تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فاسدون حيثما حلّوا

لا تحتاج جماعة الإخوان المسلمين إلى دليل إثبات إضافى لإدانة مشروعها، يكفى أن تترك لها الزمن والمساحة، وستكشف عن وجهها، هذا ما أدركته فرنسا متأخرة، عندما وجدت أن إحدى أعرق ديمقراطيات أوروبا باتت ساحة صامتة لتغلغل تنظيم عقائدى يُخفى فى نواته مشروعًا نقيضًا للدولة، لا يفاوض على السلطة، بل يتسلل إليها قطعة قطعة، حتى يُعيد تعريفها على طريقته.

الاجتماع الاستثنائى الذى دعا إليه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لم يكن اجتماع أزمة طارئة، بل لحظة مواجهة متأخرة مع واقع كان يتشكل منذ سنوات، تحت عيون الجميع، تقرير مجلس الدفاع والأمن القومى لم يتحدث عن «تهديد محتمل»، بل عن «تهديد متجذر»، ينتشر صعودًا من القاعدة إلى البنية السياسية، ويعمل بصمت على تفكيك نسيج الجمهورية.
 

فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذى طالما اعتبر ترامب الحليف الأوثق، يواجه اليوم ارتباكًا استراتيجيًا غير مسبوق فالرجل الذى بنى حياته السياسية على الخطاب الأمنى والترويج لشخصه كدرع لا يُخترق أمام «التهديدات»، يجد نفسه محاطًا بمتغيرات تضعف أوراقه: علاقات فاترة مع إدارة ترامب، وتململ داخلى يزداد فى ظل استمرار الحرب على غزة، وتراجع صورته حتى بين اليمين الصهيونى المتشدد.

زيارة ترامب، بما تحمله من دلالات انتخابية داخلية فى أمريكا، لم تكن على هوى نتنياهو فالرئيس الأمريكى لم يأتِ بدعمٍ صريح أو ضمانات سياسية، بل حمل معه مواقف فضفاضة توحى بأنه يفضل لعب دور الملك على رقعة شطرنج لا يريد التورط المباشر فيها بدا ترامب هذه المرة وكأنه يغازل العرب أكثر مما يرضى تل أبيب، متحدثًا بلغة رمادية حول ضرورة وقف التصعيد وإيجاد حلول دائمة.

هذا الغموض أقلق إسرائيل، لأن ترامب - وإن لم يُعِد النظر فى جوهر موقفه - لم يمنحها تلك الحصانة المطلقة التى اعتادتها خلال ولايته والقلق هنا سياسى لا أيديولوجي، فإسرائيل لا تخشى الموقف الأمريكي، بقدر ما تخشى انكسار تلك الهالة التى رافقت ترامب. إن فقدان نتنياهو «الممول السياسى الأهم»، وإنْ كان مؤقتًا، يُشبه سحب رخصة قيادة من سائق يقود فى طريق بلا إشارات مرور.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية