تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > اشرف محمود > العيد لن ينسينا أن العدوان مستمر

العيد لن ينسينا أن العدوان مستمر

جاء العيد واحتفل الصائمون بانتصارهم في جهاد النفس وطاعاتهم لرب العالمين بصيام الشهر الذي كرمه الله بأنه افضل الشهور واختصه بليلة خير من ألف شهر وكرمه بنزول القرآن الكريم فيه، وزاد بأن منح العباد مكرمة تتمثل في الزكاة التي يجب اخراجها قبل صلاة العيد لترسم بسمة على شفاه الفقراء والمحتاجين، ولتعم السعادة كل البشر في يوم الجائزة الذي يفرح فيه الصائمون بفطرهم، وتعم السكينة وتتزين الشوارع وينتشر الفرح وتجدد الامل وتمنح الناس طاقة ايجابية، وتدعونا صلة الارحام في هذه الايام الى مساندة اخوتنا في غزة الذين يواجهون حربا لاهوادة فيها من عدو يسعى الى ابادة شعب أو تهجيره من أرضه وارض اجداده.

 

واذا كان الصائمون لم ينسوا اخوتهم في غزة في دعواتهم التي ندعو الله ان يستجيب لها وينصر اخوتنا في غزة على اعدائهم، فإن الشركة المتحدة قدمت عملا دراميا تاريخيا اصابت به العدو وهزت الارض تحت قدميه ووثقت القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن، من خلال مسلسل مليحة الذي جاء في النصف الثاني من رمضان ليخطف الانظار ويجمع الاسرة العربية امام الشاشة في تضامن علني مع الاخوة في غزة ومع كل حلقة كانت الدعوات الى الله ان يغل يد المعتدي ويرد كيده الى نحره وينصر الغزاويين، ويرحم شهداءهم ويشفي مصابيهم، وكانت لفتة رائعة من المؤلفة رشا عزت الجزار والمخرج عمرو عرفة عندما لخصوا القضية في مقدمة كل حلقة من خلال سرد موثق على لسان الفنان سامي مغاوري ليتذكر من شغلته هموم الدنيا، وليتعرف الجيل الجديد على ما كان ليتضامن مع اخوانه في فلسطين حتى يحصلوا على حقوقهم باعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

وجاء العمل الدرامي متوازنا فلم تطغ الاحداث على بعضها فكانت القضية هي العنوان الابرز من خلال مشاركة فنانين عرب في مقدمتهم سيرين خاص التي ادت دور مليحة بنت فلسطين والتونسية مريم الفرجاني والفنانة اللبنانية ديانا رحمة التي قدمت دور جدتها، والفنان الاردني انور خليل الذي لعب دور جدها ليكونوا أسرة فلسطينية تعرضت عائلتها للتهجير الى ليبيا ومنها الى السلوم والقاهرة قبل العودة الى غزة واندلاع الحرب التي دفعت فيها غزة ثمنا باهظا من الشهداء والمصابين والمنشآت من مبان سكنية ومدارس ومستشفيات وجامعات ومساجد وكنائس، وحسنا ما شاهدته فى حلقة 7 ابريل من التذكير بمرور ستة شهور على اندلاع الحرب ورصدت الشاشة بالارقام اعداد الشهداء وصنفتهم اطفالا وسيدات ورجالا والمصابين ليتذكر العرب جميعهم ماتعرضت له ولاتزال غزة وسط صمت عالمي وعجز اممي عن ايقاف الحرب، ولايملك الشعب العربي الا الدعاء، وكتب على الشاشة عبارة ولايزال العدوان مستمرا. واذا كان رائعا ان تفاجئنا المتحدة بهذا العمل الدرامي الذي جاء موفقا في كل تفاصيله، وكان اداء الممثلين سلسا بعيدا عن الخطابة والانفعالات المفتعلة، ويمكن القول ان الاداء كان سهلا ممتنعا، فجاء ممتعا لتصل رسالته الى عقول وقلوب مشاهديه، وليؤكد للاشقاء في فلسطين ان مصر المهمومة دوما بالقضية الفلسطينية لم ولن تتخلى عنهم، وان دورها ليس قاصرا على الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي لاتترك مناسبة محلية او دولية الا وتتحدث فيها عن فلسطين التي باتت على اجندة العمل اليومي للرئيس عبدالفتاح السيسي وكل قطاعات الدولة المعنية بالسياسة الخارجية، الى جانب جهود مصر الجادة من اجل ادخال المساعدات الى اهلنا في غزة، ناهيك عن الملحمة الشعبية من اهل سيناء الذين تحدوا الواقع وساندوا اخوتهم من خلال مد كابلات كهرباء ووصلات مياه وتجهيز وجبات افطار ساخنة.

وهي ملحمة تستحق عملا دراميا يوثق علاقة الشعبين المصري والفلسطيني الضاربة في الجذور، فهي علاقة دم ومصاهرة وجيرة واخوة في العروبة والدين، واذا كنا نوجه التحية للمتحدة والمؤلفة رشا الجزار والمخرج عمرو عرفة والفنانين العرب فإن التحية واجبة لطاقم الفنانين المصريين الذين تألقوا في ادوارهم وقدموها ببراعة وفي مقدمتهم النجمة ميرفت امين والنجم الذي يخطو كل عام خطوات واثقة نحو القمة الفنان دياب، والعائد من الغربة امير المصري والمخضرمون اشرف زكي وحنان سليمان واسماعيل فرغلي والشباب انور الطيب ومروة احمد ومروان عايش ووليد حماد ومنار عبدالحليم وحليم الجندي ومصطفى سلامة، والتحية موصولة لفريق العمل كله مصورين ومساعدي المخرج والمونتاج والموسيقى التصويرية وكل من ساهم في انجاز هذا العمل، الذي يترجم مقولة «ان الفن قوة الشعوب الناعمة التي تحقق النصر دون سلاح»، وكان لفتة رائعة عندما حلت النجمة الفلسطينية سيرين خاص ضيفة على افطار الاسرة المصرية الذي رعاه وحضره الرئيس السيسي، وألقت سيرين كلمة مؤثرة ترجمت علاقات الشعبين المصري والفلسطيني وحيت فيها نضال اهلها ودعم مصر، وهكذا القى المسلسل حجرا كبيرا في مياه القضية لتواصل التحرك وتتحدى الالام والتجاهل الدولي والعجز الاممي حتى يتحقق لها النصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية