تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > اشرف محمود > سلوكيات مرفوضة وثقافة غائبة!

سلوكيات مرفوضة وثقافة غائبة!

سألنى صديق هل رأيت مايفعله جمهور ولاعبو المنتخب اليابانى بعد مبارياتهم فى مونديال قطر؟ أجبته بنعم، فزاد بسؤال اخر: والى أى شىء ترجع تلك التصرفات؟ قلت الى الثقافة، فارتسمت علامات الدهشة على قسمات وجه صديقي، الذى عاد لطرح سؤال اخر، وهل المعلومات والمعرفة تؤديان الى تلك السلوكيات الايجابية؟.

قلت ياصديقى الثقافة ليست مجرد معلومات تحشو بها رءوس البشر وانما هى سلوكيات وتراث وعادات وتقاليد متوارثة تنتقل من جيل الى جيل، فقال صديقى اذن هم يأتون بأفعال ايجابية بالفطرة، فصدمته بأن الثقافة مكتسبة وليست فطرية ولكن ايمان الشعوب بها والاصرار على سلوكياتها والالتزام بها فى كل وقت وكل مكان، حتى باتت من الامور الروتينية فى حياتهم فبدت وكأنهم مولودون بها، فمن يقول إن جمهورا لايغادر المدرجات الا بعد ان ينظفها ويعيدها الى الصورة التى كانت عليها قبل دخوله اليها، ولاعبون ينظفون حجرة الاستراحة قبل ان يغادروها، رغم ان الجمهور واللاعبين ليسوا مطالبين بذلك، فهناك من سيقوم بالمهمة بعد خروجهم، الا ان الثقافة التى شبوا عليها تحض على النظافة والانضباط والالتزام واحترام الآخر، وينصاعون للحكمة القائلة من أفسد شيئا فعليه اصلاحه، رغم ان ما نتج عن وجودهم فى المدرجات وغرفة الملابس ليس افسادا، ومع ذلك فهم ملتزمون به ويفعلونه عن طيب خاطر ويشارك فيه الكبير والصغير، والاجمل فى ثقافة اليابانيين انهم رغم الخسارة صفقوا لفريقهم تقديرا لجهده، فالتفت الفريق ومدربه ناحية المدرجات اليابانية وانحنوا احتراما للجماهير والدموع تتساقط من عيون غالبيتهم، فى مشهد راق يترجم مشاعر نبيلة بين الطرفين، وعاد صديقى ليسألني: اين نحن من هذه الثقافة وتلك المشاهد الراقية؟ فقلت له انها سلوكيات يكتسبها الانسان من بيئته المحيطة فى المنزل اولا ثم المدرسة والحى السكنى والجامعة والنادى والمسجد والكنيسة، وكل الاجواء التى تحيط بالفرد حيثما حل او رحل، تلك الثقافة التى تعنى العادات والتقاليد والاعراف والتراث والحضارة التى تحيط بمجتمع ما وترسم سلوكيات افراده الذين لايتجاوزونها التزاما بها، وتتوارثها الاجيال فى كل المجتمعات، وهو الامر الذى ينقص مجتمعنا المصرى والعربى ايضا، رغم أن لدينا عقائد واعرافا وتقاليد ضاربة فى الجذور، لكن الكثيرين منا أدمنوا تجاوزها ووجدوا فى التجاوز متعتهم الزائفة، فلايلتزمون بدور فى اى تعامل مع جهات رسمية يتطلب التعامل معها ترتيب الافراد، ولايحترمون قواعد المرور فتجدهم يقودون سيارتهم وكأنها مركبات فضاء لابد أن يفسح لها الطريق لتسبق الجميع فلا احترام لإشارة او لمسار طريق، فيتحركون كلما سنحت لهم الفرصة ولو من ثقب ابرة، دون مراعاة للأصول المرورية او للسرعات المقررة، ويتحرك المشاة فى اى وقت واى مكان، حتى لوكان طريقا سريعا كما هو الحال على الدائرى والمحور، وطريق السويس رغم اتساعه وخطورة عبوره، ولا آداب الطريق بعدم إلقاء المخلفات والقمامة فى نهر الطريق والاغرب ان هناك من يلقى قمامته بجوار صندوق القمامة وليس فيه، ولا حقوق الجار فتجد من يتعامل مع الجيران وكأنه يعيش فى جزيرة منعزلة لايعرف حق الجار فى نيل قسط من الراحة فى منزله دون اصوات مزعجة تنبعث من شقق جيرانه، او من يربى حيوانات فى منزله ولايتحكم فيها فتؤذى جيرانه، فكل هؤلاء لايرون الا انفسهم ومصالحهم الخاصة التى تعلو عندهم على المصالح العامة.

ومن المهم أن تقوم منظومة التربية والتنشئة والتثقيف وضبط السلوكيات بدورها حتى نستفيد بمبادرات من نوعية اخلاقنا الجميلة، وتجملوا بالاخلاق اللتين تبثان على قناتى سى بى سى ودى ام سى وقبلهما مبادرة وتزينوا بالاخلاق التى رعاها الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء فى الازهر الشريف، وكذلك مبادرة نبذ التعصب التى رعاها وزير الشباب والرياضة وكرم جبر رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام لكن المبادرات تحتاج إلى الاستمرارية حتى يمكن القول بملء الفم ان السلبيات اختفت او تراجعت الى الحد الادنى، الامر الذى يدعونا لا لإطلاق مبادرة جديدة تضاف الى ماسبق ذكره، وانما لدعوة اصحاب المبادرات أن يواصلوا ولاييأسوا او يملوا، وان ينضم اليهم كل المسئولين فى منظومة التنشئة المجتمعية كل فى موقعه ليتحقق المراد من رب العباد ويسود الالتزام حياتنا فى كل تفاصيلها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية