تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نداءات إيجابية من مصر أرض السلام
تعشق مصر التحدى وأن لم تجد من تتحداه تتحدى نفسها، لتثبت للعالم ان جذورها الحضارية لاتزال قادرة على الابداع، وهاهى تقدم واحدة من أفضل المؤتمرات الدولية، على ارض مدينة السلام شرم الشيخ، والتى تمتد جلساتها حتى نهاية الاسبوع الحالي، واول مايترجم النجاح المصرى الذى لفت انظار العالم فى التنظيم لمؤتمر قمة تنفيذ الالتزامات المناخية، أن الجلسات كانت صريحة وكاشفة، وعبارات المتحدثين واضحة وقاطعة، فلم يعد ممكنا التساهل فى امر المناخ، الذى يمثل تهديدا للبشرية ولحقوق الاجيال المقبلة.
ويمكن القول إن المؤتمر نجح منذ جلسته الاولى فى أن يكون محور حديث العالم، وذلك بعد النداء الذى اطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى لانهاء الحرب الروسية الاوكرانية، فهذه الحرب ومالها من آثار سلبية على العالم كله بخلاف الدمار وتشريد الشعب الاوكراني، يزيد الاعباء على كاهل العالم الذى لم يعد يملك القدرة على مواجهة تلك التحديات الناتجة عن الحروب فى بقاع شتى من العالم، لذا فوجئ الجميع بدعوة الرئيس السيسى لسرعة انهاء الحرب واستعداده شخصيا وحثه لزعماء العالم ان يشاركوه السعى لانهاء تلك الحرب.
ومنذ اطلاق النداء والعالم كله يتحدث عنه، ويشيد به، حتى أنه تصدر اخبار تليفزيون البى بى سى وكان العنوان الابرز: السيسى افتتح القمة بأهم مايشغل العالم، واعتبرت صحيفة كراكوف بوست البولندية أن الرئيس المصرى وجه النداء المناسب فى وقت مصيري، لكن ديلى ستار البريطانية كانت أكثر جراءة فى تعليقها على دعوة الرئيس السيسي، اذ طالبت الدول الغربية الى السعى لانهاء الحرب سلميا كما دعا الرئيس السيسى بدلا من الاسلحة التى تتدفق على أوكرانيا لانها لم تفدها فى تحقيق نصر حاسم.
وتعددت ردود الافعال المرحبة بدعوة الرئيس من داخل روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة الامريكية وسياسيين واعلاميين من شتى انحاء العالم، الذين وجدوا فى هذه الدعوة طوق النجاة الى ينقذ العالم من أزمتى غذاء وطاقة، وينتظر ان تشهد الايام المقبلة تحركات ايجابية نحو تحقيق هذا الهدف الانساني، بعدما تأكد الجميع أن الحرب لاطائل من ورائها الاالخراب وتشريد البشر، لكن أبرز مايمكن التوقف امامه هو ثقة العالم فى الدور المصرى وما تتمتع به مصر من ثقل دولى مرجعه مصداقيتها وعلاقتها المتميزة مع الجميع، وتوالت نجاحات المؤتمر فى جلساته التى تناولت صلب القضية التى تهدد البشرية، واستوقفتنى الكلمات التى القيت من القادة وممثلى الامم المتحدة، وسأتوقف هنا امام بعض العبارات التى اراها كاشفة وحادة فى آن واحد، فكان الرئيس السيسى اول المطالبين بالمصارحة، وضروة الانتقال من الاقوال الى الافعال للتغلب على أزمة المناخ وتنفيذ اتفاق باريس، قال: إن شعوب العالم تنظر الينا وتريد تنفيذا ملموسا سريعا لاجراءات حقيقية ملموسة لتقليل الانبعاثات وتعزيز قدرتها على التكيف وضمان التمويل اللازم للبلدان النامية.
وهاهو الامين العام للامم المتحدة جوتيريتش يعلن امام القمة أن البشرية امام خيارين اما التعاون وإما الهلاك، اما تبنى ميثاق تضامن وإما ميثاق انتحار جماعي، وأشار الى ان العالم على طريق سريع الى جحيم المناخ واقدامنا على دواسة البنزين، وطرح جوتيريتش سؤالا على الحاضرين: قريبا سيصبح العالم 8 مليارات نسمة، وسيسأل أحدثهم ماذا فعلتم لعالمنا؟.
وسخر آل جور نائب الرئيس الامريكى الاسبق من تعامل العالم مع المناخ بقوله: نتعامل مع الغلاف الازرق الرقيق الذى يحمينا كما لو أنه شبكة صرف صحى مفتوحة، وكانت الجلسة الافتتاحية التى تسلم فيها سامح شكرى وزير الخارجية الرئاسة من الوك شارما شهدت عبارتين قاطعتين فى الدلالة على الازمة، الاولى اعتبر فيها شارما أن التقاعس عن العمل هو قصر نظر ولايمكنه الا ارجاء الكارثة.اما سامح شكرى فأكد أن الألعاب التى محصلتها صفر لايخرج فيها فائزون، ويمكن القول إن كلمة سيمون ستيل الامين التنفيذى لامانة اتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغيير المناخ، لخصت الازمة عندما قال: باريس اعطتنا الاتفاق وكانوفيتش وجلاسجو اعطيانا الخطة وهاهى شرم الشيخ تنقلنا الى التنفيذ، ولايمكن لاحد أن يكون مجرد راكب فى هذه الرحلة.
إن النقاش الجاد الذى شهده مؤتمر شرم الشيخ يعكس بوضوح ادراك العالم لخطورة الموقف ورغبته فى معالجة الازمة، وأن مؤتمر شرم الشيخ سيكون منصة الانطلاق نحو تنفيذ التعهدات فلم يعد العالم يملك رفاهية التأخير او التفكير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية