اليتم ليس فقط من فقدان الوالدين، بل هو أيضا مرحلة تتطلب من المجتمع توفير الرعاية الشاملة لليتيم. العناية باليتيم واجب ديني وإنساني، ويجب أن يتم توفير بيئة من الدعم النفسي والمادي والتعليمي له ليكبر ويحقق النجاح في حياته. واليتيم في اللغة هو "من فقد والده قبل أن يبلغ سن الرشد"، ويطلق عادةً على الطفل الذي فقد والدته أو والده (أو كليهما) في فترة الطفولة. واليتيم في الشريعة الإسلامية هو الطفل الذي فقد والده قبل أن يبلغ سن الرشد أو الاحتلام. وقد حث الإسلام على إكرام اليتم وذكر ذلك كثيرًا في القرآن الكريم، مع التأكيد على ضرورة العناية باليتيم ورعايته.  وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو إلى التعامل مع الأيتام بالرحمة والعطف. قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  (البقرة: 220). "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" (الضحى: 9). وقد جاء في الحديث الشريف:   "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"، وأشار النبي ﷺ بإصبعيه السبابة والوسطى. - ويجب مراعاة أمور عديدة في التعامل مع اليتيم من جوانب عدة وتتلخص في  1. الرعاية العاطفية:    اليتيم يحتاج إلى الدعم العاطفي والاهتمام الذي يعوضه عن فقدانه لوالديه. يجب أن يشعر اليتيم بالأمان والمحبة والاحترام من قبل المحيطين به، ويجب أن يُعطى مساحة للتعبير عن مشاعره وحاجاته. 2. الرعاية المالية: يجب توفير احتياجات اليتيم الأساسية، من طعام وملبس وتعليم. كما يجب على المسلمين التأكد من أن الأموال التي تُعطى لليتيم تُستخدم بالشكل الصحيح، بعيدًا عن الاستغلال أو التلاعب. 3. التربية والتوجيه:    يُفضل إتاحة الفرصة لليتيم لتنمية مهاراته وإمكاناته. كما يجب توفير البيئة التعليمية المناسبة التي تشجعه على التعلم والنمو بشكل صحي. على المُربين والمجتمع أن يقدموا الدعم لليتيم ليكون شخصًا ناجحًا في المستقبل. 4. عدم التفرقة:    يجب أن يُعامل اليتيم معاملة لا تُظهر تمييزًا بينه وبين الآخرين. فلا يجوز إهانته أو التقليل من شأنه. بل على العكس يجب دمجه في المجتمع والاهتمام به كأي طفل آخر. 5. الرحمة والحنان:    يحتاج اليتيم إلى الرعاية والرحمة من المحيطين به، ولابد من عدم قسوته أو إهماله. ويجب على الوالدين أو من يرعى اليتيم أن يكونوا حريصين على توفير الحنان والحب. 6. مراعاة حقوق اليتيم:    لا يجوز أبدًا أن يُستغل اليتيم ماليًا أو يُحرم من حقه في ميراثه، بل يجب الحفاظ على حقوقه وتقديمها له بشكل كامل كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية. 7. توجيهه بشكل إيجابي:    يجب تحفيز اليتيم على الالتزام بالقيم والمبادئ الدينية والاجتماعية، مع تعزيز ثقته بنفسه وإعطائه الأمل في الحياة.