تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أشرف محمود > تظاهرات البوصلة المنحرفة!

تظاهرات البوصلة المنحرفة!

سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه على حقيقتها وتجلت الكوميديا السوداء فى أبهى صورها، عندما انساق نفر ينتمون زورا لفلسطين ويدعون أنهم مسلمون رغم أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويدينون بالولاء لعلمها، هؤلاء المدعون الصامتون على مدى 22 شهرا على مأساة من يفترض أنهم إخوتهم فى غزة، فجأة سمع العالم لهم صوت، وليتهم ماتكلموا، هؤلاء الذين لاعلاقة لهم بفلسطين عبر أكثر من سبعين عاما، فجأة تذكروا انتماءهم القديم، تجمعوا ليتظاهروا أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، رافعين شعارات نصرة لغزة فهل يعقل هذا!.

 

وبدا لكل ذى عينين أن الملهاة تكتمل والمنطق يغتال ولاعزاء للدين الإسلامى الذى يزعمون انهم يعتنقونه وهو منهم براء، كان المشهد عبثيا ولايصدقه عاقل، فهل يعقل أن يتظاهر من يدعون أنهم فلسطينيون رغم أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية فى قلب تل أبيب أمام السفارة المصرية المغلقة منذ أكثر من عام، وسفيرها موجود فى القاهرة التى رفضت استقبال سفير لإسرائيل على أرضها، احتجاجا على مايحدث فى غزة من عدوان!

هل يمكن لعقل ان يصدق أن من يتظاهرون أمام السفارة حصلوا على تصريح من حكومة السفاح نيتانياهو الذى يبعد مقر حكومته بضعة أمتار عن السفارة؟ فأى عقل يقبل أن يتظاهر هؤلاء أمام السفارة المصرية بينما تخرج أصوات إسرائيلية تجاهر بإيقاف الحرب والعدوان على غزة،

هل تبدلت المواقف والمواقع، هل بات بعض الإسرائيليين أحرص على أهل غزة وإقرار السلام ممن يدعون انهم فلسطينيون؟..

إن تلك العقليات العفنة والضمائر الخربة والأعين التى أصابها الحول، لأولئك الشخوص الذين باعوا وطنهم وتنكروا لقضيتهم وقبلوا أن يعيشوا مع الإسرائيليين واقسموا على الولاء لإسرائيل والعمل فى دوائرها الوظيفية وبطونهم ممتلئة وأوداجهم منتفخة وذقونهم تملأ وجوههم والمسابح تتدلى من أيديهم لكن انتماءهم للصهيونية العالمية يسبق انتماءهم للدين الذى يدعون، إن ماحدث أمام السفارة المصرية فى تل ابيب، وماسبقه من محاولات إغلاق وتظاهر امام السفارات المصرية فى عدد من الدول الأوروبية، يسقط القناع عن المؤامرات التى تحاك ضد مصر، ولاتريد لها خيرا، وتتعاون فيها قوى الشر التى التقت أهدافها رغم تعارض جنسياتها وأديانها،

لكن الغاية لديهم تبرر الوسيلة، وهو الدستور الذى يحكم توجهاتهم، وبناء عليه وجب علينا نحن المصريين أن نتوقف كثيرا امام هذه التمثيلية الدنيئة، ونعتبرها مفترق طرق، فليس ماقبلها مثل مابعدها، ولم يعد مقبولا ان تتعرض مصر التى قدمت للقضية الفلسطينية أرواح أنبل أبنائها، وتراجع اقتصادها سنوات بفعل الحروب المتكررة التى خاضتها بسبب فلسطين، وتحملت خلال اكثر من سبعين عاما مالم تتحمله دولة أخرى ولا الدول العربية مجتمعة، اذ كان أقصى ما تقدمه دعما ماليا فيما كانت مصر تخوض الحروب التى بسببها ازدهرت تلك الدول وبدأت تناطح مصر على المكانة والقيادة،

إن ماحدث من خروج على كل القيم والأعراف والأخلاق، وإنكار للحقائق وتزييف للتاريخ، لايمكن أن نقابله بصمت الكبار المترفعين عن الصغار والصغائر، كما كان يحدث من قبل، ولكى ندرك ان مايحدث مخطط له بدقة ، تزامنه مع تصريحات اقل ماتوصف به انها صدرت من شخص يتلون كالحية الرقطاء، ويتنقل من موقع وموقف، حسب ما يملى عليه ممن ينفخون جيوبه ويرسمون له دوره، ثم يدعى انه يحمل الهم الفلسطينى ويمثل مقاومتها ضد الاحتلال، رغم إعلان أهل غزة رفضهم لجماعته التى دمرت بلدهم وشردت وجوعت شعبهم، فهؤلاء الذين ينكرون الحقائق، ولايميزون بين الحق والباطل ، ويعلمون علم اليقين انهم يكذبون ويدلسون عندما يقولون ان مصر تغلق معبر رفح رغم ان العالم كله يعرف ان من تغلق المعبر من الجانب الفلسطينى هى إسرائيل، وشهد بذلك رؤساء دول مثل ماكرون ورئيس وزراء اسبانيا والأمين العام للأمم المتحدة، وعديد الجمعيات الحقوقية والإنسانية التى زارت رفح المصرية ورأت بعينيها تكدس الشاحنات على بوابة المعبر وتعنت الاحتلال الذى اوصد البوابة من الجانب الفلسطيني، ولكل هذا لم يعد ممكنا ان نقبل اعتذارا فقد سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه القبيحة على حقيقتها،

لكن .. ورغم كل هذا لن تتخلى مصر عن دورها الذى كتبه الله لها، بأن تكون قائدة الأمة وصمام أمانها، ودرع حمايتها شاء من شاء وأبى من أبى، فالكل يعرف أن مصر بتاريخها وحضارتها وقياداتها وشعبها وجيشها تمثل الثقل العربى الذى لاغنى عنه فى المنطقة، ولن تترك الشعب الفلسطينى يواجه وحده العدوان، ولاتنتظر جزاء ولا شكورا من احد، ويكفى مشاعر أهل غزة الأوفياء الذين تصدوا لهذه الحملة ودافعوا عن مصر ووثقوا بالصوت والصورة ماقدمته مصر لغزة..

ان على الجميع ان يقف احتراما عندما يذكر اسم مصر التى لو رفعت يدها، وتفرغت لشأنها، لتغيرت خارطة المنطقة، وعلى الجميع ان يعرف قدره عندما يتحدث عن مصر، فمهما كبر أو تضخم أو اغتنى سيبقى فى حاجة الى سنوات ضوئية ليقف الى جوار مصر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية