ستظل مصر منارة الشرق التي تضىء محيطها بل والعالم كله، وعلى مدى التاريخ قدمت مصر للعالم علماء في شتى علوم المعرفة، منهم من حصل على جائزة نوبل مثل الدكتور أحمد زويل، ومنهم صاحب أهم اختراعات علاج السرطان بجزيئات الذهب الدكتور مصطفى السيد، ومنهم نابغة الطب السير مجدي يعقوب ملك القلوب وأشهر جراحيها في العالم، والدكتور هاني عتيبة خريج جامعة الازهر اول طبيب غير بريطاني يترأس الكلية الملكية للاطباء والجراحين، والدكتور عادل محمود الذي اسهم في تطوير الأمصال، والمهندس حاتم زغلول ابن امبابة مخترع الواي فاي، وقبلهم الدكتور مصطفى مشرفة ابن دمياط احد العلماء السبعة الذين عرفوا سر الذرة، والعالمة سميرة موسى بنت قرية سنبو الكبرى مركز زفتى غربية أول عالمة ذرة مصرية وعربية واول من حصل على الدكتوراه في الإشعاع الذري، والدكتور فاروق الباز عالم فضاء واول عربي يعمل في وكالة ناسا الأمريكية، واخرون كثيرون ممن وهبهم الله حب العلم فتعلقوا به وتفوقوا فيه وباتوا علماء يشار اليهم بالبنان، وتفخر بهم مصر، التي لاتزال قادرة على أن تدهش العالم وتقدم لهم العلماء المتفوقين ليسهموا في بناء الانسان وتوفير سبل الحياة السعيدة لهم.

وأحد العلماء الذين سطع اسمهم في الفترة الاخيرة في امريكا هو الدكتور أشرف محمد راتب ابوكريشة ابن قرية نزلة عبد الله مركز ديروط محافظة أسيوط ـ تخرج في كلية العلوم جامعة الازهر، وبدأ حياته باحثا بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في مصر، وحصل على درجة الماجستير في الجيوفيزياء التطبيقية من كلية العلوم جامعة الأزهر، وحصل على الدكتوراة في العلوم الجيوديسية من قسم المساحة جامعة تشنغ كونغ الوطنية بتايوان في 2017، واختارته جامعة تكساس في 2018 ليعمل باحثا مشاركا في مكتب الجيولوجيا الاقتصادية في أوستن، وهو معروف بإسهاماته في مجال الهيدرولوجيا والجيوفيزياء، كما عمل في مجال التغيرات في تخزين المياه الجوفية واستخدام الأقمار الاصطناعية في مراقبة طبقات المياه الجوفية في الولايات المتحدة، وله ابحاث تتضمن دراسات عن هبوط الأراضي في دلتا النيل، واستخدم بيانات نظام تحديد المواقع وصور الأقمار الصناعية لتحليل التأثيرات البيئية.

وللدكتور أشرف دراسات حول تأثير المناخ والري على تقديرات الموارد المائية المستندة إلى منشورات علمية عن تعظيم استخدام طبقات المياه الجوفية في إفريقيا، وتسليط الضوء على أهمية الإدارة المستدامة للمياه، وهو أحد المتخصصين المعترف بهم في مجال الجيولوجيا الاقتصادية، وترتكز خبرته على تحليل الموارد المعدنية وتأثيرها الاقتصادي، ويشارك الدكتور راتب في البحث والتدريس، مما يسهم في إعداد جيل جديد من الجيولوجيين، كما يشارك في مشاريع بحثية تهدف إلى تحسين تقنيات استكشاف الموارد واستغلالها، وله مقالات تتناول تغيير المناخ وتحليل البيانات المناخية، وشارك في ابحاث تناولت أنظمة النقل الذكية باستخدام التقنيات المتقدمة لتحسين كفاءة واستدامة أنظمة النقل، ودراسات حول التأثيرات البيئية للانشطة البشرية الذي يعد امرا مهما في صياغة سياسات الاستدامة، وكلها ابحاث محكمة ومعترف بها عالميا، ماجعله مرجعا للمهتمين بالجيولوجيا الاقتصادية وتطبيقاتها العلمية في العالم.

أن الدكتور اشرف راتب نموذج مشرف لشباب مصر، ويجب ان تستفيد بلده من علمه، ومن المؤكد أن هناك مئات بل آلافا من الشباب الذين يمثلون الجيل الثامن من العلماء المصريين في الخارج ربما لانعرف عنهم شيئا لكن بالتأكيد أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعرفهم، ومن هنا أقترح تنظيم مؤتمر لعلمائنا في الخارج يكون شبيها بمؤتمر الشباب الدولي، يشارك فيه العلماء المصريون كل بعمله وتخصصه من خلال تقديم ورقة بحثية تتناول احد الموضوعات التي تهم مصر وتسهم في بناء جمهوريتها الجديدة التي تعنى ببناء الإنسان المصري، من خلال المبادرات المتتالية التي يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسي واخرها بداية، وكلها تصب في إيجاد حياة كريمة للمواطنين.

وأثق ان ابناءنا في الخارج من العلماء لن يقصروا او يتأخروا في تقديم الرأي والمشورة والعلم لبلدهم الذي ولدوا فيه وترعرعوا على ارضه وتعلموا في مدارسه وجامعاته، قبل أن يذهبوا الى اوروبا وامريكا ليستزيدوا من العلم ويبدعوا ويتالقوا ويتصدروا المشهد العلمي ويبهروا العالم بقدراتهم التي ترفع راية بلدهم، وتعكس حضارته التي دونتها كتب التاريخ كما حفظتها جدران المعابد في الاقصر قبل آلاف السنين، إن مصر التي كانت سباقة في علوم عدة منها الفلك والطب والتحنيط لقادرة على ان تبهر العالم كل يوم بما وهبها الله من كنوز ابرزها وأهمها الانسان المصري .