تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

محمد عبد المنعم «٢»

لا أخفى على حضراتكم أننى فى عهد رئاسته لمجلس إدارة روز اليوسف وجدت أننا تحولنا من حال إلى حال، كنا نرى الأبهة فى دور الصحف الكبرى  خصوصًا الأخبار والأهرام ووسائل الاتصال الأحدث فى العالم ولا نستمتع بها فى مؤسستنا الجميلة، ولكن مع مجىء الكاتب الكبير تبدلت الأحوال وانقلبت للأفضل. ولا أقول فى وسائل التواصل والأجهزة الحديثة فقط، ولكن الأجمل أن التواصل على المستوى الإنسانى كان هو الأفضل على الإطلاق. 

صحيح أننى لم أدخل مكتب عمنا الكبير على الإطلاق، ولكننى كنت مستمعًا جيدًا له فى جلسات نادى الصحفيين، واكتشفت معنى أن تكون إنسانًا، بل وكيف تكون أستاذًا، فالأستاذ ليس هو من يعلمك درسًا فى تخصص ما، ولكن الأستاذ هو من يقوم بمتابعتك واحتضانك ووضعك على طريق التألق والنجاح، وتجده الأسعد بكل خطوة لك إلى الأمام والدافع لك لكى تحقق المزيد، والسند الأكبر إذا ما أعطتك الحياة الوجه البلاستيكى، وقد وجدت محمد عبد المنعم يمارس دور الأستاذ مع كل من اقترب منه.. وأكاد أقول إنه آخر معلم صحفى أدى هذا الدور. 
 

عمنا وأستاذنا الخال الجميل الرجل الذى غطّى حروب مصر فى العصر الحديث  لم ينسَ الخطط وقت  السلم، فقد أجبره السعدنى الكبير على العودة إلى التخطيط من أجل أن يجد ثغره ينفذ منها ليجد لنفسه مكانًا فى عالم الكلام الذى كان السعدنى يمثل فيه الدولة العظمى، ومن حُسن حظ رواد مجلس السعدنى أن الأستاذ كان يحضر تقريبًا كل أربعاء بصحبة عمى عادل إمام، وذات مرة وجّه لى الأستاذ الكلام، وإن شئت الدقة العتاب قائلًا: يا أخى ابقى عدى مرة ع المكتب اقعد معايا.. ولم يمنحنِ العدول الوقت للرد.. فإذا به يضرب كفًا بكفٍ ويرفع حاجبه وينظر إلى شخصى الضعيف، وكل مجلس السعدنى يتابعه وهو يقول علىّ الطلاق على رأى عم محمود.. دى هزلت، أول مرة أشوف رئيس مجلس إدارة يقول لصحفى عنده يا اخى ابقى مر علىَّ. 

وبالطبع انفجر الجميع ضحكًا من الأعماق، ودار حوار طويل بين السعدنى وعادل إمام بعد أن انصرف الأستاذ حول الظلم البين الذى وقع عليه عندما شغل منصبًا فريدًا وهو السكرتير الصحفى للرئيس مبارك، وحكى السعدنى عن المتآمر الأكبر الذى لم يهدأ له بال حتى أقصى الأستاذ محمد عبد المنعم عن المنصب، لأنه فى مجال الإعلام لا يسمح لأحد بأن يقترب وخصوصًا من الرئيس، ومع ذلك احتفظ الرئيس بكامل الود والاحترام للأستاذ الذى أشهد بأنه ظل وفيًا للصداقة التى امتدّت بينه وبين مبارك منذ زمان بعيد. 

وتبدلت أحوال مبارك وتبدلت مواقف الكثيرين إلا الأستاذ، ظل على العهد وفيًا.. نسأل الله الرحمة والمغفرة لمبارك والسعدنى والأستاذ محمد عبد المنعم، والصحة والعافية للعدول المبهج الجميل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية