تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أم كلثوم القدوة.. فهل يسيرون على دربها؟!
تكرر في الفترة الأخيرة خروج عدد من الفنانين عن النص، وبدا واضحا أن أحدا منهم لم يكلف نفسه عناء قراءة تاريخ بلده ولم يتوقف أمام أخطاء من سبقه، لكن الأزمة الأخيرة التي فجرها الفنان ياسر جلال في حفل بالجزائر، ظنا انه سيلقى الإعجاب من مستمعيه ويقرب بين الشعبين المصري والجزائري وهما دوما اقرب الى بعضهما ويجمعهما الود والعروبة والإسلام والتاريخ، فإذا بتصريحات ياسر تثير غضب المصريين لأنه روى رواية بلا دليل لم يسبقه إليها مؤرخ.
وجاء الرد عليه قاسيا، قبل أن يعتذر ويتراجع ويعترف بأن مارواه لاسند له ولا منطق، خصوصا وأن الصاعقة الجزائرية أسسها ودرب رجالها الأوائل بتكليف من الرئيس عبدالناصر، الفريق محمد فوزي والبطل أحمد رجائي عطية احد أبطال المجموعة 39 قتال التي أسسها بطل الصاعقة الأسطوري إبراهيم الرفاعي،
مايعني ان الصاعقة المصرية أسبق في التأسيس وكان لها دور فاعل عقب نكسة 1967 وبالتحديد في الأول من يوليو أي بعد نحو 25 يوما فقط من النكسة، عندما تصدت مجموعة من رجالها في منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد مكونة من ثلاثين مقاتلًا من قوة الكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد سيد الشرقاوي ومعه قائد سرية الملازم فتحي عبد الله لهجوم إسرائيلي بالطائرات والدبابات، لكن بسالة الرجال ردت العدو على أعقابه وبقيت رأس العش حرة، يرفرف عليها العلم المصري الى أن تحقق نصر أكتوبر،
ويمكن القول انها كانت شرارة النصر، اذ تلتها عمليات في عمق سيناء وخلف خطوط العدو كبدته خسائر فادحة، حتى استغاثت إسرائيل بمجلس الأمن لوقف العمليات العسكرية المصرية، فلا احد ينسى ماقامت به الصاعقة ورواه لي شخصيا اللواء محيي الدين نوح احد أبطال المجموعة 39 قتال من عمليات قاموا بها ثأرا للشهيد الفريق عبدالمنعم رياض قبل يوم الأربعين على رحيله، تجاوزت 90 عملية تكبد فيها العدو خسائر لاتحصى في العتاد والقوات،
وهذه العمليات ترد على أي معلومات مغلوطة يهرف بها من لا يعرف تاريخ مصر وأبطالها، ومن ينسى تفجير المدمرة ايلات وغيرها من العمليات التي قام بها سلاح البحرية المصرية، كلها بطولات واجب على أبناء الوطن ان يعرفوها، وان لم يعرفوها فلا يتحدثوا عنها، أو يهيلوا التراب عليها،
واذا كان ماقامت به المطربة أنغام وقبلها المطربة شيرين عبدالوهاب وغيرهما من فنانين واعلاميين من تصريحات تغازل آخرين طلبا لرضاهم وسخاء عطائهم، فلاينبغي ان يكون هذا على حساب الوطن، وان استنكر الناس ما صدر من المطربتين من تصريحات، فإن الاستنكار الأكبر كان من ياسر جلال الذي بات عضوا في مجلس الشيوخ وعليه ان يعي قدر البلد الذي كرمه بتعيينه في المجلس، ولأنها كانت الغلطة الاولى لياسر الذي لم يسبق له الدخول في أي مهاترات ولم تسجل عليه أي ملاحظات من قبل، ولكونه بادر بالاعتذار للشعب وللجيش، تم قبول اعتذاره، من المثقفين الذين اعتبروا الاعتذار رجوعاً للحق والفضيلة، وطالب الفنان سامح الصريطي ياسر جلال بصفته نائبا في مجلس الشيوخ بأن يتبنى حملة تثقيف للفنانين ليتعرفوا علًي تاريخ بلدهم حتى لايقع احدهم في مثل هذا الخطأ مستقبلا، وهو رأي أحترمه وأؤيده،
فلايجب ان يتحدث إنسان في أمر لايعرف تفاصيله ولا حقيقته، وأحيي الجيل الذهبي للفن المصري المثل والقدوة، إذ كان للفن المصري دور كبير في خدمة الوطن من خلال حفلات دعم المجهود الحربي، حيث سمعت من الإذاعي القدير فهمي عمر الكثير عن قطار الرحمة الذي جاب ربوع الوطن وهو ينقل نجوم الغناء والفن الى كل ربوع مصر لجمع التبرعات من الحفلات لمصلحة المجهود الحربي، وكيف أن فنانات بوزن فاتن حمامة ونادية لطفي وشادية وماجدة وغيرهن عملن في خدمة الهلال الأحمر والمستشفيات، وكيف انهن ذهبن الى الجبهة لدعم الجنود،
اما سيدة الغناء العربي أم كلثوم فكان لها قصب السبق والدور الأبرز من خلال حفلاتها في الداخل والخارج، فتبرعت بدخل حفلاتها لدعم المجهود الحربي، وتحملت مايفوق الطاقة في السفر والاغتراب من اجل هذا الواجب الوطني، لكن أبرز ما يمكن أن نتوقف عنده حديثها في لقاء تليفزيوني بعد إحيائها حفلا في باريس عندما سألتها المذيعة مالذي أعجبك في باريس؟ فردت بهدوء وثقة: المسلة المصرية في ميدان كونكورد وأضافت لأنها من ريحة مصر،
هكذا كان الفن وكان الفنانون سفراء لوطنهم، وهو ماقام به نجوم الطرب والتمثيل كل في مجاله، ليسهموا في رفع الروح المعنوية للشعب ويجددوا ثقته في قواته المسلحة الباسلة التي كانت تعد العدةً من أجل الحرب حتى تحقق النصر،
ويمكن القول إن حفلات أم كلثوم في الوطن العربي كانت سببا في إذابة الجليد السياسي بين مصر وبعض الدول، وبلغت حصيلة حفلاتها نحو 3 ملايين جنيه، فضلا عن المصوغات والمجوهرات الذهبية، هؤلاء هم فنانو مصر المدركون قيمتها والمعتزون بالانتماء اليها، عرفوا دورهم وواجبهم فقاموا به على الوجه الأكمل وعبروا بفنهم عن صمود الوطن وبطولات رجاله من خلال الأفلام والأغنيات الوطنية،
وليس أقل ان يحذو فنانو الجيل الجديد حذو أساتذتهم ومن سبقوهم من الأجيال السابقة، فلن تسلم الجرة كل مرة ولن يقبل احد من المواطنين اي خروج على النص أو الانتقاص من الوطن، تاريخه أو احد رموزه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية