مرت الذكرى الـ ٩٥ لميلاد أبو المسرح المصرى وصانع البهجة المنتج والمؤلف سمير خفاجى مع الأسف دون أن يتذكره أحد ومن حسن الحظ أننى عرفت هذا الرجل ولى من العمر أربع سنوات، حيث كنت أقطر العم صلاح رحمه الله فى حله وفى ترحاله.

 وكان الثلاثى الأروع عادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدنى يقطرون بدورهم سمير خفاجى الرجل الذى سبح ضد التيار السائد فى الستينيات حين تبنت الدولة الفنون بمختلف ألوانها باعتبار أنها سلعة ضرورية ينبغى دعمها وتوفيرها للمواطن فالفن غذاء للروح والعقل معًا.
 

 ورغم ذلك أنشأ سمير خفاجى أول فرقة مسرحية للقطاع الخاص وقدم أجيالًا لا يمكن أن تتكرر حتى الدولة بإمكانياتها العظيمة لم تستطع أن تنافس سمير خفاجى،

ولكن كيف أمكن لهذا الفتى النبيل القادم من طبقة ثرية مرتاحة أن يغامر ويتجه إلى صناعة البهجة الحقيقية أن للعصر الملكى الذى ظلمناه فى بعض الأمور فضلًا لو تعلمون عظيمًا.

سمير خفاجى وجيله بأكمله كان يسكن مع أسرته فى بيت يطل على قصر الأميرة شويكار وهو مقر رئاسة الوزراء الآن، نسأل الله ألا تطاله آلة الهدم، وفى هذا القصر كان اللقاء الأول بين سمير خفاجى الطفل الصغير وعالم الفنون والجنون، حيث كانت أشهر فرق الموسيقى والباليه فى العالم تستعرض فنونها على شرف الملك فاروق.

 وكان خفاجى وكل أصحابه من سكان العمارة يتسللون إلى سطح العمارة لكى يشاهدوا شأنهم شأن الملك فاروق هذه العروض الفنية التى غرست فيهم عشق الفنون واكتشف أبوه الموظف الكبير بأحد البنوك أن ابنه سمير يميل إلى فنون الخواجات فمنعه من الذهاب إلى السطوح.

 وعندها قرر خفاجى أن يتجه إلى شارع الفن عماد الدين وهناك التقى بنجيب الريحانى وعشقه وطلب منه أن يكتب له ع الأوتجراف كلمة فاستجاب له الريحانى وكتب: "الصدق سر النجاح" . 

منذ ذلك اليوم قرر خفاجى أن يسير على درب الريحانى ومن حسن حظه أن أم كلثوم كتبت له كلمة هى الأخرى عبارة عن إمضاء وقالت له:
أوعى تستخدمها فى حاجة كده ولا كده
وضحك خفاجى، وقال: دى كنز لوحدها،

وبالطبع كان خفاجى يذهب إلى المسرح وإلى حفلات الغناء فى الخباثة دون أن يخبر الأهل حتى جاء يوم فضحته سيدة الغناء العربى. 

وللحكاية بقية