تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > الدكتور أحمد الطيب > فرصة لترسيخ التسامح والمحبة والتواصل

فرصة لترسيخ التسامح والمحبة والتواصل

أتقدَّم بأجمل التهانى وأطيب الأمنياتِ للسَّيِّد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإخوته من الملوك والرؤساء والأمراء العرب والمسلمين.. بحُلول شهر رمضانَ الكريمِ المبارك لعام أربعمائة وأربعٍ وأربعين وألفٍ من الهجرة النبويَّة.. أعاده الله علينا وعليكم، وعلى شعوب أُمَّتنا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، باليُمنِ والخير والبركات، والأمنِ والأمان والقوة والازدهار.

 

إنَّ هذا الشهر الفضيل نعمة مَنَّ الله أنعم بها على عباده المؤمنين، وقد اختصه الله بفضائل لا تحصى، والتى ينبغى ألا تغيب عن عقل الإنسان المسلم، بل عليه أن يعُدَّ لها العدَّة ويجهِّز لها النفس أيَّما تجهيز، حتى لا ينتهى رمضان إلا وقد حقق الاستفادة الأكمل من هذا الشهر الذى تتنزل فيه الرحمات والبركات ويغفر الله فيه الذنوب والخطايا، وتتضاعف الحسنات، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين، وآيات القرآن وأحاديث نبينا المصطفى الكريم تزخر وتشهد بما لهذا الشهر من خير عظيم وفضل كبير. ها نحن نستقبل رمضان المبارك، شهر الطاعات، شهر التزود من الخير والإكثار من العبادة ونسيان المادة وعلو الإيمان والخنوع إلى الخالق سبحانه، شهر الصيام والصلاة والقيام، اجعلوه مُكفرًا للذنوب واجتنبوا فيه الكبائر، ولا تسمحوا لأحدٍ بأن يضيع عليكم نفحات هذا الشهر المبارك، احفظوا عقولكم وعقول أبنائكم، واستثمروه فى الطَّاعة والعبادة والتقرب الى الله.

وأُوصيكم بأن نجعل من شهر رمضان الكريم فرصةً لنا جميعًا لترسيخ مشاعر التسامح والمحبة والتواصل فيما بيننا، وأن ننبذ ما بيننا من خلافات وتشاحنات، وأن يكون فيه حافزًا لنا لنستعيد الكثير من أخلاقياتنا الإسلامية التى أصبحت مجتمعاتنا تئنُّ من وطأة الافتقاد إليها، وأن ندعوه تعالى أن يتقبل صيامنا وصلاتنا ودعاءنا طمعًا فى رحمته، وأن يختص الله تعالى البشرية جمعاء برحمته وكرمه، وينقذها من كل ما تمر به من حروب وصراعات وأزمات أرهقتنا جميعًا على مدار السنوات القليلة الماضية.

كما أوصيكم أيضًا بأن تحافظوا على صلواتكم وعباداتكم فى هذا الشهر الكريم، الذى تتعدد خصائله، وتتنوع فضائله، ففيه نزل «القرآن الكريم»، ذلك الكتاب الذى حرَّر ضمير الإنسان من عبادة الأحجار والحيوانات والأشخاص، وعَقله من الأوهام والأساطير والخرافات، وتسامى بنفسه ومشاعره فوق رهق المادَّة وعبوديَّة الغرائز، وإغراء الشهوات واسترقاقاتها، وهذا الكتاب المجيد صنع رجالًا، بل صنع أمة نقلها -على ضعفها وبساطتها ورثاثة حالها- من المحليَّةِ إلى العالميَّةِ فى غضونِ عقودٍ قليلةٍ، واستطاعت أن تنشر فى شرقِ الدُّنيا وغربِها حضارةً لا يزال دَيْنها ثقيلًا فى أعناقِ صُنَّاع حضارة اليوم، ورموزِها وفلاسفتها وعلمائها ومفكريها، وكانت حضارةً معجزة بكل المقاييس لا يزال علماء التاريخ فى الغرب قبل الشرق فى حيرة من أمر تفسيرها، فلتجعلوا لأنفسكم وردًا يوميًّا لتلاوته والتفكر فيه.

ولا يفوتنى، ونحن فى أول يوم من أيام هذا الشهر الفضيل، أن أذكِّر نفسى وإياكم، بأن نجعل إخواننا الفقراء والمساكين دائمًا نُصبَ أعيننا، وأن نؤازرهم، ونشد على أيديهم، ونتألفهم، ونرحمهم، وأن نكون لهم دائمًا العون والسند فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تعصف بنا جميعًا من ارتفاع فى الأسعار وصعوبةٍ فى المعيشةِ، وأزمات عالمية متعاقبة ضربت أمن واستقرار العالم، وأدَّت لنقصٍ حاد فى الكثير من البضائع والسلع، مقتدين فى ذلك بقول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «مثلُ المؤمنين فى توادُّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وأخيرًا -وليس آخرًا- أودُّ أن أوجه رسالة قلبية إلى إخواننا من السادة التجار وبائعى السلع، بأن يتقوا الله فى إخوانهم وأبنائهم، وأن يعلموا أن رفع الأسعار، واحتكار السلع وغيرها من السلوكيات التجارية المحرمة، إنَّما هى جرم عظيم يلحق الضرر الكبير بحياة الناس ومعاشهم، وأن هذا الضرر حتمًا سيمتد يومًا وتتسع دائرته ليشملهم هم أنفسهم، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الجريمة، حين قال: «مَن دخل فى شىءٍ من أسعار المسلمين ليغليَه عليهم كان حقًّا على الله تبارك وتعالى أن يقعدَه بعظم من النار يوم القيامة».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية