تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نعم نستطيع.. المتحف الكبير نموذجا
بلا شك الأيام الماضية التى عشنا خلالها افتتاحات المتحف المصرى الكبير، كان لها تأثير بالغ الأهمية فى خلق روح جديدة من الأمل والتفاؤل، ووثبة من الإعجاز والتفرد الاستثنائى لبلدنا بجدارة الاستحقاق، فى الإنشاء والانجاز والإبداع المكانى والزمانى، بكنوز الأجداد العظام الذين أقاموا وبنوا حضارة عريقة وتاريخا تليدا لبلد صار عنوان النشأة والتكوين والأصالة، دون سائر أمم وحضارات العالم لقرون طويلة، تلك الروح التى دبت فى حياة المصريين أشاعت البهجة والفرحة، ورسخت قناعة تجاوزت اليقين، ان قدرة الإنسان المصرى على الانجاز والنجاح لاحدود أو سقف لها، حيث قصة إنشاء الصرح العالمى بروعة المكان وابداع الانجاز بعبقرية التصميم والتجهيزات بتلك اللمسات الحضارية، عبر مراحله المتعددة ومنذ 2002 وتوقفه 2011 ثم التصميم على العودة 2014 بوتيرة متسارعة، وكل ماواجهه من صعاب وتعثرات لبعض الوقت بسبب احداث جسام هنا وهنالك، تهون أمام فيض المشاعر الفياضة التى تدفقت لأسابيع عاشها الجميع وشاركنا فيه العالم، خلال لحظة الافتتاح مساء السبت وسط هذا الحضور العالمى لقادة وملوك العديد من أقطاب العالم ودوله، ليكتبوا شهادة ميلاد تاريخ جديد لهذا الوطن بين عظمة الأمم وتفردها فى القرن الحادى والعشرين.
فى تقديرى أن عظمة هذا المتحف ليس فقط فى روعة المكان والبناء والتشييد فحسب، بل إن المكاسب الحقيقية لقوة وعظمة هذا الإنجاز تفوق كل التصورات والاحتمالات، حيث إنه يسطر تاريخًا لقصص نجاح قادمة لهذا الوطن ستتوالى فصولا فى قادم الأيام، من حيث إنه سيكون نقلة حضارية لبوابة مصر فى العبور إلى المستقبل ، وتدشينا لشراكات اقتصادية وسياحية تنقل البلاد إلى تنمية سياحية حقيقية متفردة فى الأعداد والإيرادات، ليجعل مصر بين مصاف المقاصد السياحية الأولى عالميا بحق، عبر أرقام الثلاثين مليون سائح الحلم الذى يراودنا منذ عقود، خاصة ان الأرقام المتوقعة لزوار المتحف الجديد تتراوح بين خمسة ملايين فى السنوات الأولى، قد تتضاعف بعد نصف عقد، فضلا عن كل ذلك سيكون الأثر الأكبر فى تدشين التقدم العصرى والتكنولوجى والحداثة الكبرى فى صياغة عصر التحولات والانطلاقات المتدفقة فى مسارات الحياة على أرض مصر، من مشاريع التطور الكبرى لتشمل مجالات وركب التقدم الحضارى والمعاصرة بكل معانيها، بشرط أن تتغير العقليات والقوانين واللوائح العتيقة الطاردة لكل تقدم وانطلاقة، اولا لتعويض سنوات الانكفاء والانغلاق التى عشناها قبل ثورة يونيو 2013، وثانيا لاستكمال مرحلة البناء الشامل التى تحققت فى السنوات العشر الأخيرة لتحقيق التنمية المتكاملة والشاملة لكل أركان الوطن، وكل ذلك يستدعى الإبقاء على الروح المتدفقة فى الانجاز والإبداع لدى كل مصرى من حيث دوام صيرورة البناء والانجاز والإبداع فى ميادين نجاح أخرى، وفى مشاريع كبرى وعملاقة تمس جوهر الحياة العصرية لكل المصريين، خاصة البنية التحتية الصناعية والتنموية من أجل ضمان تدفق النجاح والتفوق لأجل تحسين جودة الحياة لكل المصريين.
وهنا يعن لى بعض الملاحظات والطروحات حان وقت طرحها بشفافية وانفتاح للذهنية المصرية، بدءا من رئاسة الحكومة وكبار مسئوليها، وكل النخب والمثقفين وصولا إلى العوام ورجل الشارع، أولى تلك الملاحظات ان بناء وتشييد هذا الصرح ونجاح افتتاح المتحف يحتاج الى ديمومة العناية والرعاية الفريدة، فى كل نواحى التشغيل والصيانة والتأمين، والاختيار الأفضل دوما للقيادات والعناصر ذات الكفاءات العالية غير النمطية، بعيدا عن المجاملات لأجل الحفاظ على هذا الانجاز الحضارى التى تفاخر به مصر العالم والأمم لقرون قادمة، ناهيك عن التطوير المستمر والدءوب لكل مناحى العصر التكنولوجى والذكاء الصناعى، ليصير دوما فى صدارة الإنجازات فى العالم، ناهيك عن الانضباط والنظافة والرعاية والقوانين الصارمة..
وثانية تلك الطروحات ان الشعب يؤكد بجدارة انه يستطيع تحقيق وانجاز شعار (نعم نستطيع )، ليشمل كل مجالات وميادين الحياة، بشرط ان تتوافر المقومات الأساسية لتحقيق معادلة التفوق، عبر منطق الإتاحة لكل الفرص فى التعليم والصحة والبنية الثقافية والفنية والحضارية ، فضلا عن مجالات الاستثمار بجميع أنواعه، وفى عديد الشراكات مع الداخل القادر، وكبريات الدول وشركاتها ومؤسساتها التنموية، ناهيك عن فتح الأفق لشراكات فى التطور التكنولوجى الهائلة ومدن الذكاء الصناعى، باعتبار ان كل ذلك سيكون الجسر الممتد أمام الدول النامية للقفز إلى قطار المستقبل، ناهيك عن تسطير بنية صناعية كبرى تغطى الصناعات العملاقة والدقيقة مطعمة بالقفزات التكنولوجية المرتقبة لأجل إيجاد مكان لهذا الوطن بين الأقطاب الصناعية الكبرى فى الإقليم، ولأجل تحقيق تلك الوثبات وفى زمن قياسى لايتعدى سنوات معدودة، لابد من إعادة تأهيل الدولة والحكومة وقوانينها وتشريعاتها وموظفيها بأدوات العصر، طبعا كل ذلك يكون من خلال ضوابط وقوانين حاكمة، للحفاظ على مقومات الدول المتماسكة والقوية فى الإطار والجوهر، مقابل مرونة فى القوانين والتشريعات التى تساير العصر بروح منضبطة، تمنع الانفكاك أو التراخى فى ضبط أداء مناخ الانفتاح المرتقب وصلابة مؤسسات الدولة الحقيقية كما تعودنا فى مصر، وبجانب كل ذلك لابد ان يحدث تطور فى الحياة السياسية، وإتاحة الفرص أمام أهل الخبرة والمعرفة، وان يتغير هذا الواقع الذى يحتاج إلى تدفقات ووثبات محسوبة وباختيارات أفضل، خاصة ان واقع سنوات اللايقين السابقة قد تم تجاوزها، وفرض الآن واقع اليقين الجديد بعد تجاوز كل الأزمات واستعادة الآمن والأمان والاستقرار الشامل، فهل تتغير المعادلة للأفضل فى مصر بعد عبقرية الانجاز وروعة الإبداع للمتحف الكبير، كنموذج ودلالة على قدرة المصريين على تغيير عالمهم وحياتهم وتكريس شعار (نحن نستطيع) ليكون ملهما بحق لنجاحات عملاقة مرتقبة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية