر الولاء والانتماء والاعتزاز بالصين الوطن.
كما تتزين العاصمة الصينية بكين بباقات الزهور العملاقة التي أصبحت رمزاً للوحدة والازدهار، بينما تتحول شوارع البلاد إلى مسارح مفتوحة للعروض الثقافية والفنية والموسيقية، بينما تغص المتنزهات والمنتزهات السياحية بملايين الزوار الذين يستغلون عطلة الأسبوع الذهبي للسفر والترحال وصلة الأرحام لتجدد شعور الولاء والانتماء للصين ابتهاجًا بقدوم هذا اليوم الوطني الخالد، ليتحول هذا العيد الوطني إلى كرنفال جامع يختلط فيه الطابع الرسمي بالشعبي ويرسم فى الأذهان لوحة فنية رائعة تظهر أمة صينية واحدة متلاحمة ومتماسكة تخطو نحو المستقبل بعز وافتخار لتنثر على ربوع العالم روح المحبة والسلام والعيش المشترك للبشرية.
حيث يُعد العيد الوطني لحظة لتأمل مسيرة التحولات العميقة التي شهدتها الصين منذ تأسيسها فقد حققت الصين خلال ستة وسبعين عامًا قفزات هائلة حيث أصبح اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، وفى مجال الصناعة والتكنولوجيا تحولت الصين من "مصنع العالم" إلى مركز ابتكار عالمي يقود ثورات في الذكاء الاصطناعي والفضاء والاتصالات، وفى مجال التنمية المستدامة أصبحت الصين رائدة في الطاقة المتجددة والتشجير وحماية البيئة ، وكل هذه الانجازات الرائعة تجعل الاحتفال بالعيد الوطني مناسبة للمجد والافتخار بقيادة الحزب الشيوعى وتجديد الثقة فى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية كنموذج وطنى ناجح للإصلاح والانفتاح وملهم لدول الجنوب العالمى.
أما خارج الصين فيتم الاحتفال والاحتفاء بالعيد الوطنى من خلال قيام السفارات والبعثات الدبلوماسية الصينية في مختلف عواصم العالم بتنظيم احتفالات يحضرها قادة ومسؤولون بارزون في تلك الدول، حيث يُعبّر الضيوف عن تقديرهم لدور الصين المتنامي على الساحة الدولية وشراكاتها الاستراتيجية، وذلك في اعتراف بمكانة وقامة الصين التي أصبحت لاعبًا محوريًا في موازين السياسة والاقتصاد الدوليين.
وفى ذات الوقت يشكّل العيد الوطنى للصين محطة لتجديد الالتزام بالأهداف الكبرى التي رسمتها الصين لنفسها في خلال مائة عام حتى 2049، حيث تطمح الصين إلى بناء دولة اشتراكية حديثة، قوية ومزدهرة، وقادرة على الإسهام في صياغة نظام عالمى جديد أكثر عدلًا وتوازنًا وسلامًا.
إن الاحتفال بالذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هو انعكاس لمسيرة حضارية متجددة ومتواصلة، يبعث برسالة أمل إلى العالم بأن التعاون بين الأمم هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية والمشتركة والسلام المستدام ورسالة سياسية واقتصادية إلى العالم بأن الصين ماضية فى طريقها بخطى ثابتة نحو المستقبل بعد أن أصبحت حجر الزاوية في معادلة الاستقرار والتنمية العالمية.
وبهذه المناسبة أتقدم بخالص التهنئة القلبية لجمهورية الصين الشعبية شعبًا وحكومة وقيادة لأعبر عن تقديرى العميق للصداقة الراسخة والتعاون المُثمر مع الصين متمنيًا لجمهورية الصين الشعبية كل التقدم والازدهار.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية