تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
السياسة والرياضة زواج ينتظر الطلاق!
لم يخل مونديال العرب الذى تستضيفه قطر من مناوشات سياسية اطلت برأسها على الملاعب، وبثت سمومها فى البساط الاخضر، لتؤكد ان مقولة الفصل بين السياسة والرياضة حق يراد به باطل، وان هذا الزواج الذى تم بالاكراه ودون تكافؤ او موافقة من طرف الرياضة، بقى جاثما على ملاعبها ولايزال ولاتبدو فى الافق أية بوادر لوقوع الطلاق وتحقيق الفصل التام بينهما اى غير رجعة، وانه مهما نادى الحكماء وأقرت الهيئات الرياضية وجمعياتها العمومية لوائح إبعاد السياسة عن الرياضة بل ومعاقبة كل من يخرج على هذه اللوائح ويستخدم شعارات سياسية بالايقاف والحرمان من المشاركة، فلن يتغير الوضع القائم منذ سنوات طويلة تقترب من القرن، واذا كان المنتخب الالمانى ومعه وزيرة داخلية بلاده اول من تحدوا اللوائح المنظمة لمونديال قطر 2022، بالتقاط صورة للفريق قبل مباراته امام اليابان ولاعبوه يضعون ايديهم على افواههم فى اشارة الى تعاطفهم مع المثليين واستنكار قرار منعهم من الحضور أو رفع شعاراتهم فى ملاعب قطر، التى طالبت باحترام عاداتها وتقاليدها العربية الاصيلة وهو حق لها باعتبارها البلد المضيف، الا ان هذا الامر لم يعجب المانيا حكومة وفريقا، فظهرت وزيرة الداخلية الألمانية فى مدرجات الملعب الى جوار رئيس الفيفا وهى ترتدى شارة المثليين على ذراعها بعد ان اخفته اثناء دخولها الملعب تحت سترتها التى تخلت عنها فى الملعب لتظهر الشارة، وهو الامر الذى وجد استهجانا عربيا واسعا، ثم كانت الصور التى اظهرت النجم الارجنتينى ميسى وهو يمسح الارض بعلم المكسيك، ما أثار استياء المكسيكيين حتى إن بطلها فى الملاكمة هدده ان التقاه فى اى وقت بالضرب، وكانت مباراة امريكا وايران فى الجولة الثالثة من الدور الاول، استدعاء للعداء التاريخى بين البلدين، ويمكن القول ان اخر ماكان فى المباراة هو الفنيات التى حسمت الامر لمصلحة امريكا بهدف وحيد اقصى على اثره الايرانيون من البطولة، بعد ان رد الامريكيون الدين لايران التى سبق وفازت عليهم فى مونديال 1998 بهدفين لهدف، لكن الامر الايجابى ان العرب فى قطر لم ينسوا قضيتهم الاولى فلسطين التى ترزح تحت نير الاستعمار منذ اكثر من 70 عاما والعالم يتفرج على الانتهاكات اليومية دون ان يحرك ساكنا، لكنه انتفض بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، بل عاقب الفيفا بيلاروس لتعاونها مع روسيا فى الحرب، فى تأكيد لازدواجية المعايير التى تحكم العالم الاول والذى تقوده السياسة وتنفث سمومها فى كل تفاصيل منافساتها بدءا من اختيار المضيف وصولا إلى من يرعى ويدعم ومن يفوز، ولنا فى معاداة دول بعينها فى مقدمتها انجلترا للتنظيم القطرى المثل، ويبدو أنه لاجدوى من تكرار اطلاق الشعارات الداعية للفصل بين السياسة والرياضة حتى يسود الوئام ويعم السلام ارجاء المعمورة، فصفحات التاريخ مليئة بالبقع السوداء من جراء دس السياسة لأنفها فى شئون الرياضة، فمن ينسى احتجاج الفنلنديين على الاحتلال الروسى فى اولمبياد لندن 1908، ومن ينسى منع مشاركة المانيا والنمسا بعد الحرب العالمية الاولى فى دورتى 1920 و1924، واقحم موسولينى السياسة فى مونديال 1934 التى استضافتها ايطاليا وحضر جميع مبارياتها وروج لنظامه السياسى واستثمر فوز بلاده باللقب ليؤكد قوتها، والامر ذاته فعله هتلر عندما استضافت المانيا اولمياد 1936 وفرض فى حفل الافتتاح توجيه التحية الهتلرية، كما انه حضر عديد المنافسات منها لعبة رفع الاثقال التى اشاد فيها ببطلنا المصرى خضر التونى الذى قال له كنت اتمنى ان تكون المانيا وقلده الميدالية الذهبية، وفى اولمبياد طوكيو 1964 هددت الدول العربية بعدم المشاركة اذا استبعدت اندونيسيا التى رفضت مشاركة الكيان الصهيونى فى دورة اسيوية فى ذات العام استضافتها، ورضخت طوكيو وشاركت اندونيسيا، والحال ذاته حدث فى اولمبياد 1968 عندما هددت الدول الافريقية بعدم المشاركة اذا ماشاركت جنوب افريقيا بسبب نظام الفصل العنصرى وهو ما رضخت له اللجنة الاوليمبية الدولية واستبعدت جنوب افريقيا، وهناك حرب السلفادور وهندوراس 1969 على اثر ماوقع فى مباراة بين البلدين فى تصفيات كأس العالم وخلفت الفى قتيل، وما شهده اولمبياد مييونيخ 1972 عندما قتل فدائيون فلسطينيون 11 فردا من بعثة الكيان الصهيونى وفى موسكو 1980 غابت مصر ودول عربية وافريقية واسيوية وامريكا بلغت عددها 29 دولة بسبب العدوان الروسى على افغانستان، وغيرها كثير من الازمات التى سببتها السياسة، لكننا لن نمل من المطالبة بابعادها عن الرياضة لتبقى وسيلة سلام تقرب ولاتباعد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية