تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > اشرف محمود > مونديال الأندية.. مكاسب متعددة!

مونديال الأندية.. مكاسب متعددة!

انتهت مغامرة فريق الأهلى لكرة القدم فى مونديال الأندية بأمريكا، بعد ثلاث مباريات لم تكن الغلبة فيها للأهلى لكنه لم يخرج بخفى حنين، وبداية وجب تأكيد أن الأهلى لم يكن يمثل نفسه فى هذا المحفل العالمى وإنما كان سفيرا للكرة المصرية والإفريقية، ومن هنا فالاهتمام بمتابعته أمر حتمي، والأهلى ذاته يستحق الاهتمام كونه كبير الكرة الإفريقية والمتوج بأكبر عدد من البطولات القارية، وثانى أكثر أندية العالم تحقيقا للبطولات القارية بعد ريال مدريد الإسبانى، فضلا عن كونه ثانى أكثر مشاركة فى مونديال الأندية، وإذا ما توقف البعض أمام عدد المباريات التى خسرها فمردود عليه، بأنه أيضا ثانى فريق أكثر فوزا والثانى تسجيلا للأهداف بعد ريال مدريد، فى منافسات بطولة العالم للأندية فكلما لعبت أكثر كانت هناك نتائج لك وضدك.

هكذا هى الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، المهم أن تكون فى الصورة ومع الكبار، والأهم أن تحقق من خلال تلك المشاركات أهدافا أخرى أهمها الانتشار العالمى ليصبح اسمك متداولا مع كبار اللعبة عالميا وهذا فى حد ذاته إنجاز كبير، فالعالم كله بات يعرف من أندية مصر الأهلى بفعل مشاركاته المتكررة فى مونديال الأندية، ما ينعكس على الكرة المصرية ولاعبيها ومدربيها فى المنطقة العربية والقارة الإفريقية، فى عالم بات احترافيا فى كل شىء، ولم تعد ممارسته للعبات الرياضية أو مشاركات الفرق فى بطولات عالمية مجرد نزهة أو تجربة فنية فحسب وإنما وسيلة لضخ أموال فى خزانة النادى تمكنه من مواصلة السعى نحو تحقيق المجد الذى ينشده ويسعد جماهيره، فالإنفاق على الرياضة فاق إمكانات الأندية فى العالم، وباتت صناعة البطل الاوليمبى تتطلب إنفاقا يصل إلى عشرة ملايين دولار، وهو أمر يفوق قدرات الأندية والدول، من هنا ظهرت الرعايات من قبل المجتمع المدنى لتسهم فى إعداد الأبطال الموهوبين والمرشحين لإنجاز أوليمبى أو فريق كرة يحقق بطولات قارية، ويكفى للدلالة أن حجم الرعاية للنادى الأهلى تجاوز المليار جنيه، ولتأكيد أن البطولات الكبرى لم تعد مجرد تنافس رياضى وإنما مكاسب مادية ما ذكره الإعلامى الليبى حازم الكاديكى فى مقال له بصحيفة الكأس السعودية «أن مونديال الأندية الجديد تحترق فيها المستديرة بنار الاقتصاد وتتوهج الأحلام على إيقاع الأرقام».

ولعبت مشاركات الأهلى الدولية والقارية وفوزه بالمباريات دورا كبيرا فى إنعاش خزانته وتمكينه من جلب لاعبين مهرة، ليواصل السير على الطريق الذى اختاره لنفسه وصنع من خلاله إنجازاته، فكانت مشاركته فى مونديال الأندية الأخير التى لم يحقق فيها أفضل نتائجه واكتفى بتعادلين أولهما مع فريق إنتر ميامى الأمريكى الذى يقوده الأسطورة ليو ميسى ومعه كتيبة من أبرز لاعبى أوروبا حتى وإن تقدم بهم العمر أمثال بوسكيتس وسواريز، وتعادل أيضا مع بورتو البرتغالى بنتيجة كبيرة وهى الأولى فى مونديال الأندية والأولى لفريق عربى يسجل أربعة أهداف فى مرمى فريق أوروبي، وكان بإمكانه ان يخرج فائزا لولا هفوات آفة الكرة المصرية مرجعها غياب التركيز وفقدان الثقة بالنفس فى توقيتات مهمة من المباريات، ليستقبل أربعة أهداف تنتهى معها المباراة بالتعادل المثير 4/4، وكان بإمكان الأهلى أن يسجل عددا مماثلا من الأهداف لولا رعونة مهاجميه وإعلاء المصلحة الفردية على العامة، فالكل يود أن يسجل اسمه فى كتاب البطولة بإحرازه هدفا، أما مباراة بالميراس البرازيلى والتى خسرها الفريق 2/0، فكانت ناقوسا يوقظ اللاعبين وجهازهم الفنى لأدراك الخلل قبل فوات الأوان، وإذا ما أردنا خلاصة المشاركة المونديالية لسفير الكرة المصرية الأهلى فعلينا إن نتوقف أمامها بهدوء وجدية بعيدا عن العواطف والانتماءات، ودون تهليل أو تهويل، وهنا يمكن القول إن الإيجابيات تبدو أكبر بكثير من السلبيات وأول تلك الايجابيات ما تحصل عليه الأهلى من أموال بلغت 11.5 مليون دولار وهو رقم كبير يعوض الأهلى عما أنفقه فى تعاقداته الأخيرة، كما أنه لعب ثلاث مباريات مع مستويات أعلى ومدارس كروية مختلفة تمثلت فى ثلاث قارات أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، ولو أراد ان يلعب معها وديا فى القاهرة لتكبد مبالغ كبيرة، إضافة الى ما تحقق له من مكاسب إعلانية ودعائية فى البطولة سيجنى ثمارها حتما فى رعاياته الجديدة، إما السلبيات فكانت فى الفردية التى شابت أداء عدد كبير من اللاعبين فلم يقدموا مستوياتهم المعروفة، وأستطيع القول إن الأفضل من اللاعبين كانوا محمد بن رمضان وأحمد سيد زيزو ووسام أبوعلى وياسر إبراهيم وإليو ديانج وبعدهم مروان عطية وحمدى فتحي، أما الشناوى فارتدى قفاز الإجادة فى مباراة ميامى فقط، وربما حرم توقيت البطولة المدرب الاسبانى الجديد خوسيه ريبيرو فرصة تقديم رؤيته الفنية كونه لم يكن يعرف اللاعبين خصوصا الجدد، وإذا ما نظرنا إلى الإيجابيات والسلبيات سنجد الأولى أكثر من الثانية رغم عدم تحقق طموحات الجماهير، وعلى ذكر الجماهير وجب هنا توجيه التحية للجالية المصرية فى أمريكا ومن رافق الفريق من خارجها، حيث قدموا لوحة فنية راقية تعكس حضارة مصر ومكانتها الكبيرة، وترد علًى من شكك فى حضور مباريات الأهلي، لتكون مبارياته الأكثر إقبالا من الجماهير فى البطولة، ما أحدث حالة خاصة أبهجت كل المتابعين.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية