تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > أشرف العشري > انتباه.. النازيون الجدد يعدون أنفاسنا

انتباه.. النازيون الجدد يعدون أنفاسنا

لم يعد سرا ان نيتانياهو زعيم النازيين الجدد فى إسرائيل، مازال مملوءا بالحقد والكراهية، فالرجل منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة حكومة تل أبيب فى يونيو 1996، لايضمر بداخله الا كل شر، ونصب الشراك فى الداخل والخارج حتى مع حلفائه أمريكا وأوروبا لأجل تكسير أقدام مصر، وتقزيم أدوارها، ومع كل حروبه العبثية، الا انه لاينسى العائق الأزلى أمام تحقيق أهدافه بالشرق الأوسط الجديد وهى مصر، وبالتالى إطلاق أبواق جنرالاته الكارهين ومحطات إعلامه وقنوات منصاته لشن الحملات ضد القاهرة، والتشكيك فى الانجازات الكبرى وتحديث وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية المصرية، لتأليب وتحريض اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة والغرب ضدنا.

 

وبات لافتا ان تلك الإستراتيجية المفضوحة لنيتانياهو ليست وليدة حرب غزة، والنيل من مواقف القاهرة له الفاضحة والكاشفة لموبقات وجرائم الاحتلال النازى للقطاع، بل ان الأمر قديم وموروث من الحقد، ولا انسى حملته الأولى بعد أسابيع قليلة من توليه رئاسة حكومة الاحتلال، إذ قرر الدخول فى مجابهة مع مصر دون مقدمات، وسرب وثيقة سميت عقاب مصر، وتضمنت أكثر من عشر نقاط جوهرية للصدام السياسى والدبلوماسى والاقتصادى والأمنى والعسكرى، وأتذكر يومها اننى فاجأت عمرو موسى وزير الخارجية فى المؤتمر الصحفى اليومى بالخارجية وكنت لسنوات المراسل الصحفى للأهرام بالخارجية بتلك الوثيقة فور صدورها بساعتين، ويومها رد موسى بغضب وعنف على نيتانياهو، وراح يلقنه درسا فى كيفية التعاطى مع كل مايخص الشأن المصرى، وأبلغه بأنه اذا لم يتخل عن تلك الهرطقة، فان تل أبيب ستخسر كثيرا.

بكل تأكيد نيتانياهو لا يقود حاليا هذه الحملات الإعلامية مع القاهرة، بشكل مباشر، فقد بادر إلى تغيير الأدوار والأشخاص، وراح من خلف الكواليس يمنح الإذن لجملة من التابعين والحمقى من وزراء اليمين المتطرف، ولمراكز الأبحاث المتعددة التابعة للمؤسسات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية فى تل أبيب وواشنطن، وكذلك قنوات التليفزيون الإسرائيلية التابعة لشخصه وحزبه الليكود مثل قناتى الثالثة عشرة والرابعة عشرة، وغيرهما ممن محسوب على اليمين اليهودى، بنصب سيرك، وحفلات مناحة على مدار الساعة، للتضليل والتحريض ضد كل ماتقوم به مصر، بهدف النيل من مواقفها السياسية الرافضة بقوة ممارسات النازيين الجدد ورفض التهجير او تقسيم قطاع غزة، فضلا عن توزيع الاتهامات والتهويلات المحرضة ضد كل مشروعات البناء والتحديث فى مصر، خاصة فى القناة وسيناء والانفاق الستة، وإعادة تعمير وبناء المناطق بطول أراضى سيناء، ناهيك عن حفلات اللطم اليومية عن التدشين المصرى لكل مناورة عسكرية تقيمها القاهرة على أراضيها، ناهيك عن الفزاعة والكارثة الكبرى القادمة لإسرائيل، مع كل توجيه من القيادة السياسية لتحديث وتطوير الجيش المصرى وصفقات الأسلحة المتعددة مع مختلف الدول الكبرى، والتى ليست وليدة الأمس، بل هى خطة ومنظومة قائمة ومستمرة منذ 2013، عندما كان الرئيس السيسى وزيرا للدفاع وحتى اليوم والغد، مع الدس والتحريض فى كل المنابر السياسية والإعلامية الإسرائيلية ومع وجبات الطعام الثلاث للإسرائيليين يوميا، بخطر ان الجيش المصرى هو الأكبر والأضخم فى الشرق الأوسط، وبالتالى ضرورة عقد جلسات عاجلة فى لجان الكنيست الإسرائيلى وإعلان حالة الاستفسار الاستخباراتى والعسكرى، والحجة البليدة التحذير من أحداث 7 أكتوبر جديدة فى إسرائيل، هكذا يقولون ويروجون يوميا فى منتدياتهم وحلقات النقاش بمراكز الأبحاث الخاصة بهم، والأكثر ترويجا لحملات التحريض ضد كل ماهو مصرى تجده يوميا من الثامنة مساء وحتى الحادية عشرة فى برامج التوك شو الإخبارية بقنوات دولة الاحتلال، مع الاستعانة بخبراء أمريكيين وأوروبيين موالين لإكمال خطة الخداع والنصب.

هكذا كشف أحد التقارير الصحفية العبرية التى اطلعت عليه منذ يومين ، يفضح قصة هذا التهويل الإسرائيلى والجهات التى تقف وراءه فى تل أبيب والغرض منه، ودور نيتانياهو الخفى فى إشعال حالة الغضب والحرب الإعلامية والنفسية لدى الإسرائيليين تجاه القاهرة، وتصدير مزاعم الخطر المصرى القادم عليهم جراء حالة الاستقرار والتحديث والإصلاح الكبرى التى تعيشها مصر حاليا، حتى انهم أقاموا حفلات تحريض ودقوا ناقوس الخطر وعلقوا الجرس فى رقاب الإسرائيليين لمدة يومين متواصلين عبر الإعلام هناك، بحجة قيام مصر بتعظيم قدرة وكالة الفضاء المصرية وبناء واقتناء أقمار صناعية للاغراض العلمية والبحثية، وصوروا ان القاهرة تستعد لغزو الفضاء الإسرائيلى، وان الأراضى الإسرائيلية ستصبح مكشوفة ومستباحة، وبالتالى سيقع الخطر الأكبر عليهم فى اى حرب قادمة فى الإقليم، وعندما تقع حرب كبرى فى الإقليم ستنتهى دولة إسرائيل، وهكذا بات الهدف النهائى من كل ذلك، هو تكاثر حملات التحريض تلك ضد مصر وخلق أجواء متوترة دوما معها، وتصدير أكاذيب متعمدة لدى أصدقائهم وحلفائهم فى الغرب، للتحريض ضد الموقف المصرى بكل مقوماته السياسية والعسكرية.

صفوة القول يجب ان نعى ونراقب ونرصد بجدية كل مايصنع فى تل أبيب ضدنا، ويصبح لدينا اليقين الكامل ان كل ماتنجزه مصر وتقوم به، وتسعى اليه، هو تحت المجهر الإسرائيلى واعين النازيين الجدد فى تل أبيب، حتى أنفاسنا معدودة، وكل ذلك يجب ان يأخذ فى الاعتبار بقوة ورقابة شديدة، فما أدرانا عن اليوم التالى لإسرائيل فى الإقليم، ومع من ستكون المواجهة القادمة؟!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية