تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فى حضرة الخال فهمى عمر

شرفت بتلبية دعوة لزيارة قرية الرئيسية التابعة لمركز نجع حمادى محافظة قنا، من الإذاعى القدير الخال فهمى عمر، صاحب التاريخ الزاخر بالعطاء والإنجاز على الصعيد الإذاعى مهنيا من خلال تقديمه عشرات البرامج المنوعة والتى لاتزال تسكن وجدان المستمعين، فضلا عن كونه المذيع الذى بشر بثورة يوليو 1952 عندما قدم البكباشى محمد أنور السادات ليلقى بيان الثورة.

وإداريا عندما تولى رئاسة الإذاعة المصرية فكان أول صعيدى يتولى هذا المنصب، حيث تخرج تحت يديه مئات من المذيعين، والاجتماعى من خلال عضويته فى مجلس النواب لدورتين وعضويته فى المجالس المتخصصة ورئاسته لجنته ضبط الأداء الإعلامى الرياضى فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى دورته الأولى، ولجنة المعلقين والرياضة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مامكنه من تقديم خدمات جليلة لمجتمعه ووطنه، ولم يبخل بنصائحه حتى على الأجيال الجديدة التى ظهرت فى الأعوام الأخيرة، وأنا فى طريقى من الأقصر، الى الرئيسية بصحبة الدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة الأسبق، والمحاسب محمد عثمان هارون رئيس الاتحاد الرياضى العام للشركات، والكاتب الصحفى أيمن بدرة، سلكنا طريقا جديدا يربط الأقصر بقنا، اختصر المسافة الى اقل من ساعتين، وكانت فرحتنا كبيرة برؤية الزراعات على مساحات شاسعة فى مدن نقادة وقوص والمحروسة ودندرة والمراشدة والوقف، خصوصا قصب السكر الذى لم تغب قطارات أو جرارات نقله لمصنع نجع حمادى عن أعيننا، وشاهدنا النيل رائقا صافيا يعانق الجبل والخضرة ليكتمل مثلث الجمال الإلهى فى صعيد مصر، وما أن وصلت السيارة الى مشارف القرية كان مراسل الأهرام العمدة فريد بهاء شمروخ فى انتظارنا ليقودنا إلى حيث الساحة الهمامية التى يجلس فيها الخال فهمي، الذى تهلل وجهه برؤيتنا مرحبا بنا ترحيبا يليق بكبير هوارة، وامتد الترحاب بنا الى كل الحاضرين الذى هبوا للسلام علينا، وكنت أظن أن اللقاء سيكون مع الخال وعدد من أبناء عائلته، ففوجئت بأن عدد الحاضرين يتجاوز الثلاثمائة شخص، امتلأت بهم الساحة وقاعات الديوان الكبير، وتعرفنا على الحاضرين، وكان بينهم الجراح الكبير الدكتور أحمد فهمى عمر، والنواب اللواء خالد خلف الله، واللواء طارق رسلان عضوا مجلس النواب، ومدير مكتب الأهرام فى قنا الزميل أسامة الهوارى عضو مجلس الشيوخ، والدكتور فتحى عامر رئيس اللجنة التأسيسية لمجلس القبائل العربية، وعدد من المستشارين والضباط والإعلاميين يتقدمهم عمر همام ومحمد الابر ومحمد همام، ومحافظ المنيا السابق اللواء قاسم حسين، واللواء على مهران واللواء محمود عبداللاه واللواء أحمد عبدالله، واللواء محمد أسامة ونائب محافظ الأقصر الحالى الدكتور هشام أبو زيد، والدكتور محمد عبدالستار عمران وعدد كبير من الأطباء ووكلاء الوزارة لمختلف الهيئات الحكومية، يتقدمهم مدير الساحة أحمد رضا عمران، كلهم من أبناء الهمامية، لبوا دعوة كبيرهم الخال فهمي، وشاهدنا كيف يوقرونه ويقبل الكبار منهم رأسه، أما الشباب فيقبلون يديه بحب، وتسابق الجميع على الحفاوة بضيوف الخال، ولفت نظرى أن اطفالا كثيرين كانوا يمرون فى الساحة وهم يلقون النظر على الحضور، ومن المؤكد أن ذاكرتهم ستحتفظ بتلك الصورة التى شاهدتها أعينهم من الاحترام والتوقير بين الحاضرين لبعضهم البعض، ليتعلم النشء بطريقة غير مباشرة الأصول، التى هى القواعد الأساسية للتنشئة والتربية التى يرتكز عليها المجتمع، فالتربية عملية اجتماعية يقع عبء القيام بها على الأسرة والعائلة والقرية والمجتمع قبل المدرسة التى يدخلها الطفل فى السادسة من عمره، وما قبل دخول المدرسة تتحمل الأسرة مسئوليته من تقويم سلوك أبنائها، وتلقينهم بالمحاكاة قبل التعليم العادات والتقاليد التى تقوم على احترام الكبير والعطف على الصغير واحترام المرأة والفتاة، وتعكس تلك العادات طباع المجتمع وخلق أهله، وتشكل ثقافة عامة بين أفراد المجتمع وتتحول التنشئة من الفردية داخل الأسرة الصغيرة إلى عملية اجتماعية تشمل المجتمع كله سواء كان قرية أو مدينة، ومن هنا يمكن فهم أوجه الشبه التى تربط بين أبناء الصعيد من شماله الى جنوبه، إذ تصبح لهم تقاليد وعادات أشبه بالقوانين لايمكن لأحد أن يتجاوزها، ويحظى فيها العم والخال بذات التوقير الذى يلقاه الوالد، والحال كذلك بالنسبة للخالة والعمة، وكلاهما لهما مكانة الأم، وتتوارث الأجيال تلك المفاهيم والقيم والعادات جيلا بعد جيل، وكل فرد فى المجتمع يعرف دوره ومكانه الذى يجب ألا يتخطاه، وبالتالى يتحقق التوافق بين أفراد المجتمع وتسود المحبة بينهم والاحترام، بما يضمن التعاون والتضامن فى السراء والضراء، وتعزيز الانتماء للعائلة والقبيلة والوطن، وإعداد كل شخص لتحمل مسئولياته والقيام بدوره، ومواجهة ضغوط الحياة وأى مشكلات أو نزاعات تعترض طريقه، ليصبح عضوا فاعلا ومنتجا فى مجتمعه.

إن ما وجدته فى ساحة الهمامية من ألفة وتعاضد عكست خصوصية الهمامية منذ عهد جدهم همام شيخ العرب وأمير الصعيد وحتى الآن على يد حفيده فهمى عمر أكدت لى أن مصر بخير طالما تمسك أبناؤها بالأصول المتوارثة والعادات الايجابية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية