من المؤكد أن التقدم البطىء لقوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة رغم الهجوم على القطاع من ثلاثة محاور على الأقل هى الشمال والوسط والجنوب يعود للخوف من المفاجآّت التى يمكن أن تخرج من شبكة أنفاق غزة والتى تشبه عنكبوتا متعدد السيقان يمتد على مسافة خمسمائة كيلومتر ويحمل أيضا اسم مترو غزة لوجوده تحت الأرض وربطه بين كل مناطق القطاع من الشمال إلى الجنوب مرورا بالشرق والغرب.

ورغم التفوق العسكرى الإسرائيلى الكاسح فى قوة النيران ودقة الأسلحة والقدرة على الهجوم جوا وبرا وبحرا والذى سهل اقتحام القطاع من المناطق الزراعية والمناطق غير المأهولة فى الشمال والوسط والجنوب والسيطرة على مايقرب من ربع مساحة غزة حتى الاّن إلا ان الاقتراب من المناطق السكنية حتى التى جرى قصفها وتسويتها بالأرض وضع جنود الاحتلال فى مواجهة مباشرة مع رجال المقاومة الذين باتوا يخرجون لهم كالأشباح من الفتحات المخفية والمموهة للأنفاق فيوجهون لهم ضربات موجعة توقع خسائر كبيرة فى الجانب الاسرائيلى فيرد بشكل انتقامى بقصف المناطق المدنية،

وفتحات الأنفاق التى يكتشفها جوا وبرا وبحرا لتأمين استمرار تقدمه مشكوك فيه لكبر مساحة شبكة الأنفاق وتعقيدها.

وطبقا للمعلومات المتوافرة فإنه لايوجد شارع أو زقاق فرعى فى غزة لايمر أسفله نفق سواء كان نفقا أستراتيجيا به مخابئ للمقاومين او مخازن أسلحة أو منصات صواريخ أو غرف قيادة أو نفقا فرعيا رابطا بين الأنفاق الاستراتيجية المهمة.

ومما يصعب من مهمة جنود الاحتلال فى مواجهة عنكبوت أنفاق غزة هو أنها مصممة للصمود لشهور وليس لأيام حيث توجد بها وسائل اتصال وتهوية واضاءة ومخزونات ماء وطعام علاوة على رعاية صحية ومخزونات أدوية لمن يحتاجها.