تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أشرف محمود > رسائل السيسى .. أفكار قابلة للتنفيذ

رسائل السيسى .. أفكار قابلة للتنفيذ

جاءت القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الدوحة بعد الاعتداء الإسرائيلي على اجتماع لقادة حماس في قلب العاصمة القطرية، وهنا أتوقف امام كلمة مصر التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى،

ودوما ماتكون كلمة مصر معبرة عن الواقع ومتضمنة أفكارا قابلة للتنفيذ، لكن للأسف تغيب الإرادة العربية عند تنفيذها، ولن ننسى دعوة مصر لتكوين قوة دفاع عربية مشتركة، اثبتت الايام حاجة الأمة لها، ولو تأملنا ماجاء في كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة، فسنتوقف عند عدة رسائل تميزت بالرؤية الثاقبة لتحديد الهدف، فبعد أن أعلن الرئيس تضامن مصر الكامل مع قطر وشعبها الشقيق، فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، ووصفه بأدق العبارات بأنه «اعتداء آثم يمثل انتهاكا جسيما، لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعد سابقة خطيرة، وتهديدا للأمن القومى العربى والإسلامي» وحذر الرئيس من أن سلوك إسرائيل المنفلت، يزعزع الاستقرار الإقليمى، ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عنه.

 

وأرفع القبعة للرئيس على مطالبته المجتمع الدولى، بتحمل مسئولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، ووضع حد لحالة «الإفلات من العقاب»، التى باتت سائدة أمام الممارسـات الإسـرائيلية، وزاد الرئيس بتأكيد أن: الانفلات الإسرائيلى، والغطرسة الآخذة فى التضخم، تتطلب منا كقادة للعالمين العربى والإسلامى، العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة،

ولعل اعتماد مجلس الجامعة العربية، فى دورته الوزارية الأخيرة، قرار: «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة» يمثل نواة يمكن البناء عليها، وصولا إلى توافق عربى وإسلامى، علـى إطــار حاكــم للأمــن والتعــاون الإقليمييــن، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذى نعيشه، على نحو يحول دون الهيمنة الإقليمية لأى طرف، أو فرض ترتيبات أمنية أحادية، تنتقص من أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها.

وهنا لب القضية الذي يجب أن يتوقف عنده الشعبان العربي والإسلامي، فما تحتاجه الأمتان الآن هو رؤية مشتركة للأمن والتعاون، وبات واجبا تطبيقها على ارض الواقع ،

ليتبادر الى الذهن الآن سؤال:

ومالذي ينقصنا لإقرار تلك الرؤية؟

والإجابة ببساطة تتمثل في غياب الإرادة وانصياع البعض لتعليمات خارجية لاتريد ان تكون أمتنا على قلب رجل واحد، وصدق قول الشاعر المهلب بن أبي صفرة:
«كونوا جميعا يابني إذا اعترى خطب ولاتفرقوا أحادا، تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت افرادا»،

فمتى تدرك الأمة ان قوتها في وحدتها، واستقلال قرارها، ومتى يمكن ان نستغل قدراتنا وإمكاناتنا للضغط من اجل إنهاء هذا العبث وتلك الملهاة؟!،

لقد حدد الرئيس السيسي في كلمته باسم مصر نقاطا عدة تلخص رؤية مصر للازمات التي يعانيها العالم بسبب العدوان الإسرائيلي، ومن بين أهم ما لفت اليه الرئيس الأنظار وخاطب فيه عقول العالم وحتى الشعب الإسرائيلي عندما قال في عدد من النقاط:

أولاها: إن على إسرائيل أن تستوعب، أن أمنها وسلامتها، لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولى، واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية ، وأن سيادة تلك الدول، لا يمكن أن تمس تحت أى ذريعة، وهذه مبادئ غير قابلة للمساومة.

وثانية النقاط كانت موجهة للعالم كله الذي وجب عليه ان يدرك أن سياسات إسرائيل، تقوض فرص السلام بالمنطقة ، وأن استمرار هذا السلوك، لن يجلب سوى المزيد من التوتر، وعدم الاستقرار للمنطقة بأسرها، على نحو سيكون له تبعات خطيرة على الأمن الدولى،

 اما ثالثة النقاط فخص بها الشعب إسرائيل اذ قال لهم: « إن ما يجرى حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأي اتفاقات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة، بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء ، فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها بلا جدوى».

تلك كانت نقاط ذهبية أصابت كبد الحقيقة وشخصت الواقع وحذرت من غموض المستقبل، وذهبت الى حيث يمكن ان يكون التأثير على الحكومة المارقة في تل ابيب من خلال مواطنيها الذين سيكونون أكثر المتضررين، ولذا وجب عليهم القيام بدور قوي في إيقاف صلف حكومتهم، وهذه النقطة بالذات لها دلالات كبير ومهمة ، فتوجيه الحديث الى الشعب يعني ان الحديث مع الحكومة لم يعد يجدي أو يحقق أهدافا، لأنها حكومة مارقة تصم أذنيها عن سماع صوت العقل والحكمة، ولاترى غير لون الدم والدمار،

وعبارة « فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها بلا جدوى» لها دلالات لن يتوقف عندها غير أصحاب العقول الحكيمة، ولم ينس الرئيس في كلمته تأكيد ى ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية مؤكدا أن مصر ستواصل دعمها الثابت، لصمود الشعب الفلسطينى، ورفضه التهجير وتمسكه بهويته وحقوقه المشروعة في إعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية